خطبة عن (ديمقراطية فرعون الماضي والحاضر)
يناير 27, 2018خطبة عن حديث (أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)
يناير 27, 2018الخطبة الأولى ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (82): (84) طه ،وروى مسلم في صحيحه: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».
إخوة الإسلام
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ، فقد واعد الله تبارك وتعالى نبيه وكليمه (موسى) عليه السلام ، أن يأتيه ، لينزل عليه التوراة ثلاثين ليلة، فأتمها بعشر، فلما تم الميقات، بادر موسى عليه السلام إلى الحضور للموعد ، شوقا لربه، وحرصا على موعوده، فقال الله له: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى} أي: ما الذي قدمك عليهم؟ ولم لم تصبر حتى تقدم أنت وهم؟ قال: {هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي} أي: قريبا مني، وسيصلون في أثري ،(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) فالذي عجلني إليك يا رب : طلبا لقربك ، ومسارعة في رضاك، وشوقا إليك، وقال بعضهم : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ، أراد سيدنا موسى (شوقا إليك) فستره بلفظ الرضا ” أي : ” والذي عجلني إليك يا رب طلبا لقربك ومسارعة في رضاك، وشوقا إليك ؛ لأن العجلة في استرضاء المحبوب علامة على صدق محبته . وقد دلت هذه الآية على أن طلب رضا الله تعالى يكون في المسارعة إلى طاعته ، ولذلك كانت أحكام الشريعة مطلوبة بألفاظ : المسابقة ، والمسارعة ، والعجلة ، والسعي . كقوله تعالى : {فاسْعَوا إِلى ذكر الله} [الجمعة: 9]، وقوله تعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران : 133]، وقوله تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد : 21]، وقوله تعالى : {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة : 148] ، وفي سنن أبي داود وغيره (عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ فِى عَمَلِ الآخِرَةِ ». فالمسارعة ، والمسابقة ، والعجلة تعني المبادرة بفعل الأوامر في أول وقتها دون توان ولا فتور ، ولا تراخي . ومن تمكنت محبة الله من قلبه ، وامتلأ بهجة وسروراً بعبادة ربه ، وسكينة وطمأنينة بذكره ، فهو الموفق إلى منازل الأبرار والسعداء ؛ فإنه لا سعادة له ، ولا سرور ، ولا قرة عين ، ولا راحت بال إلا بالمبادرة إلى طاعته ، وامتثال أمره . قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] وكانت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، لقوله صلى الله عليه وسلم :” جُعلَت قُرُّة عَيني في الصَّلاةِ ” السلسلة الصحيحة
أيها المسلمون
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) فما أجمله من رد ، وما أعظمه من تعبير، وما أحسنه من شعار في حياة المسلم ، حين يتعجل في خطاه إرضاء لربه، ويتعجل في كل طاعة حتى يلقاه . (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ، فينبغي للمؤمن أن يُسارِع في الخيرات؛ فالعمر قصير، والأجَل قريب، وابن آدمَ لا يَدرِي متى يأتيه الموت ، والمسارعة إلى الخيرات تعني المبادرة إلى الطاعات، والسبق إليها، والاستعجال في أدائها، وعدم تأخيرها ، قال الله تعالى : ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 113-114] ،وقال الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. وقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (10) :(12) الواقعة ،فالسابقون في الدنيا إلى الخيرات ، هم الذين سبقوا غيرهم في الآخرة إلى الجنات ، فإن السبق هناك ، على قدر السبق هنا ،وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم – يحثُّ أمَّته على المُسارَعة إلى الأعمال الصالحة؛ فإن المؤمن لا يَدرِي ما يَعرِض له من مرضٍ، أو فتنة، أو أجل فقد روى مسلم في “صحيحه” من حديث أبي هريرة – رضِي الله عنْه – أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال : (بادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كقطع الليل المظلم؛ يُصبِح الرجل مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مؤمنًا ويُصبِح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا)
أيها المسلمون
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ، هى دعوة للسباق ، وهي دعوة للمسارعة ، وهي دعوة للحاق بالركب قبل فوات الأوان ، وضياع الطريق وغياب المعالم واختفاء الأثر (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) : هو نداء عاجل للمشتاقين للجِنان، والراغبين فى رضا الرحمن، والراجين عفو المنان ، (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) :فعش من أجل رضاه ، ولاتبالي بسواه ..واستشعر عظمة الله ، والشوق إلى لقياه .. وتفكر ببديع صنعه ..وتدبر سحر آياته .. وجلاله ..وسلطانه.. وملكه الذي لا تحيط به العقول .. وعلمه الذي أحاط بكل شيء .. فإن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك ؛ ملكها الخوف. والخشية .والرهبة. منه تبارك وتعالى ومن ثم تلذذ بالنعيم ..نعم النعيم .. الموصل لجنات النعيم ..ففي الدنيا جنة من لم يذقها ، لم يذق جنة الآخرة ، إنها جنة الحب في الله ، والأنس بالله ، والخشية والخوف ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والمراقبة المستمرة لمن يسمع كلامنا ، ويرى مكاننا
أيها المسلمون
وإذا سأل الإنسان نفسه : ما الذي يُريده الناس في هذه الحياة ؟ كانت الإجابة : كل إنسان في هذه الدنيا يَتمنّى أمرين : حُصُول مَطْلوبه .. وانْدِفاع مَرْهوبه ! نعم أن يتحقق له ما يُريد .. وأن يُصرف عنه كل سوء ومكروه .. وهذا الأمر مُتحقِّق للمؤمن إذا حَقَّق الإسلام .فإذا ما أسْلَمَتْ جوارِح المؤمن لله رب العالمين وكانت مُنقادَة لله .. فقد تحقق له ما يصبو إليه .. واندفع عنه ما يَرهبه ويخافه .. فإذا تَقَرّب المؤمن إلى ربّه شِبْرًا تَقَرّب الله إليه ذِراعا .. وإذا تَقرّب المؤمن إلى ربِّـه تبارك وتعالى بالفرائض .. فقد أبرأ ذِمَّـتَه , وأرضى ربَّـه ، ولا يَزال المؤمن يتقلّب بين الطاعات .. ويتقرّب إلى رب الأرض والسماوات ، يَقُول الله تَعالى في الحديث القُدْسي : (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ). رواه البخاري . والله ينادي ( يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ). رواه مسلم . ومع هذا الترغيب والترهيب ، إلا أننا نلاحظ ونرى القليل ممن يستجيب ، وصدق الله العليم إذ يقول : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ (13) ، فكن أخي من القلة , فالقلة في الغالب هم المفلحون, ولا تغتر بالكثرة الهالكة , فقد حذرنا الله من سبيلهم ، فقال تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وعلى أن المرء ألا ييأس من سياسة نفسه , بل يجعل محاولات إصلاحها وتهذيبها متكررة , والجهاد لها دائم , وسيصل إلى كثير من مبتغاه من وراء هذه السياسة , لأن سياسة النفس تحتاج إلى وقت ليس باليسير ، قال الشافعي : سياسة الناس أشد من سياسة الدواب ، ولعل من أهم الخطوات التي يسوس بها المرء نفسه حتى يصل بها إلى كل خلق كريم , ويترفع بها عن كل خلق دنيء: أولا : إحياء المسئولية الفردية في النفس : يقول الله تعالى في محكم التنزيل : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38) ، ويقول سبحانه :(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281) ، فمسئولية الانسان مسئولية فردية , ويوم القيامة تُحاسب وحدك , وتُجزى على عملك لوحدك ، قال سبحانه: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (غافر:17) ، فكلما أُحييت هذه القضية في النفس , وذُكّرت بها أثمرت عندها وجوب الالتفات لهذه القضية , وسعى المرء في سياسة نفسه , لأنه ليس عند المرء أغلى من نفسه فإذا أحسن إليها يكون قد قام بأعظم أنواع الإحسان , وإذا أساء فلا أعظم من هذه إساءة . ثانيا : ومما يسوس بها المرء نفسه : النظرة الصحيحة للحقائق : فكم اهلك كثير من الناس عدم فهم الحقائق ،وبنظرة ثاقبة للنفس يرى عندها الأمور على حقائقها ، فقارن بين الدنيا والآخرة , فتلك باقية وهذه فانية , وقارن بين الطاعة والمعصية , فكم أعزت الأولى أقواماً، وأزلت الثانية آخرين ، ثالثا : ومما يسوس بها المرء نفسه : سلوك سبيل التدرج مع النفس وسوقها برفق : فمن أراد إصلاح نفسه جملة واحدة , وحاول سياستها سياسة عامة أعياها هذا الأمر , ووصل إلى حد اليأس معها , لأن النفس شرود , ومن طبيعتها حب التفلت ، فالواجب عليه أن يأخذها بالتدرج , ويحملها على النافع المفيد تدريجياً , وخطوة خطوة حتى يصل بها إلى ما يريد ,وأما إن رغب في التغير جملة واحدة أعياه ذلك , أصابه اليأس والقنوط . رابعا : ومما يسوس بها المرء نفسه : الجدية: فلا يعني القول بالتدرج أن يسلك المرء طريق الخمول والتكاسل في سياسة النفس وتغييرها إلى الخير أو يسوّف في الإصلاح , بل عليه أن يسوسها تدريجيا بقوة البطل الشجاع ،الذي وضع نصب عينيه تغيير السلوك المنحرف عن الطريق ,ولقد أثنى الله على الأقوياء في أمتنا والأمم السابقة , قال الله تعالى : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (لأعراف:145) ، وفي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ..) ، فالقوة والجدية شعار الصادقين , الطامعين في الكمال , أما من دونهم فمُحال عليهم بلوغ منازل الأبطال . خامسا : ومما يسوس بها المرء نفسه : مصاحبة من نجحوا في هذا الجانب , وقراءة سير السابقين : فالمرء شديد التأثر بغيره , عظيم التقليد له , فعلى من أراد تغيير نفسه وسياستها أن ينظر إلى من نجحوا وغيروا من أنفسهم ، والنظر في سير السابقين , الذين ضربوا أروع الأمثلة في سياسة النفس , وساقوها إلى الله تبارك وتعالى سوقاً صحيحاً ، سادسا : ومما يسوس بها المرء نفسه : عدم الغفلة عن إعطاء النفس شيئا من المباحات : ففي البخاري (فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِهِ فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ أَمَا إِنِّى أَخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ ، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِى الأَيَّامِ ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا ) ، وفي صحيح مسلم : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِى وَفِى الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِى طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ) ، فعلى المرء أن يروح عن نفسه بشيء من المباحات حتى يستطيع السير في هذا الطريق , وحتى لا تمل نفسه ولا تسأم . سابعا : ومما يسوس بها المرء نفسه : الاستعانة بالله، وسؤاله زكاة النفس : فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا،أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا) رواه مسلم، وقال في تعليمه للحصين بن معبد الخزاعي : (قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي) رواه الترمذي.
الدعاء