خطبة عن (اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنّا)
فبراير 18, 2017خطبة عن حديث (وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ)
فبراير 20, 2017الخطبة الأولى ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (60) القصص ،وقال تعالى : ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ الجمعة 11 ، وقال تعالى : (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (96) النحل ،وفي الصحيحين :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ». مِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
إخوة الإسلام
إنَّ كُلَّ مؤمنٍ مَدْعُوٌّ أن يُرضيَ خالقه، وأن يسعى في طلب مرضاته، سعياً أشدَّ وأعظمَ من سعيه في طلب رزقه، وهذا مما يفهم من الآيات السابقة ،ومن قوله تعالى : (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص (77) ، وقوله تعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ آل عمران 133، وقد دعا سبحانه وتعالى عبادهُ المؤمنين إلى التَّنافس والسُّرعة في طريق مرضاته، وساحة طاعاته، وذلك لا يتحقَّقُ إلا بالمبادرة السَّريعة إلى الإنفاق في سبيل الله تعالى، سرَّاً وجهراً، في السِّلْم وفي الحرب، في الرَّخاء ووقت الشدَّة. وكذا الصَّفْحِ والعفو عن المسيء في حُدود الكرامة وحِفْظ الحقوق. والتوبةِ الصَّادقة النَّصوح والاستغفارِ من كلِّ ذنبٍ بغير إصرارٍ عليه، ولا تعمُّد له،
قال تعالى في وصف عباده الصالحين : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ آل عمران (133):(136) ،فالله سبحانه وتعالى يدعونا إلى المسارعة إلى ساحته، وتنفيذ أوامره، وترك نواهيه؛ للحصول على توفيقه ومرضاته، ولاسيما في المعضلات والمشكلات، فلا ملجأ منه إلَّا إليه، ولا نجاةَ إلَّا في ساحته، ولا فوزَ إلا في مرضاته، ولا هُدى إلا في تشريعاته ومنهجه. ومن فرَّ إليه وجدَ الأمنَ والأمان، والراحة والاطمئنان. فمن اعتصم بحبل الله اهتدى ونجا وفاز، ومن اتَّبع خُطُوات الشَّيطانِ، ضلَّ، فغوى،
أيها المسلمون
ولكننا نرى الكثير من الناس ،من يتألم لمصيبة الدنيا، ولا يتألم لمصيبة الدين والدار الآخرة ، فلو انتكس فلان، أو ارتد ، أو فسق ، أو نقص من دين فلان، فلا يتألم بالقدر نفسه ، وتلك في حد ذاتها مصيبة من المصائب ، فالمصيبة في الدين ، أشد وأنكى من مصيبة الدنيا ، ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم (وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا » رواه الترمذي ، فالمصيبة في الدنيا مهما كانت ، فهي نعمة ،إذا ما قارنها الإنسان بمصيبة الدين، قال عمر رضي الله عنهما: “ما ابتليت ببلية إلا كان لله علي فيها أربع نعم: إذ لم تكن في ديني -هذا الأول-، وإذ لم أحرم الرضا -هذا الثاني-، وإذ لم تكن أعظم -هذا الثالث-، وإذ رجوت الثواب عليها” أي: احتساب الأجر عند الله بوقوعها هذا الرابع ، فمهما حصل للإنسان من خسارة في تجارته، أو انكماش في مبيعاته، فبالرضى بقضاء الله وقدره ، واحتساب الأجر عند الله تعالى ، كان ما عند الله خير وأبقى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » رواه الترمذي بسند حسن ، فالمسلم يلجأ إلى ربه، ويتوجه إليه بالدعاء، ويلح عليه بالطلب، ويخشع ويتضرع، ويتذلل ويرجو،
أيها المسلمون
يحكى أن ملكا بذل لقومه ما يستطيع ،حتى يراهم يعيشون في سعادة وهناء ،وكان في كل شهر يخرج فيهم مرتين ،متنكرا في زي رجل فقير ،ليتفقد أمورهم ، ويطلع على أحوالهم ، دون وسيط ، ولكن ، في كل مرة يجد حال قومه إلى أسوأ ، فالابتسامة اختفت من محياهم ،والتذمر من الأقدار أصبح حالهم ، فحزن الملك حزنا شديدا . ولما عاد رآه وزيره حزينا ،فسأله عن سبب حزنه ،فأجابه المالك بما جرى ،وأنه بذل كل ما يستطيع حتى يسعد قومه ،ولكنه يراهم بائسين ،فأجابه الوزير ،بأن يعطي كل من أصيب بمكروه من المال ،حتى يرضى وينسى مصابه، حتى لو كان مصابه لسعة بعوضة، لم يجد الملك خيارا آخر إلا أن يأخذ بما أدلى به وزيره ،فجمع الناس ،وأبلغهم بالقرار الجديد ، وفرح الناس فرحا شديدا ،ومضى شهر من الزمن ، خرج خلاله الملك مرتين في قومه ،فوجد حالهم قد تبدل ،والابتسامة تعلو محياهم ، ولكن مالم يكن بالحسبان هو أن مال بيت المال وشك على النفاذ ،ولو استمر الحال لشهر آخر ، لما وجد الملك من المال ما يسير به أمور دولته . فنادى بوزيره ،وأنبه على اقتراحه ،وهدده بالسجن إن لم يأتي بالحل المناسب ،ويعالج الأمر بأسرع وقت ممكن . فنظر الوزير إلى الملك بابتسامة، ثم قال له : (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ، فابتسم الملك وأمر بجمع الناس . فبدأ الملك خطابه بقوله تعالى :(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد 20 ، ثم قال : من أراد منكم المال عوضا عما عند الله بعد اليوم ، فليرفع يده ،وله ذلك ، وعليه الأمان ، ولكن تذكروا قوله تعالى : (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الشورى (36) فأجاب الناس بصوت واحد (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك ، حيث أعاد الناس كل مال مقابل مصابهم إلى الملك ، وهم يرددون قوله تعالى : (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الشورى (36) ، فانصرف الناس والابتسامة تعلو محياهم ،وعاش الملك وشعبه في سعادة غامرة .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». رواه مسلم . وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ » ، وهذا هو رسولنا صلى الله عليه وسلم يختار ما عند الله ،على ما في الدنيا ، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ « إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ » . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا . فَعَجِبْنَا لَهُ ، وَقَالَ النَّاسُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهْوَ يَقُولُ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا . فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – هُوَ الْمُخَيَّرَ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ . ..» ، وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:
ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد ،وعَنْ أَبِى قَتَادَةَ وَأَبِى الدَّهْمَاءِ قَالاَ كَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ هَذَا الْبَيْتِ. قَالاَ أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ الْبَدَوِيُّ أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَالَ « إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئاً اتِّقَاءَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ إِلاَّ أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْراً مِنْهُ » رواه أحمد وإسناده صحيح
وعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا ». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ « حُلَلِ الإِيمَانِ ». يَعْنِى مَا يُعْطَى أَهْلُ الإِيمَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ. رواه الترمذي
أيها المسلمون
ما حرّم الله تعالى على عباده شيئاً ، إلا وعوضهم خيراً منه. فما حرّم عليهم الربا ، إلا وعوّضهم التجارة الرابحة،
وما حرّم عليهم الحرير ، إلا وأعاضهم بدلا منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف والكتان والقطن، وما حرّم عليهم الزنا واللواط ، إلا وأعاضهم بدلا منه النكاح بالنساء الحسان، وما حرّم عليهم شرب المسكر ، إلا وأعاضهم بدلا عنه بالأشربة اللذيذة والنافعة للروح والبدن، وما حرّم عليهم سماع آلات اللهو ،من المعازف وغيرها ، إلا وأعاضهم عنها بسماع القرآن العظيم ،وما حرّم عليهم الخبائث من المطعومات ، إلا وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.. ومن عجائب حكمة الله سبحانه ، أنه جعل مع الفضيلة ثوابها الصحة والنشاط ، وجعل مع الرذيلة عقابها، الانحطاط والمرض..
ونعم : ما قال ربنا : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (60) القصص
الدعاء