خطبة عن ( من أدب الحديث في الإسلام)
يونيو 18, 2017خطبة عن قوله تعالى( وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)
يونيو 18, 2017الخطبة الأولى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ. لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا .أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) لقمان: 6
إخوة الإسلام
هناك الكثير من الناس غرتهم الحياة الدنيا وألهتهم المعاصي فراحوا يجمعون الأموال بطرق محرمة وبأساليب رخيصة إنهم يجمعون الأموال ببيع اللهو الفاضح والغناء المحرم الفاحش. فهذه المغنية أو ذاك المغني الذي يلهي الناس بغنائه عن ذكر الله ويتاقاضى على ذلك أجرا كبيرا فهو آثم ومكسبه حرام لأنه تسبب في إفساد البلاد والعباد فهو يضلهم عن سبيل الله ويشغلهم عن طاعته وعن الصلاة ويبعدهم عن صراط الله المستقيم بل ويستهزئ بما حذر منه رب العالمين. وكذلك الذي يرفع سماعات اللغو والغناء في وسائل المواصلات أو بأجهزة (الدي جي ) أو غيرها .هؤلاء جميعا توعدهم الله في الدنيا والآخرة بالعذاب المهين. وكذلك الذين يشترون هذه الأغاني الهابطة أو يستمعون إليها أو يدفعون للمغنين أجرا مقابل غنائهم أو يدفعون أجرا لصاحب السماعات أو أسطوانة الغناء الفاضح فهم أيضا يضلون الناس عن سبيل الله ويستهزؤن بدينه ولهم في الآخرة عذاب مهين مالم يتوبوا إلى رب العالمين ،وقد سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ قَوْله تَعَالَى(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) ،فَقَالَ الْغِنَاءُ،وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ يُرَدِّدُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قال هُوَ الْغِنَاءُ وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ أُنْزِلَتْ هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} فِي الْغِنَاءِوَالْمَزَامِيرِ. وقد نص الشافعي في كتاب : (أدب القضاء) أن الرجل إذا داوم على سماع الغناء ردت شهادته وبطلت عدالته. أما عن الأشعار المهذبة والحُداء والانشاد الديني والوطني والجهادي فهي من الأمور المباحة فلاخلاف في إباحتها وكذلك غناء الحجيج وهم ينشدون في الطريق الى الحج أشعاراً يصفون فيها الكعبة وزمزم والمقام، كل ذلك هو مباح
إخوة الإسلام
إن من جملة ما سيسأل عنه العبد يوم القيامة (سمعه) يقول الله تعالى :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) الاسراء 36 ، فهذه الأذن التي أنعم الله بها عليك لتسمع بها ما يصلحك في دنياك وآخرتك ولتشكر واهب النعم وتعبده هذه الأذن سوف تسأل عنها يوم القيامة.ماذا سمعت بها فيما استخدمتها؟ أفيما يرضي الله أم فيما يسخطه ؟ فالمؤمن لا يسمع الغناء الهابط ولا اللغو الفاحش قال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) القصص 55 ، وسأل رجل عبد الله بن عباس عن الغناء، فأجاب السائل بقوله: أرأيت إن كان يوم القيامة، وجيء بالحق والباطل، مع من يكون الغناء؟ قال السائل: مع الباطل، فقالوا له: اذهب فقد أفتيت نفسك.. فحرمة الغناء الهابط لا تحتاج إلى فتاوى لأن مفاسد الغناء في المجتمعات ظاهرة لنا وواضحة جلية.فالغناء رقية الزنا الغناء طريق الشيطان إلى معصية الرحمن. الغناء ينبت في القلب النفاق وسوء الأخلاق. ومن المؤلم والمؤسف أن الكثير من الرجال والنساء الذين ضعف إيمانهم وخفت عقولهم،شغلوا أوقاتهم وملأوا أرجاء بيوتهم بأصوات المغنين والمغنيات .بل وألصقوا صورهم حبا لهم وإعجابا بهم.وهذا من مصائب هذا الزمان أن نرى هؤلاء يلقون إجلالا وتعظيما للمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات .حتى لقد أصبح كثير من الشباب يعرف عن هؤلاء المغنين والمغنيات وأغنياتهم كل شيء ولو سألته عن معنى لا إله إلا الله لقال: هاه هاه لا أدري.ولو سألته عن مواقيت الصلاة لقال:لا أدري ولو سألته عن كتاب الله وعن بعض السور القصيرة لقال: لا أدري بل إن بعضهم لا يفرق بين الآية والحديث ولو سئل عن أبسط جزئيات الدين لقال:لا أدري وكيف يدري ومن أين يدري؟ وهمته متجهة للمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات وجل أوقاته يضع السماعات في أذنه ليستمع إلى كلمات الحب والهيام أو وصف العيون وكلمات الغرام. نعم : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) لقمان: 6
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقوله تعالى : (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)، ووصف العذاب بأنه (مُهِينٌ ) : مقصود هنا. للرد على سوء الأدب والاستهزاء بمنهج الله وسبيله القويم فكانت العقوبة بإهانة هؤلاء الساخرين من الدين وأهله.في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه(فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) هود 38 . وروى البخاري في صحيحه : ( عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)، ومعنى يستحلون : إما أنهم يفعلون هذه المحرمات، فعل المستحل لها بحيث يكثرون منها ولا يتحرجون من فعلها وإما أنهم يعتقدون حلها وقد يكون هذا بسبب فتوى ضالة من فتاوى أصحاب الأهواء ، والمراد بالمعازف في الحديث آلات اللهو والموسيقى وجاء في السلسلة الصحيحة للألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف). فيا من تبيع الأغاني أو تسمعها للناس عن طريق الكمبيوتر أو التلفاز أوالراديو أومواقع النت وغيرها وغيرها. اعلم أنك تفعل حراما وتنشر فسادا وكسبك خبيثا وأن عليك وزر كل من يسمع الغناء فتب إلى الله واستبدل بها الكلم الطيب النافع من كتاب الله وسنة رسوله والمواعظ النافعة والخطب والمحاضرات المفيدة ، وأنت يا من تشتري هذه الأغاني أو تستأجرها أو تستمع إليها أنت ممن ضل عن سبيل الله وممن يستهزئ بشرع الله ولك العذاب الأليم المهين في الدنيا والآخرة مالم تتب إلى الله ، قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور 31
الدعاء