خطبة عن ( يجب أن تصان المساجد عن كل ما يتنافى مع التوحيد)
فبراير 16, 2016خطبة عن (مكروهات المساجد ومحرماتها)
فبراير 16, 2016الخطبة الأولى (من الأمور المنهي عنها في المساجد)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) (18) الجن
إخوة الإسلام
من الأمور المنهي عنها في المسجد : تشبيك الأصابع: فعند الترمذي ومسند أحمد واللفظ له (عَنْ مَوْلَى لأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِى سَعِيدٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- – قَالَ – فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَرَأَى رَجُلاً جَالِساً وَسَطَ الْمَسْجِدِ مُشَبِّكاً بَيْنَ أَصَابِعِهِ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَفْطِنْ – قَالَ – فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِى سَعِيدٍ فَقَالَ « إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلاَ يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَزَالُ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ » ، والنهي عن التشبيك علله بأنه في صلاة، فلا يليق وهو في صلاة أن يشبك بين أصابعه، وهذا النهي عن تشبيك الأصابع حال المشي إلى المسجد للصلاة. قال الخطابي رحمه الله: «تشبيك اليد: هو إدخال الأصابع بعضها في بعض، والاشتباك بهما، وقد يفعله بعض الناس عبثًا، وبعضهم ليفرقع أصابعه عندما يجده من التمدد فيها، وربما قعد الإنسان فشبك يبن أصابعه واحتبا بيده يريد الاستراحة، وربما استجلب به النوم؛ فيكون ذلك سببًا لانتقاض طهره، فقيل لمن تطهر وخرج متوجهًا إلى الصلاة: لا تشبك بين أصابعك، لأن جميع ما ذكرناه من هذه الوجوه – على اختلافها – لا يلائم شيء منها الصلاة ولا يلائم حال المصلي». ومن الأمور المنهي عنها : زخرفة المساجد: وقد كثرت الأدلة في ذلك، منها: ما رواه البيهقي (عَنْ أَنَسٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ بِالْمَسَاجِدِ ».. ولفظ ابن خزيمة: «يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلا». وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. ومن الأمور المنهي عنها الخروج من المسجد بعد الآذان إلا بعذر حتى يصلي المكتوبة: عن أبي الشعثاء قال: كنا قعودًا مع أبي هريرة رضي الله عنه في المسجد، فأذّن المؤذن، فقام رجلٌ من المسجد يمشي، فاتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم. ومن الأمور المنهي عنها اصطحاب الصبيان ونحوهم إلى المساجد عند خوف العبث واللعب فيه، فلا يجوز أن يحضر معه الأطفال الذين دون سن التمييز يعني ما قبل سبع سنوات؛ وذلك لأنه يُشغل المصلين ولا يؤمن تلويثهم للمسجد بالبول واللعاب وغيره، وكذلك العبث بالمصاحف، ومن الأمور المنهي عنها كذلك اتخاذ المسجد طريقا. ومن الأمور المنهي عنها سل السيوف ورؤوس النبال في المسجد، ففي الصحيحين عن جابر قال: مرَّ رجل في المسجد ومعه سهام فقال له رسول الله : ((أمسك بنصالها)) وفي رواية: ((كي لا تخدش مسلمًا)). ومن الأمور المنهي عنها كذلك دخول الحائض والجنب للمسجد : ففي سنن أبي داود (عَائِشَةَ رضى الله عنها تَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَوُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِهِ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ « وَجِّهُوا هَذِهِ الْبُيُوتَ عَنِ الْمَسْجِدِ ». ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَصْنَعِ الْقَوْمُ شَيْئًا رَجَاءَ أَنْ تَنْزِلَ فِيهِمْ رُخْصَةٌ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بَعْدُ فَقَالَ « وَجِّهُوا هَذِهِ الْبُيُوتَ عَنِ الْمَسْجِدِ فَإِنِّي لاَ أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلاَ جُنُبٍ ». وقد أجاز العلماء مرور الجنب في المسجد دون الجلوس فيه لقوله تعالى:( وَلا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ) النساء (43) .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من الأمور المنهي عنها في المساجد)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأما النهي عن زخرفة المساجد وتزيينها، فقد روى ابن حبان في صحيحه وأبي داود في سننه (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ ». قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. ) ، والفرق بين التشييد والبناء كبير: فإن التشييد: هو رفع المبنى ليجعل ذلك ذريعة إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من صفات أهل الكتاب في كنائسهم وبيعهم، قال البغوي رحمه الله: التشييد: رفع البناء وتطويله، وإنما زخرفت اليهود والنصارى معابدها حين حرفوا كتبهم، وقال ابن بطال رحمه الله: فيه دلالة على أن السنة في بنيان المساجد القصد وترك الغلو في تحسينه، وقد كان عمر مع كثرة الفتوح في أيامه وسعة المال عنده لم يغير المسجد. وأول من زخرف المساجد الوليد ، وسكت عنه بعض أهل العلم خوف الفتنة، وجاء النهي عن الزخرفة لأنها تشغل المصلي وتلهيه عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله عز وجل، قال بعض أهل العلم: إن تزويق المسجد ولو الكعبة بذهب أو فضة حرام مطلقاً، ولقد كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنياً من لبن وسقفه الجريد، وعمده جذوع النخل، وروى البخاري قَالَ أَبُو سَعِيدٍ كَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ . وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَقَالَ أَكِنَّ النَّاسَ مِنَ الْمَطَرِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ ، فَتَفْتِنَ النَّاسَ . وَقَالَ أَنَسٌ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ، ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَّ قَلِيلاً . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ) ومن الأخطاء التي تقع من بعض أهل المساجد: ( التوطين) وذلك أنهم يحافظون على مكان معين في المسجد لا يغيرونه، وقد نهى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير، يعني: يألف مكاناً معلوماً مخصوصاً به يصلي فيه لا يغيره. ونواصل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء