خطبة عن (أحوال السلف الصالح في قيام الليل)
فبراير 21, 2016خطبة عن (قيام الليل: حكمه وفضائله )
فبراير 21, 2016الخطبة الأولى (فوائد وثمار قيام الليل وفضائله)
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (17)،(18) الذاريات
إخوة الإسلام
لقيام الليل فوائد وثمار يجنيها العبد في الدنيا والآخرة فمن فوائد وثمار قيام الليل : أنها سبب في دخول الجنة ، ففي سنن البيهقي ومسند البزار (عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مَنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلاَنَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ».ومن ثمار قيام الليل أن قيام اللَّيلِ من أسبابِ تَكفيرِ السيِّئاتِ: ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ » ، ومن ثمار قيام الليل أن قيام الليل أفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ ، فعن أَبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ((أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ))
إخوة الإسلام
وماذا عن أحوال السلف الصالح مع قيام الليل، فمن اطّلع على أحوالهم في الليل، علم السر في بركة علومهم، وآثارهم على الأمة، وتعرف على السبب في اصطفاء الله -تعالى- لهم، إذ جعلهم خير القرون. فكان ابن مسعود إذا هدأت العيون قام، فيُسمع له دويٌّ كدويِّ النحل حتى يصبح. وقال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة سبعًا، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقّبون الليل أثلاثًا: يصلّي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلّي هذا، ثم يوقظ هذا. وعن أبي غالب قال: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- ينزل علينا بمكة، وكان يتهجّد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب، ألا تقوم تصلّي، ولو تقرأ بثلث القرآن. فقلت: يا أبا عبد الرحمن، قد دنا الصبح، فكيف أقرأ بثلث القرآن؟! فقال: إنّ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن. وقال أبو الدرداء: صلّوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور. وسألت ابنة الربيع أباها: يا أبتاه، الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال يا بنية: إن أباك يخاف السيّئات. وكان زيد بن الحارث يجزِّئ الليل إلى ثلاثة أجزاء: جزءٌ عليه، وجزءٌ على ابنه، وجزءٌ على ابنه الآخر. وقال سعيد بن المسيب: إنَّ الرجل ليقوم الليل، فيجعل الله في وجهه نورًا، يحبه كلُّ مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إني أحبُّ هذا الرجل. وسئل الحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا. فقال: لأنهم خلوْا بالرحمن، فألبسهم من نوره.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فوائد وثمار قيام الليل وفضائله)
الحمد لله رب العالمين …اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام … وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له…. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. هو صفوة الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وكان أبو إسحاق السبيعي -رحمه الله- يقول: يا معشر الشباب، جدّوا واجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلَّ ما مرّت عليَّ ليلة إلاّ قرأت فيها بألف آية. ولما احتضر أبو الشعثاء -رحمه الله- بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: لم أشتفِ من قيام الليل. وكان عبد العزيز بن أبي روّاد -رحمه الله- يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه، ثم يقول: ما ألينك! ولكن فراش الجنة ألين منك. ثم يقوم إلى صلاته. وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: “إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنّك محروم مكبل، كبّلتك خطيئتك”. وكان -رحمه الله- يقول: “أدركت أقوامًا يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرّك، قال: ليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة”. ونستكمل الحديث إن شاء الله
الدعاء