خطبة عن (لا يعلم الغيب إلا الله)
أكتوبر 8, 2016خطبة عن (احذروا الغلول (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
أكتوبر 8, 2016الخطبة الأولى ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (7) إبراهيم
وقال تعالى:(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) (40) النمل ،وقال تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) (35) القمر ،وقال تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (145) آل عمران ،وقال تعالى : (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (66) الزمر
إخوة الإسلام
لقد امتنَّ الله تعالى على كثير من عباده فأعطاهم من كريم السجايا، وعظيم الصفات؛ ما علت به أقدارهم، وسمت به منازلهم، وارتفعت به درجاتهم عند ربهم سبحانه وتعالى، ومن أجلِّ هذه الصفات قدراً، وأعظمها أثراً؛ صفة الشكر؛ وهي ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه محبة وشهوداً، وعلى جوارحه طاعة وانقياداً،
وهو دليل على كمال العقل، وصلاح القلب، وصحة النفس، وسلامة الصدر.وأعظم الشّكرِ الإيمان بالله تعالى، وأداء فرائضه وواجباته، والبعدُ عن محرّماته، ثمَّ شكر بقيّة النّعم إجمالاً وتفصيلاً، كما أنّ أعظمَ كفرانِ النّعم؛ الكفر بالرسالةِ بالإعراض عن الإيمان بالله وحده، وترك فرائض الله وواجباتِه، وفِعل المعاصي، ثمّ كفران بقيّة النّعم. والشَّكور اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ومعناه أنَّ القليل من أعمال العباد يزكو عنده ويزيد، قال -تعالى-: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التَّغابن: 17]. والشَّكور من النَّاس هو الَّذي يجتهد في شكر ربِّه على ما أولاه من نعمٍ، بمزيد من الطَّاعة، وأداء ما فرض من عباداتٍ. والشُّكر مثل الحمد إلا أنَّ الحمد أعمُّ منه؛ وذلك لأنَّ الشكر لا يكون إلا عن معروفٍ سابقٍ ونعمةٍ متقدِّمةٍ، والحمد يكون عن معروفٍ وعن غير معروفٍ، فنحن نشكر الله على آلائه ونعمه الَّتي لا تعدُّ ولا تحصى، ونحمده -سبحانه- على نعمه وعلى أسمائه الحسنى وصفاته العلى. وبما أنَّ الحمد أعمُّ من الشُّكر فإنَّه قد يطلق على ما يطلق عليه الشُّكر، ومن هذا قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ». [رواه مسلم ]، ومعنى الشُّكر اصطلاحًا: هو معروفٌ يقابل به الإنسان النّعمة، وهو على ثلاثة أقسامٍ: شكر بالقلب وهو تصوُّر النّعمة والاعتقاد أنَّ واهبها هو الله -تعالى-، حتى لو أتت على يد أحد من الخلق فإنَّهم وسائط أرسلهم الله لإيصال هذه النّعمة للمنعم عليه، وشكر باللسان، وهو الثَّناء على المنعم بذكر إنعامه وإحسانه، ومنه قوله -تعالى-: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضُّحى: 11]. وقد جاء في كتاب الله الأمر بالشكر ؛ كما جاء النهي عن ضده أي الكفران وجحود النعم، وعدم الإقرار بها أو استعمالها فيما يكره المنعم جل وعلا فقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (البقرة:152)، وجاء فيه أيضاً الثناء على أهل الشكر حيث وصف به أفضل خلقه فقال عن خليله إبراهيم عليه السلام: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (النحل:120-121)، وقال عن نوح عليه السلام: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}(الإسراء:3)، أي كثير الشكر يحمد الله على كل حال. كما أنّ الشكر من صفات المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور﴾ (إبراهيم: 5). والشكر صفة سامية يستخدمها البشر للثناء على عطاءات خالقهم وللامتنان على الأفضال التي يقدّمونها لبعضهم بعضاً. وشكر الناس لبعضهم بعضاً يتمثّل بشُكر الوالدين من خلال الإحسان إليهما وطاعتهما وبرّهما وعدم إغضابهما. ويستمد هذا النوع من الشكر وجوبه وأهميته من القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في سورة لقمان: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير﴾ لقمان: 14). وهناك شكر آخر وهو شكر الناس، فالمسلم يُقدّر المعروف ويعرف للناس حقوقهم فيشكرهم على ما قدّموا له من خير، ففي سنن الترمذي بسند صحيح ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ ». وفيه أيضا (عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ »
أيها المسلمون
فالشكر لله تعالى أمره عظيم، وثوابه جزيل، ينجي الله به من العقوبات، ويدفع الله به المكروهات قال الله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} (النساء:147)، وقال سبحانه: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} (القمر:33-35)، وبه تزيد النعم، وتدفع النقم قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم:7) ،يقول سفيان بن عيينة رحمه الله: “{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ}: لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم طاعتي التي تقودكم إلى جنتي” ، وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله: “{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} من نعمي {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ومن ذلك أن يزيل عنهم النعمة التي أنعم بها عليهم، ولئن شكرتم ربكم بطاعتكم إياه، فيما أمركم به، ونهاكم عنه، ليزيدنكم من النعم. وقال الحسن: معناه: لأزيدنكم من طاعتي. وقال سفيان : ليست الزيادة من الدنيا، أهون على الله من أن يجعلها ثواباً لطاعته، ولا أثاب (بها) أحداً من رسله وأهل طاعته، وهم أشكر الخلق.وقيل: المعنى: لئن أطعتموني بالشكر، لأزيد(نكـ)ـم من أسباب الشكر ما يعينكم عليه. وقيل: إن المعنى: لأزيد(نكـ)ـم من الرحمة والتوفيق والعصمة. وقال بعض العارفين بالله: لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم طاعتي, ولئن شكرتم طاعتي لأزيدنكم خلوتي, ولئن شكرتم خلوتي لأزيدنكم قربي, ولئن شكرتم قربي لأزيدنكم الغنى, ولئن شكرتم الغنى لأزيدنكم معرفتي, ولئن شكرتم معرفتي لأزيدنكم رؤيتي ووصالي, فزيادة كل مقام بمقدار ذلك المقام. والشكر: هو اعتراف القلب بنعم الله، والثناء على الله بها، وصرفها في مرضاة الله تعالى، وكفر النعمة ضد ذلك” ، ولن يستطيع أحد أن يشكر ربه حق شكره وما كان شكري وافياً بنوالكم ولكنني حاولت في الجهد مذهباً ،وأخبر سبحانه أن المنتفع بآيات الله وآلائه الكونية والشرعية هم الشاكرون فقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (لقمان:31)، وقال عز وجل: {إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (الشورى:33).
أيها المسلمون
والشكر على ثلاثة أضراب: الأول: شكر القلب، وهو تصور النعمة وتيقنها أنها منه سبحانه. والثاني: شكر اللسان: وهو الثناء على المنعم بما هو أهله. والثالث: شكر الجوارح: وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه، وذلك بالقيام بحقه، والاجتهاد في طاعته، وإخلاص العمل من أجله قال الله عز وجل: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(سبأ:13)، وقال القائل :أفادتكم النعماء مني ثلاثـة يدي ولساني والضمير المحجبا ،وفي صحيح البخاري: (قَامَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ « أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا » ،فدل ذلك على أن العمل بالطاعة شكر لله عز وجل. واسمع معي إلى كلام الغزالي رحمه الله حيث يقول: “الشكر ينتظم من علم وحال وعمل، فالعلم هو الأصل فيورث الحال، والحال يورث العمل، فأما العلم فهو معرفة النعمة من المنعم، والحال هو الفرح الحاصل بإنعامه، والعمل هو القيام بما هو مقصود المنعم ومحبوبه، وهذا العمل يتعلق بالقلب وباللسان وبالجوارح، أما بالقلب فقصد الخير، وإضماره لكافة الخلق، وأما باللسان فإظهار الشكر لله تعالى بالتحميدات الدالة عليه، وأما بالجوارح فاستعمال نعم الله تعالى في طاعته، والتوقي من الاستعانة بها على معصيته” وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه عز وجل أن يجعله كثير الشكر، مداوماً عليه ففي سنن الترمذي بسند صحيح (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو يَقُولُ « رَبِّ أَعِنِّى وَلاَ تُعِنْ عَلَىَّ وَانْصُرْنِي وَلاَ تَنْصُرْ عَلَىَّ وَامْكُرْ لِي وَلاَ تَمْكُرْ عَلَىَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَىَّ رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مِطْوَاعًا لَكَ مُخْبِتًا إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي ». ويوصي النبي عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل رضي الله عنه بالشكر وملازمته ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْماً ثُمَّ قَالَ « يَا مُعَاذُ إِنِّي لأُحِبُّكَ ». فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ « أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ». .
أيها المسلمون
واعملوا أن من أسباب وقوع العذاب، وحلول النقمة والعقوبة على الأفراد والمجتمعات؛ كفر نعم الله تعالى، وعدم شكرها والرضا بها، وجحودها وإنكارها ،كما قص الله علينا هذا في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (النحل:112) ،وما قصة أهل سبأ عنكم ببعيد قال الحق تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}(سبأ:15-19)
علامة شكر المرء إعلان شكره ومن شكر المعروف منه فما كفر ،وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ” رواه أحمد وغيره ،وعَنْ أَنَس قَالَ : ( أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِلٌ فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ فَلَمْ يَأْخُذْهَا أَوْ وَحِشَ بِهَا – قَالَ – وَأَتَاهُ آخَر فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّه تَمْرَةٌ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ ” اِذْهَبِي إِلَى أُمّ سَلَمَة فَأُعْطِيه الْأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا الَّتِي عِنْدهَا ” تَفَرَّدَ بِهِ الْإِمَام أَحْمَد
أيها المسلمون
واعلموا أنه لم يقصر بالخلق عن شكر النعمة إلا الجهل والغفلة، فإنهم منعوا بالجهل والغفلة عن معرفة النعم، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفتها، ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول بلسانه: الحمد لله، الشكر لله، ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهى طاعة الله عز وجل، فإذا أردتَ أن تدومَ نعمةٌ عليك اشكرها، و ليكن شكرك لها من جنسها! فشكر نعمة الإيمان :بتوحيد الله و إخلاص العبادة له سبحانه وتعالى. وشكر نعمة الغنى و المال :بالتصدّق والإنفاق في أوجه الخير ومن نفس جنس ونوع المال الذي منَّ الله به عليك. وشكر نعمة العلم : ببذل العلم للنّاس وتعليمهم وعدم كتمانهم شيئا منه.و شكر نعمة الصّحة : القيام بالطّاعات الجسديّة من جهاد، و حجّ، وخدمة للآخرين و الإمساك عن المعاصي التي تؤدي إلى تلف الجسد وضَعفه.و شكر نعمة الأمن و الأمان : أن تعرف لمن فقدوا هذه النّعمة حقّهم عليك.و شكر نعمة الصّديق الصّالح : بالوفاء له، و عدم الغدر به أو غشّه والذّود عن عِرضه و حقوقه في أكان حاضرا أم غائبا. وشكر كلّ عضوٍ من أعضاء الجسد يكون من نوع وظيفته وعمله: فنعمة البصر، تُشكر بغضّ البصر عن الحرام و بحراسة الثّغور و حفظ الحرمات و قراءة القرآن، و النّافع من العلم. و نعمة السّمع تُشكر بالاستماع إلى النّافع من القول و الإمساك عن سماع المحرّمات من غيبة و نميمة و غيرها! ونعمة النّطق و اللّسان تُشكر بذكر الله عزّ و جلّ و الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر و اجتناب الغيبة و النميمة و الفحش من القول. وهكذا كلّ نعمة تُشكَر من جنسها فيديمها الله عليك و يزيدك من فضله، كما قال تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم ،فاشكروا الله على نعمه التي لا تحصى وعلى ما هداكم وعلى نعمة الإسلام
أيها المسلمون
ومن شكر النعم أن يعرف ربه في حاليه شدته ورخائه ،ويسره وعسره ، وغناه وفقره ، وصحته ومرضه فيحمده على كل حال، ويستقيم على طاعته في كلتا الحالتين، فإن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}. وعلى المؤمن أن يصبر على كل ما يصيبه من مصائب وبلايا ويشكره ويحمده إذ لم يبتله ببلاء أعظم لينال أجر الصابرين الشاكرين، ففي صحيح مسلم (عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». ومزيد الله لمن أنعم عليه في الرخاء واضح، وأما مزيده للمبتلى فبزيادة النعمة عليه فيزيده عافية ويهون عليه المصائب.
أيها المسلمون
وسنَّة الله ماضيةٌ في أنَّ الزِّيادة تصاحب الشُّكر، وأنَّ كفر النّعمة تصاحبه العقوبة والحرمان، وتتبدل به الأمور إلى أسوأ حالٍ، فما من قوم أنعم الله عليهم بنعمة وشكروها إلا زادت، وما كفروها إلا زالت: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إبراهيم: 7 ،قال علي -رضي الله عنه-: “إن النِّعمة موصولة بالشُّكرٌ، والشُّكر معلقٌ بالمزيد، فهما مقرونان في قرنٍ، فلن ينقطع المزيد من الله حتَّى ينقطع الشُّكر من العبد”. ويقول الحسن -رضي الله عنه-: “إن الله ليمتع بالنِّعمة، ما شاء فإذا لم يشكر قلبها عذابًا فلا زوال للنِّعم إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت”.
وإذا رأيت من يكفر بنعمة الله -سواء باستعمالها في المعصية أو فيما لم تخلق له- فاعلم أنَّ ذلك ليس لكرامته، وإنَّما هو مستدرجٌ، وسيأتي عليه يوم يلاقي فيه حساب كفره لهذه النِّعمة، ويومها سييأس من كلِّ خيرٍ ومعروفٍ. وروى الإمام أحمد وصحَّحه الألباني عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِى الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ». ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) [الأنعام: 44]» ،ولهذا كان الشَّيطان حريصًا على أن يُنسي العبد شكر ربِّه -تبارك وتعالى-، وذلك لما يعلم من أنَّ كفر النِّعمة وعدم شكرها مؤذنٌ بحلول النِّقم، وباعث على زوال النِّعم، فقال لربِّه حين طرده من الجنَّة كما يحكي القرآن الكريم قال: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16-17].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي صورتين متتاليتين من القرآن يعرض الله لنا صفحةً للشَّاكرين وصفحةً للكافرين، والَّذين كان مظهر كفرهم هو منع الشُّكر. فيقول -سبحانه-: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} [سبأ: 12]. وبعدها يأمرهم الله بقوله: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]. وقد قام داود بحق هذه الآية خير قيامٍ؛ لأنَّه كان مدركًا لنعم الله عليه، فعن ثابت البناني قال: “كان داود -عليه السَّلام- قد جزأ على أهله وولده الصَّلاة، فكان لا يأتي عليهم ساعةٌ من الليل والنَّهار إلا وإنسانٌ من آل داود قائمٌ يصلِّي”. وفي الصُّورة المقابلة يعرض الله لنا قصة سبأ، وما حلَّ بهم من دمارٍ بعد أن كانوا في رخاءٍ من العيش، وأمنٍ في الوطن، وسعةٍ في الرِّزق، وبهجةٍ في الحدائق، ووفرةٍ في الزُّروع، لدرجة أنَّ المرأة كانت تمشي وعلى رأسها مكتل، فيتساقط الثَّمر من الأشجار في هذا المكتل من غير حاجةٍ إلى كلفةٍ، أعطاهم الله كل هذا وأمرهم بالشُّكر، فهل شكروا؟ يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا} [سبأ: 15-16] فلنتأمل، فأعرضوا، أعرضوا عن ماذا؟ أعرضوا عن شكر الله، فماذا كانت نتيجة الإعراض ؟ يقول الله -تعالى-: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ} [سبأ: 16-17]. فيجب علينا أن نتعلم هذا الدَّرس، وأن نعي هذه العظة، وأن ننظر إلى ما أولانا الله به من نعمٍ، وان نشكره عليها حتَّى لا تزول عنَّا. وربما يأتي أحد النَّاس ويقول، ماذا عندي، إنَّ فلانًا أصغر منِّي سنًّا، وأقل منِّي منزلةً وليس عندي سيارات كالَّتي عنده، ولا بيوت كالَّتي عنده ،وهنا نحب أن نلفت النَّظر لأمرين: الأوَّل: أنَّ الواجب على الإنسان أن ينظر إلى من هو تحته في الدُّنيا وإلى من هو فوقه في الدِّين، روى مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ». والمال الكثير والجاه العظيم ابتلاء من الله يقول -تعالى-: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]. ويقول أحد السَّلف: “ما من النَّاس إلا مبتليه الله بعافيةٍ لينظر كيف يكون شكره أو بمصيبةٍ لينظر كيف يكون صبره”. والإنسان حينما يصبر على المصيبة فإنَّها تتحول من محنةٍ إلى منحةٍ، يقول أحد السَّلف: “ما أصبت في دنياي بمصيبةٍ إلا رأيت لله فيها ثلاث نعم: الأولى أنَّها لم تكن في ديني، والثَّاني إنَّها لم تكن أكبر منها، والثَّالث أنني أرجو ثواب الله فيها” ،والأمر الثَّاني الَّذي نريد أن نلفت النَّظر إليه هو أنَّ كثيرًا من النَّاس يشكون الفقر ويشكون المرض ويشكون أمورًا كثيرةً حينما تسمعها تظنُّ أنَّهم لا يملكون شيئًا. فقد جاء رجلٌ إلى يونس بن عبيد يشكو ضيق حاله فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الَّذي تبصر به مائة ألف درهم؟ فقال الرَّجل: لا، قال: فرجليك؟ قال الرَّجل: لا! فذكره بنعم الله عليه وقال له: “أرى عندك مئين ألوف وتشكو الفاقة النَّاس يشكون وهم أغنياء”،
وهذا رجلٌ من الصَّالحين اسمه ابن السَّماك، دخل يوماً على هارون الرَّشيد، فقال هارون له: يا ابن السَّماك عظني، وكان قد أتى للرَّشيد بماءٍ ليشربه، فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت لو حبست عنك تلك الشّربة بم كنت تفديها؟ قال: أفديها بنصف ملكي، فقال ابن السَّماك: أرأيت لو شربتها ثمَّ منعت من الخروج بم كنت تفديها؟ قال: أفديها بنصف ملكي الآخر، فقال له: “فما خير في ملكٍ لا يساوي شربةً ولا بولةً”. فنحن نأكل ونشرب صباحًا ومساءً، وندخل إلى الخلاء ونخرج، ونأتي ونذهب وقد لا نلتفت إلى أنَّ هذه كلُّها نعمٌ كبرى أنعم الله بها علينا. روى الترمذي بسند حسن : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » ،فالدُّنيا كلها تكون ملكًا لك حينما يكون عندك هذا القدر من متطلباتك. ليس هذه فحسب بل إنَّ صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يربُّون النَّاس على القناعة وعلى تقدير ما لديهم من خيراتٍ قد يغفلون عنها وينسونها، روى مسلم عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا قَالَ نَعَمْ. قَالَ أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ قَالَ فَإِنَّ لِي خَادِمًا قَالَ فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ.
إذا كنت في نعمةٍ فارعها فإنَّ المعاصي تزيل النِّعم ،وحطها بطاعةِ ربِّ العباد فربِّ العباد سريع النِّقم
الدعاء