خطبة عن ( الأنس بالله )
يوليو 11, 2016خطبة عن ( كيفية محاسبة النفس وما يعين عليها)
يوليو 11, 2016الخطبة الأولى ( حاسب نفسك قبل أن تحاسب )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) ( 18): (20) الحشر
إخوة الإسلام
أخي في الله : كم صلاة أضعتها؟ .. كم جمعة تهاونت فيها؟ .. كم صيام تركته؟ … كم زكاة بخلت بها؟ كم حج فوته ؟ … كم معروف تكاسلت عنه؟ … كم منكر سكت عليه؟ … كم نظرة محرمة أصبتها؟ … كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟ … كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟ … كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟ .. كم من الناس ظلمته؟ … كم من الناس أخذت ماله؟ ، روى مسلم في صحيحه: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ». قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ».
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل
وقال الحسن – رحمه الله – : ” إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه ” ،وجاء رجل يشكو إلى عمر وهو مشغول فقال له : (أتتركون الخليفة حين يكون فارغا حتى إذا شغل بأمر المسلمين أتيتموه) ؟ وضربه بالدرة، فانصرف الرجل حزينا، فتذكر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرة، وقال له : «اضربني كما ضربتك» فأبى الرجل وقال : تركت حقي لله ولك ، فقال عمر : «إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقك» فقال الرجل : تركته لله ، فانصرف عمر إلى منزله فصلى ركعتين ثم جلس يقول لنفسه : «يا ابن الخطاب، كنت وضيعا فرفعك الله، وضالا فهداك الله، وضعيفا فأعزك الله، وجعلك خليفة فأتي رجل يستعين بك على دفع الظلم فظلمته ؟!! ما تقول لربك غدا إذا أتيته ؟ وظل يحاسب نفسه حتى أشفق الناس عليه»
أخي المسلم
سل نفسك هذه الأسئلة لترى مقامك من طاعة ربك ، وتتعرف على أخطائك فتعالجها :– هل صليت جميع الصلوات مع الجماعة وحافظت على الصف الأول ؟– هل قرأت شيئاً من كتاب الله بتأمل وتدبر ؟– هل حافظت على نوافل الصلاة كالسنن الرواتب والوتر والضحى ؟– هل دعوت الله بصدق وتضرعت إليه بإلحاح وأنت موقن بالإجابة ؟– هل خشعت في الصلاة وجاهدت الشيطان ودافعت الوساوس ؟– هل حافظت على أذكار الصباح والمساء والأدعية الزمانية والمكانية ؟– هل تيامنت في مأكلك وملبسك وطهارتك وتعاملك وفي شئونك كلها ؟– هل زرت القبور وتذكرت هادم اللذات وأعددت العدة له ؟– هل ابتعدت عن الغضب والانتقام وكنت حليماً على من أخطأ عليك ؟– هل انشغلت بإصلاح عيوبك عن عيوب غيرك ؟– هل جاهدت نفسك على أن تكون من المتقين وابتعدت عن الفتور في العبادة ؟ – هل خشع قلبك وذرفت عينك لله وأنت بعيد عن الناس ؟- هل اخترت شاباً وكثفت جهودك في دعوته إلى الله تعالى ؟- هل كنت جاداً في حياتك بعيداً عن الإسراف في المباحات والإغراق في الكماليات ؟- هل حفظت وقتك من الضياع وطلبت العلم وحفظت شيئاً من الأحاديث ؟- هل أفشيت السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وكان ثغرك باسماً وكلامك طيباً ؟- هل بررت بوالديك ووصلت أرحامك أو زرت أخاً لك في الله ؟- هل سجدت شكراً لله عند سماعك خبراً ساراً ؟- هل فزعت إلى الصلاة عندما أتاك ما يحزنك ويكدر خاطرك ؟- هل حاولت الإصلاح بين متخاصمين وبدأت بنفسك فتصافيت مع من هجرتهم ؟- هل تصدقت على فقير أو تبرعت لعمل خيري لاسيما الصدقة الجارية ؟-
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( حاسب نفسك قبل أن تحاسب)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، وسل نفسك : هل التزمت بجميع مواعيدك في وقتها لتنجو من النفاق ؟– هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وابتعدت عن المجاملة على حساب دينك ؟– هل صمت يوماً في سبيل الله لاسيما الاثنين والخميس ؟– هل جلست مع أفراد أسرتك ودعوتهم إلى الله وعلمتهم ما ينفعهم ؟– هل عدت مريضاً ودعوت له بالشفاء من مرضه ؟– هل حملت هم الإسلام وتأثرت لما يحصل للمسلمين في كل مكان ؟– هل حرصت على أن تعتمر وتحج وتؤدي هذين النسكين قبل مماتك ؟– هل حرصت على تبشير المسلم بما يسره ويدخل الفرح في قلبه ؟– هل ابتعدت عن مجالسة العصاة إلا لدعوتهم ؟– هل استخدمت السواك لاسيما عند الوضوء والصلاة ؟– هل حاسبت نفسك قبل النوم ونمت وقلبك خالٍ من الحسد على الناس ؟– هل اتقيت الله في أحوالك وأخلصت له في أعمالك ؟– هل رددت مع المؤذن لتكسب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟– هل ابتعدت عن فضول المأكل والكلام والنظر والنوم والخلطة والضحك ؟– هل أمسكت لسانك عن كل محرم وخاصة الغيبة ؟– هل غضضت بصرك وكففت سمعك عما حرم الله ؟– هل سألت الله الثبات على الدين ودخول الجنة والنجاة من النار ؟– هل حمدت الله على نعمة الإسلام والصحة والمال والولد ؟– هل توكلت على الله واستعنت به وفوضت أمرك إليه ؟– هل دعوت لغيرك في ظهر الغيب ؟– هل تواضعت للناس وكنت في عونهم فيما تقدر عليه ؟– هل تدبرت في خلق الله وتفكرت في ملكوته ؟– هل شكوت إلى الله كل ما يصيبك وابتعدت عن الشكوى لغيره ؟، تلك صورة من صور محاسبة النفس ، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
الدعاء