خطبة عن ( مايجب على من أراد أن يسلك طريق الهداية، والموانع دونها)
مارس 24, 2016خطبة عن ( أنواع الهداية )
مارس 24, 2016الخطبة الأولى ( الهداية والأسباب المعينة عليها)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (213) البقرة
إخوة الإسلام
من أنواع الهداية ومراتبها : ( هداية التوفيق ) ، فهداية التوفيق خاصة بالله وحده دون أحد من خلقه ، فلو كان لأحد من البشر هداية التوفيق لهدي إبراهيم خليل الله أباه آزر فقد مات أيضا كافرا ،ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي فَيَقُولُ أَبُوهُ فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَيُّ خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِى الأَبْعَدِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ » .
أيها المسلمون
وأما النوع الثاني من الهداية: فهي هداية الدلالة، والدعوة، والإرشاد: وهذه الهداية هي لله تعالى ، ولغيره من المرسلين ، والأنبياء ، والصالحين، ليرشدوا جميع البشر، إلى صراط الله المستقيم .وهذه الهداية هي المذكورة في قوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد: 10؛ أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر. وقوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) فصلت: 17. وقوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) الإسراء 9 ؛ أي: أن القرآن يرشد إلى الطريق الأقوم الصحيح. وقوله تعالى: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) الرعد: 7. وقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى: 52. وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) السجدة: 24.
أيها المسلمون
واعلموا أن الهداية لها أسباب ، ووسائل تعين عليها ، ومنها : الدعاء وسؤال الله ، والضراعة إليه في طلب الهداية ،وطلب التوفيق وانشراح الصدر للحق، قال تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (60) سورة غافر ، وفي صحيح مسلم يقول الله تعالى في الحديث القدسي : (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ) ، فالإنسان يسأل ربه أن يهديه ويشرح صدره للحق ويعينه على طاعته وطاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام- وهذا من أعظم الأسباب التي تعين العبد على الهداية ، مع الإلحاح في ذلك، ولاسيما في أوقات الإجابة مثل آخر الليل جوف الليل، بين الأذان والإقامة, في آخر الصلاة، وفي السجود, وفي يوم الجمعة، فينبغي للمؤمن أن يلح في طلب الهداية، وفي طلب التوفيق, وفي طلب صلاحه وصلاح ذريته، والمسلمين
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الهداية والأسباب المعينة عليها)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسباب الهداية الإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه، فإن الله جعله سبب الهداية، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) الإسراء 9) . وقال تعالى ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ) (44) فصلت. فالإكثار من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل والإقبال بالقلب عليه من أسباب الهداية. ومن أسباب الهداية العناية بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيرته, كونه يقرأ سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسيرة أصحابه، ويقرأ الأحاديث الواردة في ذلك هذا من أسباب الهداية. ومن أسباب الهداية أيضاً مجالسة الصالحين والأخيار وكونه يتخذهم أصحاب وجلساء يجلس معهم، ومن أسباب الهداية حضور حلقات العلم من أهل العلم المعروفين بالخير يجلس عندهم ويسمع حلقات العلم منهم ونستكمل الحديث عن الهداية إن شاء الله
الدعاء