خطبة عن (الصحابي سلمان الفارسي)
فبراير 29, 2016خطبة عن (الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة العنوسة)
مارس 6, 2016الخطبة الأولى ( مشكلة العنوسة والمضار المترتبة عليها)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد … أيها المسلمون
قال الله تعالى : (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (32) النور
إخوة الإسلام
مشكلة تأخر زواج البنات والشباب وما تعرف ( بالعنوسة ) نتعرف على الأسباب والنتائج والحلول : فمن اسباب هذه المشكلة : ان البعض يتعلق بحجة إكمال الدراسة، فلا يزوج ابنته إلا بعد أن تنتهي من دراستها ، وهو بذلك يتسبب في عنوستها ، نظرا لطول فترة الدراسة ، زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين ما يرومون إليه من مواصلة التعليم ، فماذا تكون النتيجة ؟؟ تحصل الفتاة على أعلى الشهادات ويفوتها قطار الزواج وتصبح عانسا ولسان حالها يقول :
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة…… فقيلت ! وما أن نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى فيّ قدوة…… هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه…… فهل ممكن أن تشتريه بمالها
وهذا قوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :كما في سنن الترمذي ” عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ (يَا عَلِىُّ ثَلاَثٌ لاَ تُؤَخِّرْهَا ، الصَّلاَةُ إِذَا آنَتْ ، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ ، وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْؤًا) ،وقد أخبرني أحد الأصدقاء من البلاد المجاورة لنا أن رجلا علم ابنته حتى تخرجت طبيبة ومضت سنوات ولم يتقدم من أهل القرية شاب لخطبتها ، ظنا منهم أن الطبيبة يتزوجها طبيب ، فما كان من والدها ألا أن أعلن في جمع من الناس من أهل القرية ،قائلا ( أنا لم اعلم ابنتي لتكون في بيتي ولكني أقبل أي شاب ملتزم ليكون زوجا لها، وبالفعل تقدم لها أحد شباب القرية وتزوجها ..وهكذا حل هذا الرجل العاقل مشكلة ابنته ومن الأسباب: رفض الفتاة لكل من يتقدم إليها بحجة هذا طويل وهذا قصير وهذا فقير وهذا جاهل، وهذا أقل في المستوى التعليمي إلى أن تصل الفتاة إلى مرحلة متقدمة من السن ،فتبدأ فيها بتقديم التنازلات المتتالية، والتي تنتهي بقبول أي خاطب مهما كان وضعه” مطلق ، متزوج، أرمل، كبير في السن ، صاحب أولاد” … لا يهم ، المهم أنها أدركت أخيرا بأن … “الزواج هو سترة للبنت”. ومن الاسباب : ومن الأسباب أيضا ضعف دين المرأة، وتبرجها واختلاطها بالرجال، فالمرأة التي رغب الدين في زواجها هي ذات الدين ففي الحديث: كما في البخاري ومسلم ” عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ »). فإذا كانت الفتاة متبرجة أو تغازل الشباب أو تتصل بالمنحرفين ساءت سمعتها وعزف عنها الشباب لأنها في عينه غير مأمونة العرض وبالتالي تنضم بسبب ذلك إلى قائمة العوانس
أيها الموحدون
إن ظاهرة العنوسة في المجتمع وعزوف كثير من الشباب عن الزواج له مضاره الخطيرة وعواقبه الوخيمة على الأمة بأسرها، سواء أكانت هذه الأخطار والآثار نفسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم أخلاقية أو سلوكية، لا سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه أسباب الفتن، وتوفّرت فيه السبل المنحرفة لقضاء الشهوة، فلا عاصم من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والفساد الأخلاقي إلا التحصّن بالزواج الشرعي. فالقضية إذًا ـ قضية فضيلة أو رذيلة وإن تفشي ظاهرة العنوسة، تؤذن بخراب البيوت وفساد الأخلاق، وذلك لكثرة الوسائل التي تهدم ولا تبني، وتفسد ولا تصلح، وشيوع بعض المنكرات التي تدعو إلى انتشار الفواحش. ليس هذا فحسب .. بل إن العنوسة قد تكون سببا في كراهية الأخت الصغرى لأختها الكبرى لأنها ترى أنها كانت سببا في تأخر زواجها .. وأيضا كثيرا ما نسمع أن ( أخت العريس العانس ) والتي تسكن مع أخيها كانت سببا في المشكلات بين أخيها وزوجته وقد يصل الأمر إلى الطلاق ، هذه هي مشكلة العنوسة وتلك هي أسبابها وما يترتب عليها من مشكلات في الأسرة والمجتمع ؟؟ فما هي الحلول ؟؟ ذلك ما سوف نتناوله بعد جلسة الاستراحة ان شاء الله
اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
الخطبة الثانية (( مشكلة العنوسة ومضارها )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له .واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فما هي الحلول ؟؟( الحلول) تكون في معالجة الأسباب السابقة والتي أدت إلى المشكلة ،وأذكر لكم أهمها :-1– عدم التقيد بزواج الكبرى قبل الصغرى فإذا تقدم للفتاة الرجل المناسب فلنتوكل على الله في إتمام الزواج وتنتظر الكبرى حتى يأتيها رزقها ، 2– عدم المغالاة في المهور – أو الأثاث أو نفقات الزواج حتى يستطيع الشباب ان يقدم على الزواج بما يملك من المال ، 3– تدخل الرجال في حسم الأمور وعدم تركها للنساء أو البنات ،4– إنه من الشرع أن يري الخاطب من أراد الزواج منها وتسمى الرؤية الشرعية مع وجود المحرم في منزل الزوجة ، 5–عدم الإعضال أو منع الولي أن يزوج الفتاة إذا رغبت في ذلك ، 6– عدم تأخير زواج الفتاة لما بعد إتمام الدراسة فلها أن تتزوج وتكمل دراستها ، 7 – ما دام العيب ليس في دين الشاب ولا في أخلاقه فلا ترده الفتاة يقول سبحانه: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور ( 32) ، 8– واجب على ولى الأمر عدم إكراه الفتاة على الزواج بمن لا ترغب وكذلك اخذ رأيها فيمن يطلب يدها ، 9 – عدم رفع سن الزواج ،10 – قبول التعدد المشروط وهو أن يكون قادرا على مسئوليات الزوجية من مسكن ملائم ونفقة وحقوق زوجية وان يعدل بينهن ، 11– الإقبال على زواج الصالحات من المطلقات والأرامل ، 12–أيها الشباب الحب بعد الزواج فلا تبحث أيها الشاب وأيتها الفتاة عن الحب قبل الزواج فهذا لا يجوز ، 13- أما الحل الأول والخير فهو تحكيم الشرع في سلوكنا وتصرفاتنا وكل مناحي حياتنا
أيها المسلمون
لا أجد ما اختم به كلامي أفضل من أن أذكركم بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي بدأت به وهو (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ )
الدعاء