خطبة عن حديث (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)
فبراير 23, 2019خطبة عن قوله تعالى (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ
فبراير 23, 2019الخطبة الأولى (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (1) هود
إخوة الإسلام
القرآن الكريم : هو النور المبين، وهو الحبل المتين ، وهو منهج الصالحين ، وفيه أخبار الأولين من الأنبياء والمرسلين ، وفيه أحكام العقيدة التي يجب أن ينطوي عليها كل قلب مستكين ، وفيه أحكام الشريعة التي تبين المباح من الحرام ،وتبين الباطل من الحق المبين ، وفيه بيان المعاد والمصير، إما إلى نار يخزى فيها ،فيكون من الصاغرين ، وإما إلى جنة ذات جنات وعيون ، وزروع ومقام أمين . واليوم إن شاء الله موعدنا مع هذه الآية من كتاب الله الكريم ، والذكر الحكيم ، نتدبرها ، ونتفهم معانيها ، ونتدارس مراميها ، قال الله تعالى : (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (1) هود ، وبداية : ماذا قال علماء التأويل والتفسير في بيان معانيها ؟ : فقد جاء في تفسير (الطبري) : قوله: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) ، يعني: هذا الكتاب الذي أنـزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القرآن. وأحكمت آياته بالأمر والنهي، ثم فصلت بالثَّواب والعقاب. وقال آخرون: معنى: (أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) أي من الباطل، ثم فصلت، فبين منها الحلال والحرام. وقال أبو جعفر( الطبري ) : وأولى القولين في ذلك بالصواب ، قولُ من قال: معناه: أحكم الله آياته من الدَّخَل والخَلَل والباطل، ثم فصَّلها بالأمر والنهي. وفي (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي) : ﴿ أُحْكمتْ آياته ﴾ : بعجيب النَّظم وبديع المعاني ورصين اللَّفظ .﴿ ثُمَّ فُصِّلَتْ ﴾ بُيِّنت بالأحكام من الحلال والحرام ،وجميع ما يحتاج إليه من ﴿ لدن حكيم ﴾ في خلقه ﴿ خبير ﴾ بمَنْ يُصدِّق نبيَّه وبمَنْ يكذبه. وفي تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يُنْسَخْ بِكِتَابٍ كَمَا نُسِخَتِ الْكُتُبُ وَالشَّرَائِعُ بِهِ، ﴿ ثُمَّ فُصِّلَتْ ﴾، بُيِّنَتْ بِالْأَحْكَامِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَحُكِمَتْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، ثُمَّ فُصِّلَتْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ. وقَالَ قَتَادَةُ: أُحْكِمَتْ أَحْكَمَهَا اللَّهُ فَلَيْسَ فِيهَا اخْتِلَافٌ وَلَا تَنَاقُضٌ. وَقِيلَ: فُصِّلَتْ أَيْ: أُنْزِلَتْ شَيْئًا فَشَيْئًا، وجاء في تفسير (ابن كثير) : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) أي : هي محكمة في لفظها ، مفصلة في معناها ، فهو كامل صورة ومعنى . وقوله : (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) أي : من عند الله الحكيم في أقواله ، وأحكامه ، الخبير بعواقب الأمور . وفي (الوسيط لطنطاوي) : هذا الكتاب الذى أنزلناه إليك يا محمد ، هو كتاب عظيم الشأن ، جليل القدر ، فقد أحكم الله آياته إحكاما بديعا ، وأتقنها إتقانا معجزا ، بحيث لا يتطرق إليها خلل فساد . ثم فصل – سبحانه – هذه الآيات تفصيلا حكيما ، بأن أنزلها نجوما ، وجعلها سورا سورا ، مشتملة على ما يسعد الناس في دنياهم وآخرتهم ، من شئون العقائد ، والعبادات ، والمعاملات ، والآداب ، والأحكام .
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ) (هود: 1)،: فقد اشتمل القرآن الكريم على كل من المحكم والمتشابه في نصوصه. فقد وصف الله تعالى كتابه بأنه كله محكم، كما في قوله تعالى: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) (هود: 1)،ومعنى المحكم هنا المتقن الفصيح، الذي يميز بين الحق والباطل والصدق والكذب، كما وصفه بأنه متشابه في قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا) (الزمر: 23). أي يشبه بعضه بعضاً في تماثله وتناسبه، بحيث يصدق بعضه بعضاً.
أما كون القرآن كله محكماً، فهو من الإحكام، أي: الإتقان، فكله متقن في بيانه وبلاغته وأسلوبه وأحكامه، ومهما قلبت النظر فيه وتدبرت آياته وجدته في غاية البيان والإعجاز، وفيه الشفاء والنور والهدى التام، فهو محكم لا عيب فيه ولا نقص ولا خلل بأي وجه من الوجوه، فهو:(كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود :1]، فالقرآن كله محكم بهذا المعنى. وأما كونه متشابهاً كله، فمعناه: يصدق بعضه بعضاً، فلا تضارب فيه ولا تناقض ولا تعارض، فهو متشابه متماثل في كماله وبيانه وسموه، فلا يمكن أن يكون فيه نقص أو خلل أو عيب، بل إنه متشابه يصدق بعضه بعضاً، ويشهد بعضه لبعض. وهذان الوصفان لا خلاف في معناهما بين العلماء، وأن القرآن كله بهذا المعنى محكم، ولا يعارض ذلك أن يشبه بعضه بعضاً.
وهناك إحكام خاص، وتشابه خاص، ذكرهما الله تعالى في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (7) (آل عمران). ومن أعظم الآيات المحكمات ما يتعلق بتوحيد الله عز وجل، مثل قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص:1-4]، فهذه سورة واضحة محكمة بينة، ولا سيما في الرد على اليهود والنصارى الذين جعلوا لله ولداً، وكذلك ما يتعلق بصفات الله، وهي من أوجب ما يؤمن به الإنسان عند إيمانه بالله وبكتابه، فالعليم والحكيم والعلي والعظيم والسلام والمؤمن والمهيمن والعزيز والجبار والمتكبر وغيرها، كلها محكمة بينة واضحة الدلالة؛ ولهذا فإن أوضح شيء في القرآن هو أصل موضوع الأسماء والصفات والتعريف بالله سبحانه وتعالى. ومن أوضح الأمور وأحكمها في القرآن إثبات اليوم الآخر، وكذلك الإيمان بالرسل والإيمان بالملائكة .. إلى آخر أركان الإيمان، فأصول الإيمان خاصة هي أوضح شيء في القرآن من حيث الدلالة والمعنى. إذاً: فقوله تعالى: (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) [آل عمران:7] أي: أصله وأساسه الذي يرجع إليه، فلا بد من إرجاع المتشابه إلى هذا المحكم. وقوله تعالى: (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) [آل عمران:7]، (أخر) جمع أخرى، أي: أن هناك آيات أخرى متشابهات تحتمل أكثر من معنى، وهي التي تختلف فيها الأنظار والأفهام، فمن واجبنا في هذه الحالة أن نؤمن بها وأن نرد ما تشابه علينا إلى المحكم، فإذا قلنا: إن المحكم هو الناسخ، والمتشابه هو المنسوخ؛ فإننا نعمل بالناسخ، وأما المنسوخ فنؤمن بأن الله تكلم بهذه الآية وأنزلها لكنها نسخت، كما قال الله تعالى: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) [البقرة:106]،
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى : (ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (1) هود ، فالتفصيل وصف لمجمل القرآن وسوره وآياته، وليس لجميع كلماته، الأمر الذي لا ينفي الاستثناء، فقد صرح القرآن الكريم نفسه بوجود الاستثناء، وذلك في قول الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7] ، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في “العذب النمير” : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) أي: مُوَضَّحًا مُبَيَّنًا فيه العقائدُ، مُبَيَّنًا فيه الحقُّ من الباطلِ، والنافعُ من الضارِّ، والحسنُ من القبيحِ، بَيَّنَ اللَّهُ فيه العقائدَ، والحلالَ والحرامَ، وما يقرِّب إلى اللَّهِ، وما يُوَصِّلُ إلى جنتِه، وما يُبْعِدُ من اللَّهِ ويسخطُه، ويوصلُ إلى نارِه، وَبَيَّنَ مصيرَ الفريقين، وما أعدَّ لأوليائه، وما أعدَّ لأعدائِه، كُلُّ هذا مُوَضَّحٌ مُفَصَّلٌ في القرآنِ، وإن كان في القرآنِ بعضُ الآياتِ المتشابهاتِ، فإنها تُرَدُّ إلى الْمُحْكَمَاتِ، وَيُعْرَفُ إيضاحُها بِرَدِّهَا إلى المحكماتِ. وتفصيل آيات الكتاب لا يعني عدم اشتمالها على الإجمال أو الإبهام أو التأويل أو النسخ أو الاحتمال، بل وجود هذه الأنواع من الدلالات : حقيقة واقعة، ولكن القرآن الكريم – في الوقت نفسه – يشتمل على ما يفصل – أي يبين – هذا الإجمال والتأويل والنسخ ونحوه، وتشتمل آياته على بيان بعضها بعضا، وعلى الشرح والتفسير الذي يحتاج إليه الناس.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول ابن العربي المالكي رحمه الله: “قال العلماء: لو كان القرآن كله سواء في البيان ودرك المعنى ، لما تفاوتت درجات العلماء، وقد سبق من حكم الله أن قوما يرفعون بالعلم، ويتفاوتون في المعرفة، فوقعت أحوالهم على ما وقع به العلم من تنويع البيان لهم” ويقول أيضا: “أما كونه كله محكماً: فبحُسْن الرصف، وبديع الوصف، وغاية الجزالة، ونهاية البلاغة، وقلة الحروف، وكثرة المعاني، وعنه وقع البيان بقوله عَزَّ وَجَلَّ: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) (1) هود. وأما كونه متشابهاً كله: فباستوائه في هذه المعاني التي فصلنا، لا تقصير، ولا فضول، ولا حشو، ولا تعارض، ولا تناقض، كما قال الله تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء 82، وعنه أخبر عَزَّ وَجَلَّ بقوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا) الزمر 23. وأما كونه على قسمين: منه محكم، ومنه متشابه، فالمراد: منه جلي في البيان، ومنه خفي، ولو شاء ربنا سبحانه لجعله على مرتبة واحدة في الجلاء والبيان، ولكنه قسم الحال فيه ، لما سبق من علمه في تقسيمه الخلق إلى عالم وجاهل، ومستوفٍ وناقص، وتفضيلهم في درك المعارف ، كما قال عز وجل: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) المجادلة 11، فأخبر عز وجل أنه يرفع بالإيمان درجة، ويرفع بالعلم معه أخرى، والذي لا يعلم تأويله: يقتصر على الإيمان به، والتصديق له، والتسليم به في علم الله سبحانه. والراسخ في العلم: ينظر فيه، ويقرن المتشابه بالمحكم، فما وافق المحكم من احتمال المتشابه قال به، وما خالفه أسقطه، وإن احتمل الأمر عنده بعد ذلك عضده بقول الرسول صلى الله عليه وسلم” ويتضح أن المقصود بالتفصيل هو الآيات التي وردت بمقاصد القرآن الكريم الأساسية، التي فيها بيان توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ونفي الشريك عنه، وتعليق الحاكمية المطلقة إليه عز وجل، ونحوها من المفاهيم الأساسية التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لتصحيحها في كفار قريش . أما لو لم تفصل بعض الآيات في بعض التفاصيل الخبرية أو الغيبية أو التشريعية، فلا ضير في ذلك . ولعل الحكمة من هذا: فسحُ أبواب الاجتهاد، وخلق بواعث الحراك العلمي والتأويلي من قبل الراسخين في العلم، وهي من أعظم الحكم وأهمها من وجود المتشابهات في الكتاب والسنة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “التشابه أمر نسبي، فقد يتشابه عند هذا ما لا يتشابه عند غيره، ولكن ثم آيات محكمات لا تشابه فيها على أحد، وتلك المتشابهات إذا عرف معناها صارت غير متشابهة؛ بل القول كله محكم كما قال: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ) (1) هود.
الدعاء