خطبة عن (اسم الله التواب )
يوليو 6, 2016خطبة عن ( اسم الله : الرب )
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى (من أسماء الله الحسنى الحي القيوم ومالك الملك )
الحمد لله رب العالمين .. الذي لا إله إلا هو.. ولا خالق غيره..ولا رب سواه… اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك … واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. أول بلا بداية ..وآخر بلا نهاية … واشهد أن محمدا عبده ورسوله .. عبد ربه حتى أتاه اليقين .. فأكرمه ربه فكان من المقربين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم ’آياته (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الاعراف 180، وقال تعالى: ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) البقرة 255…
إخوة الإسلام
من أسماء الله الحسنى : اسمه تعالى : ( الحي) :فقد سمي الله به نفسه.. وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .ففي القرآن الكريم قوله تعالى : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) الفرقان 58.. وقوله تعالى: ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) البقرة 255.. وفي سنن أبي داود وصححه الشيخ الألباني من حديث بِلاَلَ بنَ يَسَارِ بنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال: سَمِعْتُ أَبي يُحَدِّثُنِيهِ عن جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ قالَ أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِن كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْف) ،فالحي هو الذي له الحياة الدائمة…والبقاء السرمدي ..وهو الباقي الدائم على الأبد.. الحي هو: الحي في نفسه.. الذي لا يموت أبدًا ..وإذا كان كل من علي الأرض لا محالة زائل .. يدركه الموت في أي زمان ومكان.. فكل شيء ما خلا الله باطل وزائل وفان ، كما نص القرآن ، فقال تعالى 🙁 كُلُّ مَنْ عَليْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلال والإكرام ) الرحمن 26، 27 ، فميراث السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ينفرد به الملك الحق … الحي الذي لا يموت .. فلا تعبدوا شيئا سوى الحي القيوم ..الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم ..
من أسماء الله الحسنى : اسمه تعالى : ( القيوم ) : فقد سمي الله به نفسه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .فمن القرآن. قوله تعالى: ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) طه 111… والقيوم.. يدل على وصف القيام والإقامة ،فهو قائم بذاته فلا يحتاج إلى غيره ، وأقام غيره لأن غيره مفتقر إليه ، وعند الإمام البخاري من حديث ابْن عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهمَا قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ إِذَا قَامَ مِنَ الليْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ) … والقيوم .. هو الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه .. فهو سبحانه وتعالى قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ..يعز من يشاء ويذل من يشاء.. وينصر من يشاء ويخذل من يشاء.. فهو الحي القيوم .. من استغاث به أغاثه.. ومن طلب العون منه أعانه… ومن طلب النصر منه نصره.. ففي المستدرك عن علي بن أبي طالب ، قال : ( لما كان يوم بدر.. قاتلت شيئا من قتال.. ثم جئت مسرعا.. لأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل.. فجئت ..فأجده وهو ساجد يقول : « يا حي يا قيوم » لا يزيد عليها .. فرجعت إلى القتال.. ثم جئت وهو ساجد ، يقول ذلك ، ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك ، فلم يزل يقول ذلك.. حتى فتح الله )… وفي سنن الترمذي (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ « يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ » . والقيوم.. هو القائم على ملكه.. المدبر لأمر خلقه .. فلا يحتاج إلى من يعاونه…فهو قيوم .. فلا يحتاج إلى أولياء.. ولا إلى أقطاب.. ولا مدركين للكون ..ولا مجتمعين في الديوان.. ولا متصرفين في الخلق .. لأنه قيوم… يدبر أمر ملكه.. ولا يحتاج إلى معونة خلقه.. ومن اعتقد أن هناك من يدير الكون مع الله ..فقد أشرك مع الله غيره ..وهو لا يفهم معنى ( القيوم) …لأن القيوم لا يحتاج إلى معونة غيره…. ولا يحتاج إلى مساعدة الآخرين يقول سبحانه :( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) فاطر
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اسم الله : مالك الملك)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه … واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له … واشهد أن محمدا عبده ورسوله …اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ….
أما بعد أيها المسلمون
ومع اسمه تعالى : ( المالك)… فقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ المُلكِ تُؤْتِي المُلكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران 26 ومعنى مالك الملك أي الذي كان ملكه عن استحقاق… فالمالك… هو المنفرد بملكية الملك والملكوت ..هو مالكُ جميع العالمين وسيَّدهم، ومُصلحُهم، والناظرُ لهم، والرحيم بهم في الدنيا والآخرة،.. و لله الحمد.. فإنه المالك الوحيد… يقول سبحانه: (وَقُلِ الحَمْدُ لِلهِ الذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ) (الإسراء:111) ، وثبت عند الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى? مَلِكَ الأَمْلاَكِ ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَجَل )… وإذا كان ملوك الدنيا لا يمكن لأحدهم أن يؤسس ملكه ويصنعه …بل.. لا بد له من ظهير ومعين.. سواء من أهله وقرابته… أو حزبه أو جماعته.. أو عشيرته وقبيلته…فمن الذي ساعد الحق في إنشاء الملك ؟؟؟…ومن الذي عاونه علي إنشاء الخلق ؟؟ …ومن الذي أمسك السماء أن تقع على الأرض؟ ؟… من الذي كان مع الحق عند إنشاء الخلق ؟… يقول سبحانه: ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلينَ عَضُداً) (الكهف :51) ..وعند البخاري من حديث عَمرانَ بن حُصينٍ أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال :( كان اللهَ ولم يكن شيء قبلهُ ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلقَ السماواتِ والأرضَ ، وكتب في الذكر كل شيء) …ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ( ألا أعلمك دعاء تدعو به ..لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك.. قل يا معاذ :( اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير… رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.. تعطيهما من تشاء.. وتمنع منهما من تشاء… ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك )…
الدعاء