خطبة عن ( من دلائل النبوة أخلاق النبي وشمائله)
مايو 1, 2016خطبة عن (من دلائل النبوة إخبار النبوات السابقة بمقدمه)
مايو 1, 2016الخطبة الأولى ( من دلائل النبوة أخلاق الرسول)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) ( الأعراف 158 ) ، وقال سبحانه وتعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) (40) الاحزاب
إخوة الإسلام
إن المسلم حين يؤمن بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنما يؤمن بعقيدة راسخة رسوخَ الجبال الرواسي، ورسوخها مصدره أنها عقيدة قامت على العلم والدليل والبرهان ،وما أحوجنا في زمن كثرت فيه الشبه ، وانتشرت فيه الأباطيل ، وراح المنافقون والأعداء من الكفار ينفثون سمومهم في حقيقة الرسول والرسالة ، ويشككون في النبوة والمعجزات ، أن نتذاكر وندحض هذه الأكاذيب والافتراءات ، ونبين دلائل النبوة ، وصدق الرسالة ،وسوف أعرض عليكم ، وأتناول معكم ، بعض الأدلة التي تشهد بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك تثبيتاً لإيمان المؤمنين، وخروجاً به من التقليد الأعمى إلى البرهان والدليل، وأيضا دعوة للبشرية التائهة عن معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم وجوانب العظمة في حياته ودعوته، ودعوة للتعرف على هذا النبي الكريم، والإيمان به نبياً ورسولاً.
إخوة الإسلام
ودلائل النبوة الشاهدةُ بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم متنوعةٌ وكثيرة، ويجمعها أقسام ستة : الأول: الغيوب التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، الثاني: المعجزات الحسية التي وهبها الله النبي صلى الله عليه ، الثالث: الدلائل المعنوية، كاستجابة الله دعاءه، وعصمتِه ، الرابع : من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم ، والخامس من دلائل النبوة إخبار النبوات السابقة وتبشيرها بمقدمه وأما السادس : من دلائل النبوة فأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله الشخصية الدالة على كماله ونبوته، وموعدنا اليوم إن شاء الله مع هذا الدليل السادس والأخير ،فأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله الشخصية الدالة على كماله ونبوته : فمن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم كرم أخلاقه وجميل صفاته، فمثل هذه الكمالات إنما هي بعض منحة الله له، وهي دليل يقنع العقلاء على نبوته صلى الله عليه وسلم ، فما كان لهذه الأخلاق أن تكون لدعي يفتري على الله الكذب.قال ابن تيمية: “ودلائل صدق النبي الصادق وكذب المتنبي الكذاب كثيرة جداً، فإن من ادعى النبوة وكان صادقاً؛ فهو من أفضل خلق الله وأكملهم في العلم والدين، فإنه لا أحد أفضل من رسل الله وأنبيائه صلوات الله عليهم وسلامه …وإن كان المدعي للنبوة كاذباً فهو من أكفر خلق الله وشرهم .. ولما كان هذا من أعلى الدرجات وهذا من أسفل الدركات؛ كان بينهما من الفروق والدلائل والبراهين التي تدل على صدق أحدها وكذب الآخر ،ما يظهر لكل من عرف حالهما، ولهذا كانت دلائل الأنبياء وأعلامهم الدالة على صدقهم كثيرة متنوعة، كما أن دلائل كذب المتنبئين كثيرة متنوعة”.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من دلائل النبوة أخلاقه صلى الله عليه وسلم وشمائله الدالة على نبوته )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبهذا النوع من الدلائل آمن الرهط الأول من المسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تظهر على يديه معجزاته الباهرة، فأول أهل الأرض إيماناً به خديجة رضي الله عنها، واستدلت لنبوة زوجها بما عرفته من كمال أخلاقه، وعظيمِ خلاله، فقالت له وقد رجع إليها من غار حراء خائفاً: (كَلاَّ أَبْشِرْ ، فَوَ اللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) رواه البخاري . فجعلت – رضي الله عنها – من كريم خِلاله دليلاً على صدقه ونبوته. يكفيه في ذلك وصفُ ربهِ له ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4). وكثير من العقلاء رأوا في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم دليلاً كافياً على نبوته ، ومن هؤلاء هرقل ملك الروم الذي بلغه أمرُ النبي، فسأل أبا سفيان – وهو يومئذ على الكفر- عن صفاته وأخلاقه. فلما استبانت له نبوته قال كما في صحيح البخاري : ” وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ . فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ ، فَلَوْ أَنِّى أَعْلَمُ أَنِّى أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ . “. ونستكمل إن شاء الله
الدعاء