خطبة عن ( كن من المجاهدين )
مارس 17, 2016خطبة عن (عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ)
مارس 17, 2016الخطبة الأولى ( لا تُكْثِرِ الضَّحِكِ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح ابن حبان قال صلى الله عليه وسلم : ( إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه ) ، وفي سنن الترمذي : ( وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ » ، وفي مسند أحمد : ( قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ قَلِيلَ الضَّحِكَ)
إخوة الإسلام
كن بساما، ولا تكن ضحاكا ، قال حجة الإسلام : كثرة الضحك والفرح بالدنيا سم قاتل يسري إلى العروق فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت وأهوال القيامة وهذا هو موت القلب … وفي صحيح البخاري (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا » ،والمعنى : (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ) من شدة عقاب الله وقوة سطوته بأهل المعاصي (لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً) أي لتركتم الضحك في غالب الأحيان وأكثر الأزمان (وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) لغلبة سلطان الوجل على قلوبكم ، وقيل في معناه لو تعلمون ما أعلم مما أعده في الجنة من النعيم ، وما حفت به من الحجب ، لسهل عليكم ما كلفتم به ، ثم إذا تأملتم ما وراء ذلك من الأمور الخطرات وانكشاف المعظمات يوم العرض على فاطر السماوات لاشتد خوفكم (وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) ،ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد أخرج الطبراني في الكبير : عَنْ جَابِرِ بن سَمُرَةَ ، قَالَ :( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْبَعِثُ فِي الضَّحِكِ )، قال المناوي : أي لا يسترسل فيه ، بل إن وقع منه ضحك على ندور رجع إلى الوقار ، فإنه كان متواصل الأحزان لا ينفك الحزن عنه أبدا ، ولهذا روى البخاري أنه ما رؤي مستجمعا ضاحكا قط. ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ ) ،ومعنى (مستجمعا ) ، أي: مبالغا في الضحك ؛ واللهوات : جمع لهاة ، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم… والناس في مجال البشاشة واستقبال الآخرين بين إفراط وتفريط ، فمنهم العابس المتجهم ، الذي يقابل أخاه المسلم وكأنه قاتل أبيه ، وهذا مذموم بلا شك والعياذ بالله ، ومحروم من الحسنات، والصنف الآخر أفرط أيضا في البشاشة بإكثاره من الضحك في جميع الأحوال ، وهذا مذموم أيضا ، بل الوسط أن يكون الضحك قليلا ، والتبسم كثيرا ،والمؤمن لو درس شمائل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لعلم أنه كان كثير التبسم قليل الضحك ، مع تهلل وجهه وإشراقته لكل من يلقاه صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا ضحك تبدو نواجذه لا أضراسه صلى الله عليه وسلم
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لا تُكْثِرِ الضَّحِكِ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الضحك مباح في الأصل، ولكنه إذا تجاوز الحدّ المعتاد بلغ درجة الكراهة التنزيهية، ولذلك ذمه السلف ونهوا عنه ،قال الحسن البصري رحمه الله: ضحك المؤمن غفلة من قلبه. رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والمقصود هنا الضحك المكروه. وروى الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته. وكذا رواه البيهقي في شعب الإيمان. قال الإمام الغزالي في الإحياء: والمذموم منه أن يستغرق ضحكاً.
والمقصود بالضحك المذموم هو: ما صحبه صوت كالقهقهة، أما الضحك الذي يكون بصورة التبسم، فهذا محمود بل هو مأمور به في بعض المواطن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة. رواه الترمذي وقال حسن غريب، وصححه الألباني. وفي مسند أحمد عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال: ما رأيت أحداً كان أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحسنه الأرناؤوط. وفي سنن الترمذي عنه أيضاً قال: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً. قال الترمذي صحيح غريب وصححه الألباني. وقال الإمام الغزالي في الإحياء: والمحمود منه التبسم الذي ينكشف فيه السن، ولا يُسمع له صوت
الدعاء