خطبة عن ( دعوة نبي الله هود لقومه )
أبريل 30, 2016خطبة عن (جزاء المتصدقين، وعقوبة مانعي الزكاة)
أبريل 30, 2016الخطبة الأولى ( نبي الله هود عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف 111، وقال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود 120 ، وقال الله تعالى : ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)(123 ): (127) الشعراء
أيها المسلمون
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصص الأنبياء ،وسيرة المرسلين ، لنستخلص منها الدروس ، ولنستلهم منها العبر، ولنتفكر في أمرهم ، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم ، فالعاقل من وعظ بغيره ،واليوم إن شاء الله ، نعيش لحظات طيبة ،مع قصة نبي من أنبياء الله ،موعدنا اليوم إن شاء الله مع نبي الله هود عليه السلام ،قال تعالى في محكم آياته : (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ) الاعراف 65، وقال تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) الاحقاف 21، وفي مسند أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَىٍّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا ذَكَرَ الأَنْبِيَاءَ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ « رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى هُودِ وَعَلَى صَالِحٍ ». وروى الإمام أحمد في مسنده (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِوَادِي عُسْفَانَ حِينَ حَجَّ قَالَ « يَا أَبَا بَكْرٍ أَيُّ وَادٍ هَذَا ». قَالَ وَادِى عُسْفَانَ. قَالَ « لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ وَصَالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهَا اللِّيفُ أُزُرُهُمُ الْعَبَاءُ وَأَرْدِيَتُهُمُ النِّمَارُ يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ ». أما عن نسب نبي الله هود عليه السلام : فهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام ، وأما عن صفاته الخلقية والخلقية ، ففي المستدرك للحاكم :(عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال : كان هود النبي صلى الله عليه و سلم رجلا جلدا ) ، وكان نبي الله هود عليه السلام من قبيلة يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح ، وكانوا عربا يسكنون الأحقاف – وهي جبال الرمل – وكانت باليمن بين عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها ” الشحر ” واسم واديهم ” مغيث ” وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام ، كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } الفجر 6 : 8
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( نبي الله هود عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد علي ه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه : ” منهم أربعة من العرب : هو وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر ” ويقال إن هودا عليه السلام أول من تكلم بالعربية ،وعاد الأولى ، لم يكن في الأرض أمة أكثر منهم عددا و لا أعظم أجساما و لا أشد منهم بطشا ، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان وكانت أصنامهم ثلاثة : ( صمدا وصمودا وهرا ) ، فبعث الله فيهم أخاهم هودا عليم السلام فدعاهم إلى الله ،كما قال تعالى بعد ذكر قوم نوح وما كان من أمرهم في سورة الأعراف : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) الاعراف 65
إخوة الإسلام
وبداية نتعرف على أحوال قبيلة عاد قبل بعثة نبي الله هود عليه السلام ، فرغم أن قوم عاد كانوا أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. وأنهم كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ،فرغم ضخامة أجسامهم، ولكنهم كانت لهم عقول مظلمة. فقد كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان من المفروض، ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة في الأجسام ، أن يكونوا أقوياء في الفهم والعلم والتفكر والتدبر ،وأن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة. فلما أرسل إليهم نبيهم قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده ، قال تعالى : (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) الاعراف (65) . ونواصل الحديث عن نبي الله هود إن شاء الله
الدعاء