خطبة عن ( من صفات المسلم وأخلاقه )
سبتمبر 18, 2016خطبة عن حديث :( لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ)
سبتمبر 20, 2016الخطبة الأولى ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ) (29) الفرقان
إخوة الإسلام
جاء في أسباب نزول هذه الآيات، أن ابن عباس قال: نزل قوله تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } في عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف وكانا متخالّين، وذلك أنّ عقبة كان لا يقدم من سفر إلاّ صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة الرسول، فقدم من سفره ذات يوم، فصنع طعاماً ودعا الناس، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قرّبوا الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله ، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبلغ ذلك أبي بن خلف فقال: صبأت يا عقبة! قال: لا والله ما صبأت، ولكن دخل عليّ رجل، فأبى أن يطعم من طعامي إلاّ أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت له فطعم، فقال أبي: ما كنت براضٍ عنك أبداً حتى تأتيه فتبزق في وجهه، ففعل ذلك عقبة، وارتد، وأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه”
أيها المسلمون
وعلى كل حال فالعبرة بعموم الألفاظ ، لا بخصوص الأسباب ، فكل ظالم أطاع خليله في الكفر ، حتى مات على ذلك يجري له مثل ما جرى لابن أبي معيط . فسواء أكان سبب نزولها في عقبة بن أبي مُعَيط أو غيره من الأشقياء، فإنَّها عامَّةٌ في كل ظالم، كما قالَ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) ﴾ ﴿الأحزاب: ٦٦، ٦٨﴾. فكلّ ظالم سوف يندم يوم القيامة غاية النَّدم، ويَعَضّ علىٰ يديه قائلًا: ﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾ ، يعني: مَن صرفه عن الهدىٰ، وعدل به إلىٰ طريق الضَّلالة، من دعاة الضَّلالة، وسواء في ذلك أميَّة بن خلف، أو أخوه أبي بن خلف، أو غيرهما. وقوله تعالى :﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ﴾، فالذكر هو القرآن، وقوله تعالى ﴿بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾ أيْ: بعد بلوغه إليّ، وقوله تَعَالَى: ﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا﴾. أيْ: يخذله عن الحقّ، ويصرفه عنه، ويستعمله في الباطل، ويدعوه إليه”.
أيها المسلمون
وما ذكره الله تعالى في هذه الآيات الكريمة جاء موضحاً في غيرها من الآيات القرآنية . فقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ } كناية عن شدة الندم والحسرة ، لأن النادم ندماً شديداً ، يعض على يديه ، وندم الكافر يوم القيامة وحسرته الذي دلت عليه هذه الآية ، جاء موضحاً في آيات أخر ، كقوله تعالى في سورة يونس : { وَأَسَرُّواْ الندامة لَمَّا رَأَوُاْ العذاب وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ يونس : 54 ] ،وقوله تعالى في سورة سبأ { وَأَسَرُّواْ الندامة لَمَّا رَأَوُاْ العذاب وَجَعَلْنَا الأغلال في أَعْنَاقِ الذين كَفَرُواْ } [ سبأ : 33 ] ،وقوله تعالى : { قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } [ الأنعام : 31 ] ،وقوله تعالى : { وَقَالَ الذين اتبعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النار } [ البقرة : 167 ] إلى غير ذلك من الآيات ،وما ذكره هنا من أن الكافر يتمنى أن يكون آمن بالرسول في دار الدنيا ، واتخذ معه سبيلاً : أي طريقاً إلى الجنة في قوله هنا : { يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا } جاء موضحاً في آيات أخر ،كقوله تعالى : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النار يَقُولُونَ ياليتنآ أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرسولا } [ الأحزاب : 66 ] ،وقوله تعالى : { يَقُولُ يا ليتني قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } [ الفجر : 24 ]
وقوله تعالى : { رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } [ الحجر : 2 ] إلى غير ذلك من الآيات . والسبيل التي يتمنى الكافر أن يتخذها مع الرسول المذكورة في هذه الآية ، ذكرت أيضاً في آيات أخر ،كقوله تعالى في سورة الفرقان :{ قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } [ المزّمّل : 19 ] ، وقربب من معناه المآب المذكورة في قوله تعالى : { ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا) [ النبأ : 39 ]،أما دعاء الكفار بالويل : فقد تقدم في قوله تعالى : { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُوراً وَاحِداً وادعوا ثُبُوراً كَثِيراً } [ الفرقان : 1314 ] ،وأما تمنيهم لعدم طاعة من أضلهم ، فقد ذكره أيضاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وَقَالَ الذين اتبعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا } [ البقرة : 167 ] ،وما ذكره جل وعلا هنا من أن أخلاء الضلال من شياطين الإنس والجن ، يضلون أخلاءهم عن الذكر بعد إذ جاءهم ذكره في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغي ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } [ الأعراف : 202 ] ،وقوله تعالى :{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } [ فصلت : 25 ] ،وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الجن قَدِ استكثرتم مِّنَ الإنس } [ الأنعام : 128 ] ،وقوله تعالى : { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السبيلا } [ الأحزاب : 67 ] ،وقوله تعالى : { حتى إِذَا اداركوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هؤلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النار } [ الأعراف : 38 ] ،وقوله تعالى : { وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ القول يَقُولُ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } [ سبأ : 31 ] ،وأما قوله تعالى هنا : { وَكَانَ الشيطان لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } : فالأظهر أنه من كلام الله تعالى ، وليس من كلام الكافر النادم يوم القيامة والخذلان هو : ترك نصره مع كونه يترقب النصر منه ، ومنه قوله تعالى : { وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الذي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } [ آل عمران : 160 ] ، ومن الآيات الدالة على أن الشيطان يخذل الإنسان : قوله تعالى : { وَقَالَ الشيطان لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظالمين لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ إبراهيم : 22 ] ،وقوله تعالى : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ اليوم مِنَ الناس وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ الفئتان نَكَصَ على عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي برياء مِّنْكُمْ إني أرى مَا لاَ تَرَوْنَ إني أَخَافُ الله والله شَدِيدُ العقاب } [ الأنفال : 48 ] ، وأما قوله تعالى في هذه الآية : { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذكر } [ الفرقان : 29 ] فالأظهر أن الذكر هو القرآن
وقوله : { لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } العرب تطلق لفظه فلان كناية عن العلم : أي لم أتخذ أبياً أو أمية خليلاً ، ويكنون عن علم الأنثى بفلانة ، وهذه الآية الكريمة تدل على أن قرين السوء ، قد يدخل قرينه النار والتحذير من قرين السوء مشهور معروف ، وقد بين جل وعلا في سورة الصافات : أن رجلاً من أهل الجنة أقسم بالله أن قرينه كاد يرديه أي يهلكه بعذاب النار ، ولكن لطف الله به فتداركه برحمته وإنعامه فهداه وأنقذه من النار ،وذلك في قوله تعالى : { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ المصدقين } [ الصافات : 5152 ] إلى قوله تعالى : { فاطلع فَرَآهُ فِي سَوَآءِ الجحيم قَالَ تالله إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ المحضرين } [ الصافات : 5557 ] .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والدرس الأساس الذي تتمحور حوله هذه الآيات هو الحسرة والندم الذي ينتاب الظالم يوم القيامة ، بسبب تخليه عن الحق ومسايرته لأصحابه وأخلائه، وجاء التعبير عن الندم بالفعل المتعارف الذي يدلّ عليه ويقدم عليه الإنسان في هذه الحالات، وهو” عض اليدين”، فهو كناية عن الحسرة التي تصيب الإنسان، وإنّ يوم القيامة هو يوم الحسرة، { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم 39]، وسبب هذه الحسرة والندامة هي كفره وضلاله، مع أنّه كان قريباً من الهداية المتمثلة برسول الله(صلى الله عليه وسلم) الذي دخل بيته وعرض عليه الإسلام، بما يكفل له السعادة الأبدية، لكن رفيق السوء صدّه عنها، ولذا فإنه يعبرّ عن هذه الحسرة والندامة بتمني المستحيل، { يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا }،
أيها المسلمون
والظالم الذي تحدثت عنه الآية في مستهلها، بقوله تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }
فالظلم كما نعرف على نوعين: – ظلم الآخرين، وذلك بالاعتداء عليهم وسلبهم حقاً من حقوقهم، سواء كان اعتداءً على أنفسهم أو أعراضهم أو كراماتهم أو أموالهم. – ظلم النفس، بعدم إعطائها حقوقها ، وإيرادها موارد الهلكة، ومن أبرز وأجلى مصاديق ظلم النفس، هو إبعادها عن خالقها، بالشرك به تعالى أو التمرد عليه، ومن وصية لقمان لابنه ، قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان 13]. والآية المباركة : { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }، وإن كان يبدو أنّها ناظرة إلى النوع الثاني من الظلم، وهو ظلم النفس، بقرينة الآية الثانية التي ذكرت أن سبب حسرة هذا الظالم هو اتباعه لأصدقاء السوء الذين ساعدوا على انحرافه، ولكن مع ذلك لا مانع من شمولها للنوع الأول وهو ظلم الغير، لأنّ هؤلاء الظلمة أيضاً يتأثرون ببعض الأخلاء من الوزراء وحاشية السوء والبطانة المتزلفين، فيظلمون العباد بغير حق، هذا ناهيك عن أنه قد يقال: إذا كان ظلم النفس يستوجب الندم والحسرة، فبالأولى أن يستوجب ظلم الغيرة حسرة أكبر ،وعاقبة الظلم وخيمة، ففي الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ،وسيرى الإنسان أثر الظلم وعاقبته الوخيمة عاجلاً أم آجلاً، ولا ريب أنه سيرى هذه العاقبة حين انتقاله عن هذا العالم إلى عالم الآخرة، قال تعالى:{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (94) } [الأنعام ].
الدعاء