خطبة عن ( بادر قبل أن تغادر )
يونيو 13, 2016خطبة عن ( من صفات أهل الجنة )
يوليو 5, 2016الخطبة الأولى (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } (29) سورة الفتح ،
إخوة الإسلام
هل تخيلت يوما أنك في الجنة ، وقد وجدت أناسا كانوا معك في الدنيا ولكن درجاتهم في الجنة أعلى منك ، فتاقت نفسك إلى مازلهم العالية وقلت ( يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَيُونَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ « بَلَى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ » ،وهل فكرت يوما وقد سبقك الذاكرن الله كثيرا إلى منازلهم في الجنة ، وتأخرت أنت عنهم ، وقلت ( يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ، وهل سألت نفسك : لم لم أكن معهم من الذاكرين ، وكأن الله يخاطبك :يا عبدي : هؤلاء هم عبادي الذاكرون .. هل ترى درجاتهم ؟.هل ترى مكانتهم ؟..لماذا لم تكن معهم يا عبدي ؟.. ما الذي شغلك عن ذكر الله ؟.. هل هو المال ؟ قد ضمنته لك .. هل هو الرزق؟ قد قسمته لك.هل هو العمر ؟ قد قدرته لك .هل هناك ما هو أفضل مني؟ وأعظم عندك مني لتشغل به عني؟ …في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ « سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ ». ( يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ).. سوف تقولها حينما ترى غدا منازل الشهداء من بعيد ، وترى عظيم مكانهم من الله تعالى .. تتمنى حينها لو أنك معهم .. فيقول الله تعالى لك : هؤلاء الذين كانوا يجاهدون في سبيلي ولإعلاء ديني ودعوتي فلماذا لم تكن معهم؟.. ما الذي صرفك عنهم؟ .هل هي الدنيا وحب الحياة؟ .. ماذا جنيت من هذه الدنيا إلا الندامة والخسران؟ وفي صحيح البخاري « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) ،وحين ترى غدا منازل القائمين الليل من بعيد وما أعده الله تعالى لهم من نعيم لا يعلم عظمه إلا الله تعالى ، حينها ستتمنى لو أنك تكون معهم .. وتنعم ببعض نعيمهم ،ولكن هيهات لقد فات الأوان .. حينها ستنتابك الحسرة والندامة فتقول: يا ليتني قمت معهم . ( يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ).
أيها المسلم
أيقوم القائمون ولست فيهم؟ أيذكر الذاكرون ولست منهم ؟.أيصوم الصائمون( اي صيام النافلة) ولست معهم ؟،أيصلي المصلون ولست فيهم؟ .. ويحك من عبد مفرط . فقد كذب من ادعى محبة الله ولم يطعه ، وكذب من ادعى محبة الله ولم يأنس بقربه ، وكذب من ادعى محبة الله ولم يشتاق إلى جنته وجواره ، وكذب من ادعى محبة الله ، فإذا جنه الليل نام عنه .. أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ، فكن ممن أحب الله ، وتشتاق نفسه إلى لقياه.. واعلم أنك لا تزال تعيش في الدنيا ، وبإمكانك الآن أن تكون في صفوف الذاكرين .. وفي صفوف القائمين .. وفي صفوف المجاهدين والصائمين والمصلين والقانتين ، فهلا التحقت في صفوف هؤلاء قبل فوات الأوان؟؟ أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ )
الحمد لله رب العالمين .. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن البيوت التي يعمل فيها بطاعة الله ويقام فيها الليل ، يشع منها نور يراه أهل السماء، وإن الملائكة إذا اعتادت على رؤية نور بيتك كل يوم ،ولم تره يوما منيرا ، تسأل عنك ، لأنها رأت بيتك مظلما ، فيقال لهم ، إنك لم تقم الليلة لأنك مريض، أو مهموم أو معذور .. فتبدأ الملائكة بالدعاء لك بالشفاء وتفريج الهموم ،لأنها في أشد الاشتياق لرؤية النور يخرج من جنبات بيتك ، أيعقل أنكم بعدما سمعتم ذلك الخير كله أنكم تقصرون في طاعة الله ، أيعقل أنك ترى منازل الجنة ودرجاتها ولا تشتاق إليها ؟ وأنك ما تزال مع النائمين الغافلين؟ . فهيا بنا لنسابق الزمن ، هيا بنا لنملأ ساعات أيامنا وليالينا بذكر ربنا وطاعته، ولنجعله شغلنا الشاغل في كل حياتنا ، لننجوا في يوم ” لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) (88) ” الشعراء.. وقال تعالى : ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( المزمل/20).
الدعاء