خطب عن ( كل بدعة ضلالة )
مارس 16, 2016خطبة عن من وصايا الرسول: لا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ )
مارس 17, 2016الخطبة الأولى (من وصايا الرسول:تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : (عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَفْضَلِ الإِيمَانِ قَالَ « أَفْضَلُ الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ لِلَّهِ وَتُبْغِضَ فِى اللَّهِ وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِى ذِكْرِ اللَّهِ ». قَالَ وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَأَنْ تَقُولَ خَيْراً أَوْ تَصْمُتَ »، وفي صحيح بن حبان : ( عن ابي ذر : (قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي قلت يا رسول الله زدني قال أحب المساكين وجالسهم قلت يا رسول الله زدني قال انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا قلت يا رسول الله زدني قال ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي ثم ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق)
إخوة الإسلام
في قوله صلى الله عليه وسلم « وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ) ،فمن أحب لغيره ما يحب لنفسه فهذا من علامات الإيمان ،فعَنْ أَنَسٍ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ) لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رواه البخاري و مسلم ، ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش ، وكلها خصال مذمومة ، ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغضه لنفسه من الشر ،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه : … ( وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا .) رواه الترمذي وقال المناوي في فيض القدير : (وأحب) أي ارض (للناس ما تحب لنفسك) من الخير (تكن مسلما) أي كامل الإسلام بأن تحب لهم حصول ما تحبه لنفسك من جهة لا يزاحمونك فيها ، فإن انتفت المحبة لنحو حقد أو غل أو حسد انتفى عنه كمال الإيمان فمن الإيمان أن تفعل بهم ما تحب أن يفعلوه معك ، وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به ، وتنصحهم بما تنصح به نفسك ، وتحكم لهم بما تحب أن يحكم لك به ، وتحتمل أذاهم ، وتكف عن أعراضهم ؛ وإن رأيت لهم حسنة أذعتها أو سيئة كتمتها … وعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ ؟ قَالَ: أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ لِلَّهِ ، وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ …قَالَ : وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ.) رواه أحمد
أيها المسلمون
ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر فهي قوله صلى الله عليه وسلم: ( يَا أَبَا ذَرًّ لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ) أي يختار ما أمره الشرع أن يختاره ، ويترك ما أمره الشرع أن يتركه ، ويستحسن ما أمره الشرع أن يستحسنه، ويستقبح ما أمره أن يستقبحه ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم (وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ) أي لا ورع كالصمت أو كالكف عن أذى الناس… (وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ ) أي لا مكارم مكتسبة كحسن الخلق، قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم : 4 )، كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: ” أف ” قط، ،ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : ألا فعلته ؟ ،وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا ،ولا مَسسْتُ خزًا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمَمْتُ مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عَرَق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وعن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسن الناس خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير …وقال الإمام أحمد .. عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله ؛ ولا خُيِّر بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله، فيكون هو ينتقم لله، عز وجل
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من وصايا الرسول : وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونختم حديثنا عن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي أبي ذر رضي الله عنه وعن الوصية العاشرة من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر وهي قوله صلى الله عليه وسلم: ( يَا أَبَا ذَرًّ لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ) ،قال الإمام أحمد( ، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنما بُعِثتُ لأتمم صالح الأخلاق )…فكان صلى الله عليه وسلم سهلا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال ، فرسولَ الله صلى الله عليه وسلم جمع كل فضيلة ، وحاز كل خصلة جميلة ، فمن ذلك : شرف النسب ، ووفور العقل ، وكثرة العلم والعبادة ، وشدة الحياء ، والسخاء ، والصدْق ، والشجاعة ، والصبر ، والشكر ، والمروءة ، والتؤدة ، والاقتصاد ، والزهد ، والتواضع ، والشفقة ، والعدل ، والعفو ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، وحُسن المعاشرة ، وحسن التدبير ، وفصاحة اللسان ، وقوة الحواس ، وحسن الصورة ، وغير ذلك ، حسبما ورد في أخباره وسِيرَه صلى الله عليه وسلم ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول : إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا ) متفق عليه .وعن النواس بن سمعان الأنصاري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال : الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ..) رواه أبو داود ، والترمذي ، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قالوا: بلى ، يا رسول الله… قال: خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا ) رواه أحمد ،وروى الطبراني عن أسامة بن شريك قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، كأن على رؤوسنا الرخم ، ما تكلم منا متكلم ، إذا جاءه أناس ، فقالوا : يا رسول الله : ( من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا .)
الدعاء