خطبة عن ( ذِكْرِ اللَّهِ )
مارس 17, 2016خطبة عن ( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ )
مارس 17, 2016الخطبة الأولى ( تِلاوَةِ الْقُرْآنِ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) (1) : (4) المزمل
إخوة الإسلام
القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ، جعله الله سبحانه وتعالى ميسرا لمن أراد أن يذْكُر ؛ وقد أمر عز وجل بترتيله وقراءته ، فقال تعالى 🙁 وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزّمِّل : 4 ) وقال تعالى : ( فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) (المزّمِّل : 20 ) ،كما جعله الله مباركاً ، وحث على تدبره ، فقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (ص : 29 وأمر سبحانه وتعالى باتباعه ، أي بالعمل به ، طلباً لرحمة الله ، قال : (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأنعام : 155 ،فالقرآن هو الكتاب المتعبد بتلاوته ، ومتى قرأه المؤمن طاب ريحه وطعمه ، وطابت حياته وسعد في الدنيا والآخرة ، (فعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم –( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ) متفق عليه ،والله جل جلاله، لأنه طيب، فهو يقبل الطيب ؛وإن التالي لكتاب الله يذكر ربه بكلامه ، وكلامه طيب ، فالقرآن من قام به أحبه الله وأحبته ملائكـتُـه ، وجعل الله له نورا في السماء ، ونورا يمشي به في الناس ،الذين يُلقي اللهُ محبتَه في قلوبهم ويضع له بينهم القبول والحب والاحترام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ..) متفق عليه، والقرآن.. نور في السماء ، ونور في الأرض ، ونور في القلب ، ونور في القبر ، ونور يوم الظلمة على الصراط ،فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( مَنْ قَرَأَ أَوَّلَ سُورَةِ الْكَهْفِ وَآخِرَهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ قَدَمِهِ إِلَى رَأْسِهِ وَمَنْ قَرَأَهَا كُلَّهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) رواه أحمد ، فإذا كان هذا النور ، عن سورة الكهف وحدها ، فكيف بالقرآن جميعه ؟ أمّـا عن كونه ذخراً في السماء فلأن الحسنات المكتسبة بتلاوته كثيرة. والأجر عظيم.. فعن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ قالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ) رواه الترمذي ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( تِلاوَةِ الْقُرْآنِ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فالحسنات يذخرها الله تعالى لعبده المؤمن الذي يرتل كلامه ، ويجدها عنده ، يوم يجيئ القرآن شافعا لأهله (فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ فَيَرْضَى عَنْهُ فَيُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً ». رواه الترمذي ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا..) رواه أحمد ويقال له : اذهب في نعيم مقيم ، ويكسى أبواه حلتين لم تقم بهما الدنيا فيقولان :أي هذا، ولم نعمل له ؟.فيقول: بأخذ ابنكما القرآن .)عبد الرزاق نعم ، إنه القرآن العظيم ، والكتاب الكريم ، والنور المبين ،والذي قال عنه النبي الكريم عليه أكمل الصلاة وأتم التسليم : كما في سنن البيهقي (وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ أَلاَ وَلِكُلِّ آيَةٍ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
الدعاء