ندوة بعنوان ( الوقت في المنظور الاسلامي )
يوليو 22, 2016ندوة بعنوان ( أهمية العمل للفرد والمجتمع )
يوليو 22, 2016ندوة بعنوان ( أهمية العلم ، وخطورة الأمية )
أولا : أهمية العلم وفضله
ما ابتلي مجتمع من المجتمعات بمثل الجهل وعدم المعرفة، وما شرفت أمة من الأمم، وما سعدت المجتمعات إلا بالعلم والمعرفة .
ومن سمو درجات العلم وشرف المنتسبين إليه، والساعين في تحصيله، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن:
(أن من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)
وقال تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9] حاشا وكلا. بل رفع الله منازل أهل العلم وأكرمهم بقوله تعالى : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) [المجادلة:11].
أيها الإخوة والاخوات
الآيات والأحاديث في فضل العلم وطلبه وكرامة أهله المعلمين والمتعلمين الساعين في تحصيله كثيرة وكثيرة جداً، نكتفي بما ذكرناه حثاً وتشويقاً وترغيباً، حثاً لأنفسنا لنستفيد من العلم والمعرفة والاطلاع، وتشويقاً وترغيباً لبعض إخواننا الذين فاتهم التعليم في شبابهم، فرضوا أن يشبوا ويشيبوا غير مكترثين بما فاتهم من الكنوز العظيمة والخيرات العميمة بالتعليم،
فالواجب على كل واحد منا أن يدفع عن نفسه سمة الجهل والانتساب إلى الجاهلين؛ وذلك بالعلم وتحصيله عبر أي وسيلة تيسرت له بما أنعم الله عليه من السمع والبصر والفؤاد.
إن بعض الذين يرغبون في العلم وهم كبار في السن يترددون في تحقيق رغبتهم، مع تيسر الوسائل والمدارس لقولهم: إن الحياء يمنعهم وهم بهذا السن أن يتعلموا مبادئ وحروفاً قد حفظها أطفالهم وصغارهم، والله إنها حجة يلقنها الشيطان ويسوقها على المسلم ليرده عن العلم، وليستريح من عناء مجاهدته عن صراط الله المستقيم، إذ الواجب ألا يتردد المسلم -إذا كان من الذين لا يحسنون القراءة والكتابة- في الإقبال على التعليم والتعلم، والواجب ألا يتردد في الانخراط في سلك التعليم، ومحو الأمية ونبذ الجهل، والإصرار والتصميم على العلم.
والعلم – موهبة ربانية يكرم الله بها عبده ولو بعد بلوغه من العمر شيئاً كثيراً، فكم سمعنا عن بعض العلماء الذين طلبوا العلم وهم كبار في السن فما هي إلا سنوات معدودة ثم أصبحوا من كبار العلماء الذين يأخذ عنهم ويتزاحم الناس في حلقات دروسهم.
وأخيراً: اسمعوا قول الإمام الشافعي رحمه الله:
ومن فاته التعليم وقت شبابـه فكبر عليه أربعاً لوفاته
ومن لم يذق ذل التعلم سـاعة تجرع ذل الجهل طول حياته
أيها الحضور الكرام
من أقوال الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال: “كفى بالعلم شرفًا أن يدَّعيه مَن ليس بأهله، وكفى بالجهل عارًا أن يتبرأ منه مَن هو فيه”؛
وقال ابن حزم في كتابه الأخلاق والسير:
“لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهَّال يهابونك ويجلُّونك، وأن العلماء يحبونك ويُكرِمونك، لكان ذلك سببًا إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟! ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سببًا إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟!
فإن العلم أصل كلِّ شيء، فهو يحرِّر العقول من القيود، ويحرِّر العقول من الأوهام، ويُدِير حركة الإنتاج، ويدِير عجلة النهضة، ويَقضِي على الكساد والفساد، ويقضي على أمنيات الشيطان،
العلم أساس كل عبادة؛ فلا يمكن أن نصلِّي دون علم، فالصلاة تحتاج إلى عالِم يعلِّمنا كيف صلَّى رسولُنا – صلى الله عليه وسلم – وما يقال فيها وأركانها، ولا يمكن الصيام دون علم، فلا صلاة، ولا صيام، ولا زكاة، ولا جهاد، ولا حج دون علم؛
وأعداؤنا هزمونا بالعلم؛ فقد وصلوا إلى اختراعات ساعدتْهم في كسر شوكتنا، فالعلم الدنيوي أوصلهم إلى النصر؛ فما بالنا بالعلم الشرعي الذي أُنزل على الرسول – صلى الله عليه وسلم – من عند الله – تعالى – الذي يعلم طبيعة خلقه، ويعلم ما يفيده، وما يضره، وما يوصله إلى الخير؟!
إن الذي يستطيع القراءة والكتابة يمكن أن يستفيد وأن يدرك شيئاً كثيراً من حلقات العلم المعقودة في المساجد، ويمكن أن يستفيد كثيراً من المحاضرات والمواعظ والندوات سواءً سمعها في الأشرطة أو غير ذلك، وإن الذي يحسن القراءة والكتابة يستطيع أن يفيد أولاده الصغار وأن يساعدهم، ولو كان كبيراً فقد يعين ويساعد أحفاده، يساعد أولاد أولاده في القراءة والكتابة، وهذا اشتغال بأمر جد عظيم ومفيد إن شاء الله.
إذاً: فما الذي يجعل البعض منا يتردد في أن يلتحق بمدرسة تمحو أميته، وتنبذ وتبعد عنه سمة الجهل والجهالة؟ إن الذي يتردد بعد هذا، إن الذي يبتعد عن هذه المدارس وهو بحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة مخطئ في حق نفسه خطأً عظيماً، وأي شيء أعظم من أن يحرم نفسه قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى؟
أما البلية العظمى والداهية التي أكبر منها أن تجد شباباً لا زالوا في ريعان الشباب لا يقرءون ولا يكتبون، ومثل ذلك يوجه لهم الحديث خصوصاً، وتضاعف لهم النصيحة مضاعفة، ينبغي لهم أن يبادروا إلى التعلم ونفي الجهل والجهالة عن أنفسهم؛ إذ أن الجهل مدعاة إلى الفراغ، والفراغ مدعاة إلى الانحراف والجريمة، وحسبكم أن تعلموا أن جملة عظيمة من الإحصائيات الواردة في جرائم الاختطاف والسرقات والمخدرات والخمور وغيرها، أن نسبة عظيمة من الذين يتعاطون هذه الأمور هم الذين لا يقرءون ولا يكتبون أو من الذين تعلموا تعليماً ضعيفاً.
وإن البعض منهم نتيجة لهذا الأمر يكون عاجزاً عن نوال وظيفة مناسبة يخدم فيها أمته، ويجلب فيها رزقاً حلالاً إلى نفسه، فيضطر بعد ذلك بإقناع شيطاني أن يلتفت إلى سبل الحرام والمتاجرة بالمحرمات أياً كان ذلك النوع، إما أن يفتتح محلاً للفيديو يبيع فيه أفلاماً لا يعرف إلا اسم هذا الفلم أو ذلك الفلم، وهذا ما يفلح فيه أو يستطيع، أو يفتح محلاً يبيع فيه الأغاني والأشرطة، أو يتاجر بأمور محرمة، أو يخاطر بمخدرات يمنعها الشرع وتحضرها الدولة ويعاقب عليها القانون وولاة الأمر، كل ذلك أمر خطير جداً.
إذاً: فإن العلم شرف وفضل ومنزلة رفيعة سامية، ومن حرم هذا الشرف وهذه المنزلة فقد قاد نفسه طائعاً أو مكرهاً إلى سبيل لا يرضاه ولا تحمد عقباه.
وإن التعليم هو حق أصيل من حقوق الإنسان كفلته كافة المواثيق ونادت إلى تحقيقه جميع المؤتمرات المعنية بهذا الشأن
=================================================
ثانيا : خطورة الامية
مفهوم الأمية : يشير التعريف اللغوى للأمية إلى أنها تعنى ” عدم القدرة على القراءة والكتابة ” ،
ووفقـاً لتعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونيسكو ) فإن الأمي هو الفرد الذى لا يستطيع مع الفهم قراءة وكتابة جملة قصيرة بسيطة عن حياته اليومية ، أو إذا كان يستطيع القراءة ولا يستطيع الكتابة ، وحسب تعريف اليونيسكو فإن معرفة القراءة والكتابة هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الأشخاص القادرين على قراءة و كتابة جمل بسيطة بأي لغة، عادة ما يذكر مصطلح “أمية” في الوطن العربي أكثر من مصطلح “القدرة على القراءة والكتابة” أو “معرفة القراءة والكتابة” كما هو في اللغات الأجنبية كالإنجليزية مثلاً( . ويختلف مصطلح الأمى تبعاً لتقاليد كل بلد وثقافتها ومدى التطور العلمى والتربوى بها ، ولذا تعددت التعريفات المقدمة لمصطلح الأمى
وتعريف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وينصرف إلى أن الأمى هو ” الشخص غير القادر على الكتابة حتى وإن كان قادراً على القراءة
وتعتبر الأمية من أهم وأخطر المشكلات التى تواجه الدول النامية فى الوقت الحاضر بأعتبارها مشكلة قومية ذات أبعاد متعددة اقتصادية ، اجتماعية ، سياسية ، وحضارية . فحالة الفقر التى توصف بها بعض المجتمعات لاتشير إلى نقص الثروات والأموال وأنما إلى ضعف درجة الوعى الثقافى والحضارى لهذه المجتمعات
فأكثر من مائة مليون شخص من إجمالي 340 مليون نسمة، وهو عدد سكان الوطن، هي نسبة الأميين في الوطن العربي، حسَب تقرير المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “الألسكو”؛ أي: حوالي 27.2% من مجموع سكان الوطن العربي أميون.
كما جاءت الإنذارات من المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة في بيان أصدرَتْه العام الماضي، من خطورة الأمية على الوطن العربي، ومؤكِّدة أن العالم العربي لم يحقق تقدمًا ملحوظًا في القضاء على مشكلة الأمية، بل زادت سوءًا خلال الأعوام الماضية، كما أن نسبة الأميين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عامًا، تبلغ 60 %، وطبقًا لبيان المنظمة فإن مصر تحتل المركز الأول من حيث عدد الأميين في الوطن العربي، تليها السودان، فالجزائر، والمغرب، ثم اليمن، وتضم هذه الدول الخمس مجتمِعَةً نسبة 78 % من الأميِّين في البلاد العربية،
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًّا: ما هي أسباب انتشار الأمية إلى هذا الحد المريب؟ وما هو تأثيره على الوطن العربي؟
إن الأمية تسير قدماً بقدم مع الفقر والتخلف ، كما أن التفاوت بين الذين يمكون والذين لا يمكون ليس تفاوتاً مادياً فى حد ذاته ولكنه تفاوت تعليمى ، فالأفراد الذين لا يملكون مهارات ومعلومات أو معرفة مهنية لا يقدرون على رفع مستوى معيشتهم .
وهكذا فالقضاء على الأمية يودى إلى التخلص من براثن الفقر، فالشخص المتعلم المثقف يكون أكثر إنتاجية ، ولذا أصبح الدور الذى يلعبه التعليم فى التنمية من الأهمية بحيث يمكن أعتبارهما مترادفين ، فالتعليم جزء من الصالح العام وعامل فى تطوير نوعية الحياة .
بعبارة أخرى يعد التعليم ركيزة التغير الاجتماعى الأساسية ووسيلته الفعالة ، ولذا يجب أن يتاح هذا التعليم لكل أبناء المجتمع وألا يحال بين الطبقات الفقيرة وبين التعليم الذى يمثل المخرج الوحيد الممكن من دائرة الأوبئة الاجتماعية ( الفقر، الجهل ، والمرض )
ومن هنا يمكن القول أن الأمية تعد أحدى ظواهر التخلف الاقتصادى ، الاجتماعى ، الثقافى ، والسياسى وعليه فإن القضاء على التخلف يتطلب أن تتضمن برامج التنمية العمل على مجابهة الأمية حيث يأتى أرتفاع معدل الأمية فى مصر السبب الثانى بعد أرتفاع معدل النمو السكانى لتدنى ترتيب مصر فى تقرير التنمية البشرية العالمى ولسوء الحظ تعد مصر إحدى الدول التسع التى توجد بها أعلى معدلات الأمية فى العالم وهذا يفسر لماذا أصبحت الأمية قضية تنموية ملحة خلال العقود الثلاثة الماضية .
أسباب تفشى الأمية فى مصر: إن مشكلة الأمية فى مصر هى مشكلة مزمنة ومعقدة لاترجع إلى سبب واحد وأنما إلى أسباب متعددة ( تاريخية ، اجتماعية ، اقتصادية ، تربوية ….إلخ ) وبالتالى فإن الأمية فى مصر ليست نتيجة لسبب واحد بل هى نتيجة لمجموعة كبيرة من الاسباب ، من اهمها :
* السياسات التعليمية التى طبقها الأحتلال البريطانى فى مصر فالنسبة للفقراء كان التعليم مقصوراً على الكتاتيب التي لم تكن تتسع إلا لعشرة في المائة على الأكثر وأما توفير تعليم حديث فقد كان لعدد قليل ومحدود من أفراد الشعب في المدارس الابتدائية والثانوية والعالية والأجنبية ، وكان الغرض منه توفير بعض الكوادر الإدارية لخدمة النظام الإداري في البلاد بما يخدم مصالح الأحتلال .
* عجز النظام التعليمى عن استيعاب جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي ، وذلك بسبب ازدياد نمو السكان السريع من ناحية ، وقلة الموارد المالية المتاحة للعملية التعليمية .
* ارتفاع نسبة الفاقد التعليمى وما ينتج عنه من انخفاض في مستوى الكفاية الداخلية للنظام التعليمى وخاصة في المرحلة الابتدائيـة نتيجة لظاهـرتي الرسـوب والتسرب وتبين الدراسات أن هناك أسباباً كثيرة ومتداخلة لهذا التسرب ( اجتماعية واقتصادية ، وتربوية، ….) .
* عدم جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الأمية وتعليم الكبار ، وعدم ربط التنمية الثقافية والاجتماعية بالتنمية التربوية التعليمية .
* انهماك الأولاد المفرط في الأعمال المنزلية ولاسيما الفتيات مما لا يترك لهم وقتاً للدراسة في المدارس بالإضافة إلى ما يسببه لهم من إجهاد جسمي يعوقهم عن الدراسة .
* فقر الأسرة الاقتصادي مما يؤدي إلى عدم قدرة الآباء على سداد المصروفات المدرسية أو استخدام الأبناء للقيام ببعض الأعمال للمساهمة في تحمل نفقات الأسرة .
* إنخفاض مستوى تعليم الأسرة فإدراك الوالدين لأهمية التعليم يتوقف على مستواهم الثقافي والتربوي ، وقد دلت بعض الدراسات أن وجود عدد كبير من أفراد الأسرة غير متعلمين له صلة وثيقة بظاهرة الإهدار والتسرب الدراسى من التعليم
* الرسوب عامل رئيسي يرتبط بالتسرب ، ويعود الرسوب إلى عوامل مختلفة أهمها سوء نوعية المعلمين ، وعدم المبالاة بالتعليم ونظام الامتحانات ، وعدم جدية بعض التلاميذ .
* عدم وجود علاقة بين النظام التربوي وحاجات البيئة الاقتصادية فكثير من الأولاد يتركون المدارس قبل الأوان بغرض استفادة الأسرة منهم للعمل .
* البيئة المدرسية السيئة فكثير من المدارس أبنيتها قديمة وغير جذابة للتلاميذ ، وأجهزتها غير ملائمة ، ومعلموها لا يبالون ، وفصولها مزدحمة .
* موت الأبوين أو أحدهما واضطرار الولد إلى تحمل مسئولية العائلة . * مرض التلميذ وبخاصة المرض المستمر أو وجود عوائق جسمية أو صعوبات عاطفية وعدم توافقه الاجتماعي أو عدم رضاه عن المدرسة التى يكون متلحقاً بها .
* نقص شعور بعض المسئولين في مصر لفترة مضت بخطورة الأمية وبالتالى بذلهم جهود بسيطة بشكل لا يتماشى مع حجم المشكلة . * عدم الأخذ بالتشريعات التي تلزم الأميين الالتحاق بالفصول المسائية لمحو أميتهم خلال مدة محددة
* عدم قيام أجهزة الأعلام المختلفة بدور فعال في توعية الأميين وحثهم على الالتحاق بفصول محو الأمية والإفادة من الفرص والإمكانات المتاحة لهم .
* عدم تكافؤ توزيع الخدمات التعليمية بين الريف والحضر، وعدم وجود خريطة تربوية تضمن عدالة توزع الخدمات التعليمية .
الآثار الناجمة عن الأمية فى مصر :
يترتب على الأمية العديد من الآثار والنتائج المدمرة للفرد والمجتمع ،
ومن أهم تلك الآثار: * صعوبة التعامل بين الشخص الأمى والآخرين فى المجتمع .
* عدم قدرة العامل الأمى على اتباع التعليمات الخاصة باستخدام الآلات الحديثة و الإدراك الواعى بأهمية الالتزام بقواعد الأمن الصناعى ، و زيادة مشكلات الإدارة مع العمال لفقـدان وسيلة الاتصال السهلة ، لهذا كان العمال الأميون أكثر العناصر فى الخروج على نظام المؤسسات وعدم احترام مواعيد العمل والتمرض والعصيان .
* تؤدى الأمية إلى انتشارالبطـالة والفقـر فى المجتمع .
* تعـوق الأمية نمو الأفراد اجتماعياً ، وبالتالى فهى تقضى على الحراك الاجتماعى بين أفراد المجتمع وطبقاته .
* صعوبة استغلال موارد الثروة المتاحة بالبلاد بسبب عدم توافر القدرات البشرية القادرة على ذلك .
* تؤدى الأمية إلى زيادة معدل النمو السكانى فهناك علاقة وثيقة بين الأمية والمشكلة السكانية .
* انقسام المجتمع إلى أغنياء يزدادون غنى وإلى أميين فقراء يزدادون فقرًا وغياب الطبقة المتوسطة، وزيادة الفجوة الكبيرة بين طبقات المجتمع وهو ما ظهر بوضوح هذه الأيام .
* فقدان الأميين الثقة في أنفسهم وقدراتهم وفى نظامهم الحاكم ، وانعزالهم عن المجتمع، واضطرارهم إلى المضي قدماً في طريق الاكتئاب أو الانحراف.
* يؤدي الجهل بالقراءة والكتابة إلى إهمال أبسط القواعد الصحية، الأمر الذي يسهل انتقال أمراض خطيرة مثل الملاريا والكوليرا ونقص المناعة المكتسبة “الإيدز” . * انتشار العنف والجرائم .
* زيادة معدلات الانحراف والتطرف. * انتشار حالة اللاوعي لدى الكثير من الأميين .
* أنخفاض معدل التنمية البشرية فى مصر نسبياً أى مقارنة بالدول الأخرى وتأخر ترتيب مصر في تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى حيث احتلت مصر المرتبة رقم 119 نتيجة وضع مصر ضمن أكبر تسع دول في عدد الأميين في العالم .
* بطء معدلات التنمية وتعطل الكثير من خططها ، وغير ذلك من الآثار التي توضح مدى خطورة تلك المشكلة في حياتنا.
سمات مشكلة الأمية في مصر:
تتميز الأمية في مصر بسمات خاصة، من أهمها :
* أن الشطر الأعظم من كتلة الأمية يتمثل في الفئة العمرية 15 : 45 عاماً . * ارتفاع نسبة الأمية بين النساء . * اتجاه معدلات الأمية للارتفاع في الريف عن الحضر .
* تتركز الأمية في القاهرة الكبرى ، البحيرة ، الشرقية، المنيــا، الدقهلية ، سوهاج ، وأسيوط .
معدلات الأمية في مصر: يتأثر تقدير حجم الأمية في مصر بعدة مشاكل أهمها قلة البيانات وعدم دقتها وتعدد الاجهزة المسئولة عن جمع البيانات والمعلومات عن الأمية بشكل يقود إلى عدم تصور إجراءات التصحيح والعلاج .
وتعتبر الأمية في مصر من المشاكل التي تعوق برامج الدولة للتنمية والإصلاح فقد بلغت نسبة المتعلمين في مصر (حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2006) 71.4% للبالغين (15 عام فأكثر) و 84.9% للشباب (من 15 إلى 24 عام) حسب إحصائيات 2004 ، والنسبة المقدّرة في 2005 لمن يستطيع القراءة والكتابة 83% من الذكور و 59.4% من الإناث طبقا لكتاب حقائق العالم. ووفقا للإحصائيات الرسمية فإن عدد الأميين في مصر هو 17 مليون إنسان لعام 2006 حوالي (30%) إلا أن بعض المثقفين في مصر يرجح أن نسبة الأمية قد تصل إلى 50% من السكان ، و في إحصائية صادرة عن موسوعة الدول قدرت نسبة الأمية في مصر بحوالي 45% من السكان لعام2000 ،
وأظهرت إحصائيات أخرى صادرة عن اليونيسكو لعام 2003 أن نسبة الأمية بين الذكور الذين يزيد عمرهم عن 15 عام في مصر هو 42% من السكان الذكور و 53% للأناث فوق سن 15 عام .
وتؤكد معظم الإحصا ئيات الرسمية وغير الرسمية أن نسبة الأمية فى مصر قد إنخفضت خلال الثلاثين عاماً الأخيرة بدرجة كبيرة ، حيث أوضحت نتــائج التعــدادات الأربعة الأخيرة 1976 ، 1986 ، 1996 ، 2006 .
أن نسبة الأمية كانت 56.2 % ، 49.6 % ، 39.4 % ، 29.7 % على التوالى . ووفقاً لنتائج التعداد العام للسكان 2006 ، فقد بلغ عدد الأميين 17.014 مليون أمى ، مـوزعين وفقــاًً للنـوع إلى 6.546 مليـون ذكـر بنسبــة 38.5 % مـن جملــة الأميين مقابل 10.468 مليون أنثى بنسبة 61.5 % . وتقسم أعداد الأميين إلى ثلاث مجموعات رئيسية : * المجموعــة الأولى للفئة ( من 10 لأقـل من 35 سنة ) تضـــم 5.8 مليـون أمـى بنسبة 34.3 % من إجمـالي عدد الأميين ، وهى المجموعة المستهدفة بالدرجة الأولى من برامج محو الأمية . * المجموعة الثانية للفئة ( من 35 لأقـل من 65 سنة ) تضم 9.2 مليـون أمــى تمثل بنسبة 54 % من إجمالي عدد الأميين وهى المجمــوعة الثانية المستهدفة من برامج محو الأمية . * المجموعة الثالثة للفئة ( أكبـر من 65 سنة ) وتضم 2 مليــون أمى تمثل نسبة 11.7 % من إجمالي عدد الأميين. وقد أعلن وزير التربية والتعليم يسرى الجمل انخفاض نسبة الأمية فى مصر من 7ر29 % فى أول يوليو 2007 إلى 4ر27 % فى أول يوليو 2008 فى الشريحة العمرية من 15 إلى 35 سنة وهى الفئة العمرية المستهدفة فى مجال محو الأمية ، وكما أعلن الجمل انخفاض معدلات التسرب من التعليم، مشيرا إلى انخفاض عدد الأميين فى الشريحة العمرية من 10 إلى 15 عاماً إلى نحو 350 ألف أمى أو متسرب، بنسبة لا تزيد عن 5ر4 %، وهو ما يعنى أن 5ر95 % ممن فى هذه الفئة العمرية منتظمون فى المدارس ،
وأوضح أن النتائج المعلنة جاءت طبقا للتعداد الأخير الذى قامت به الدولة واستخرجت منه هذه البيانات، مشيرا إلى أن نتائج هذا التعداد أوضحت أن التوزيع العمرى للأميين يمثل تحديا لجهود محو الأمية والوصول بها إلى الصفر
أسباب الاهتمام بمحو الأمية :
هناك أسباب متعددة تدعو مصر إلى الاهتمام بمشكلة محو الأمية ومحاولة التخلص منها ، وأهمها :
* من الناحية السياسية : تحقيق المشاركة الفعالة لكل مواطن فى اتخاذ القرارات على جميع مستويات الحياة الاجتماعية فى الاقتصاد والسياسة والثقافة .
* من الناحية الاقتصادية : تنمية المجتمع من الداخل تنمية لا تعتمد على المعونة الخارجية .
* من الناحية الاجتماعية : عدم جعل التعليم ميزة لطبقة دون غيرها من الطبقات بل هو وسيلة لجعل طبقات المجتمع كلها فعالة ومنتجة .
* من الناحية التنظيمية : اتباع منهج التنسيق والتعاون المستمر بين السلطات المسئولة عن الخدمات الأساسية كالزراعة والشئون الاجتماعية وتنظيم الأسرة والصحة .
هذه بعض الأسباب التي دفعت مصر إلى الاهتمام بمحو الأمية وبالإضافة إلى هذه الأسباب فهناك سبب رئيسي وجوهري لهذا الاهتمام وهو تغير ظروف البيئة المحلية والإقليمية والدولية وسيطرة العولمة والتكنولوجيا على كل صور الحياة .
معوقات محوالأمية فى مصر :
هناك العديد من المعوقات التى تقف أمام برامج محو الأمية ، وهذه المعوقات مرتبطة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية للأمى ومجال التنظيم والتخطيط لهذه البرامج . ومن خلال إجراء عدد من المقابلات مع عينة عشوائية من الأميين وبعض المعلمين يمكن القول من خلال تحليل نتائج تلك المقابلات أن معظم الأميين والمعلمين يرون أن هناك معوقات تحول دون نجاح برامج محو الأمية التى تنفذها الدولة ، منها :
* عدم الوعي السكاني بخطورة الأمية .
* انخفاض الميزانية المخصصة لبرامج محو الأمية.
* عدم مناسبة جداول الدراسة لأوقات الدارسين .
* ضعف الوسائل التعليمية .
* عدم التدريب الكافي للمعلمين أو الموجهين .
* عدم ملائمة طبيعة المناهج مع الفئات المختلفة للدارسين واختلاف بيائهم .
* عدم الربط بين مشروعات محو الأمية وخطط التنمية . * نقص وضعف التشريعات الملزمة
* نقص الحوافز سواء للمعلمين أو الدارسين وعدم فاعليتها .
* عدم التعاون بين مؤسسات المجتمع لحل هذه المشكلة. * سيطرة البيروقراطية والمركزية علي تلك البرامج .
* ضعف إقبال الدارسين وإحجام الأميين عن الالتحاق بفصول محو الأمية ويرجع ذلك إلى عدة أسباب ) ، وأهمها : غالبية الأميين ليس لديهم وقت فراغ للدراسة .
غالبية الأميين يمارسون أعمالاً مرهقة ويفضلون الراحة على الالتحاق بفصول محو الأمية .
غالبية الأميين يفضلون أن يقوموا فى أوقات فراغهم بأعمال تعود عليهم بزيادة فى دخولهم .
معظم الأميين يشعرون بالخجل من التعلم أمام الناس ( بعد ما شاب يودوه الكتاب
التقاليد السائدة تمنع النساء من الخروج للالتحاق بفصول محو الأمية .
هناك قصور فى التشريعات من حيث عدم إلزام الأمي بالتعليم . o هناك قصور فى أسلوب الدعوة المتبع لجذب الأميين . o هناك خطأ فى اختيار وقت الدراسة المناسب . o هناك ضعف فى اقتناع الأمي بالمعلم كعامل من عوامل الإحجام .
برامج محو الأمية فى مصر وأهدافها :
وضعت مصر العديد من البرامج والخطط لمحو الأمية إلا أن غالبية تلك الخطط لم تحقق ما كانت تصبو إليه من أهداف ، ويمكن حصر أهم أهداف خطط محو الأمية فى مصر للوقوف على مدى نجاحها أو فشلها فى تحقيق تلك الأهداف ، وتتمثل أهم أهداف خطط محو الأمية فى مصر فى * تحقيق الاستيعاب الكامل بقبول جميع الملزمين وعلاج ظاهرتى الرسوب والتسرب * إعطاء أولوية فى جهود الحملة القومية للأصغر سناً وللفئات المحرومة وبخاصة النساء وسكان الريف والبيئات الحضرية الفقيرة . * إلزام جميع الأميين فى الفئة العمرية ( 15 ـ 35 ) سنة بالالتحاق بفصول محو الأمية .
* تشجيع من هم أكبر من 35 سنة على الالتحاق بفصول محو الأمية وإتاحة الفرص التعليمية لهم مع مراعاة الفئات ذات الأولويـة . * توعية الدارسـين بأمور دينهم وتقوية إيمانهم بعقيدتهم . * التوعية بأهمية الانتماء الوطنى والقومي .
* تحقيق نمو كامل للدارسين فى المجالات الفكرية والاجتماعية المختلفة .
* تزويد الدارسين بقدر مناسب من المعلومات التى تساعدهم على الانتفاع الواعى من التقدم العلمى المعاصر بما يساعدهم على محو أميتهم الحضارية .
* اكتساب الدارسين التكوينات المعرفية التى ترفع مستوى انتاجهم وتحسن ظروف معيشتهم
. تجارب بعض الدول فى مجال محو الأمية :
هناك دول قد عانت كثيراً من مشكلة الأمية ولكنها حققت نجاحات واستطاعت أن تخفض نسبة الأمية إلى أقل مستوى لها ، وذلك فى الوقت الذى لم تستطع مصر تخفيض هذه النسبة على الرغم من إصدار القوانين الملزمة لذلك وتتابع الجهود منذ أكثر من نصف قرن .
ومن أهم الدول التي نجحت فى تخفيض نسبة الأمية نجد الاتحاد السوفيتي سابقاً حيث خفض نسبة الأمية إلى 6.5% للذكور ، 18.4% للإناث وذلك منذ عام 1939 من خلال إصدار تشريع عام 1916 والذى يقضى بإلزام كل الأميين من السكان من سن (8-50) على تعلم القراءة والكتابة باللغة الروسية أو لغة المجموعات العرقية الأخرى وقد تم تنفيذ هذا التشريع من خلال حملة قومية استغرقت عشرين عاماً (1919-1939) وتم خلالها محو أمية 20 مليوناً من الأسر(17) . أيضاً من الدول المتقدمة الآن والتي بدأت نهضتها وتطورها بالتخلص من الأمية
أولاً، نجد اليابان حيث أصبحت نسبة الأمية بها منذ عام 1989 فى الفئة العمرية من 15-25 سنة بالنسبة للإناث 0.2% وكذلك الحال بالنسبة للذكور، وفى الفئة العمرية من 25 سنة فأكثر بالنسبة للإناث 0.9 % والذكور 0.2 %(18) .
وفى إسرائيل عام 1948 وصلت نسبة الأمية بين الذكور 5 % والإناث 11.3 %(19) ، وأما فى الصين فقد انتظمت فى عام 1945 أكبر الحملات التي استهدفت محو أمية 200 مليون أمي فى الفئة العمرية (25-45) سنة وكانت نسبة الأمية فى الصين عام 1949 تبلغ 80 % وانخفضت النسبة إلى 30 % بين الفلاحين ، 8 % بين العمال سنة 1995 .
ومن الدول التى نجحت فى القضاء على الأمية أيضاً المملكة المتحدة بالرغم من أنها تتقارب مع مصر من حيث التعداد وكانت نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة فى المملكة المتحدة لا تتجاوز 40 % من أفراد المملكة حتى عام 1800 ، وفى عام 1966 أصبحت النسبة الأمية 5 % كما يستفيد من مشروعات محو الأمية حالياً المهاجرون الأجانب(20) .
وقد أتجهت المملكة المتحدة إلى خفض نسبة الأمية بها إلى 5 % من خلال التعليم الدينى ومدارس الآحاد والمدارس المسائية الخاصة بالكبار الأميين وبرامج محو الأمية لنزلاء السجون والمجندين فى الجيش وجهود الهيئات التطوعية وجهود الاتحاد الوطني للقراءة حيث أهتم كل هؤلاء بتقديم برامج لمحو الأمية فى مستويات مختلفة
الحضور الكرام
دور الشباب فى مواجهة مشكلة الأمية فى مصر:
مما لاشك فيه أن الشباب هم أحد الأعمدة الأساسية التى يقوم عليها أى مجتمع ، فهم العقول المفكرة والسواعد المنفذة وبالتالي فهم رجال الحاضر والمستقبل ومن ثم فلابد لهذا الشباب أن يتفاعل مع مشكلات مجتمعه وأن يحاول البحث عن حلول لها وأن يساهم فى تنفيذها . وبالنظر إلى مشكلة الأمية فى مصر وتعامل الشباب المصري معها يجد المتأمل أن دور الشباب ضئيل ومحدود جداً ، ومن ثم لابد من البحث وسائل وطرق لتفعيل ذلك الدور ، فالشباب يمثلون غالبية عناصر العملية التعليمية ، فالشاب قد يكون هو الشخص الأمي أو المخطط أو المنفذ وبالتالي فإن مفاتيح الحل تكمن فى الشباب ،
ومن أهم الأدوار التى يمكن أن يلعبها الشباب المصرى فى مواجهة مشكلة الأمية : * يستطيع الشباب الأميون أن يساهموا فى القضاء على الأمية من خلال التحاقهم بفصول محو الأمية وامتلاكهم الرغبة والارادة لمحو أميتهم ثم المساهمة فى محو أمية الآخرين .
* يستطيع الشباب الذين هم فى الجامعات وخاصة كليات التربية أن يشكلوا قطاعاً عريضاً من المعلمين يمكن توظيفه فى محو أمية الأفراد الذين يعانون من الأمية .
* يستطيع الشباب الخريجون والذين لم يعملوا بعد أن يساهموا فى محو أمية الكثيرين فى المجتمع من خلال تطوعهم للعمل كمعلمين لمحو الأمية وتعليم الكبار بصرف النظر عن الأجور .
* القيام بدور تثقيفي من خلال قيامهم أى الشباب بنشر الوعى المجتمعى بأهمية التعليم والقضاء على الأمية . * تحفيز الدارسين الأميين على الاستمرار فى التعليم
* تنمية اتجاهات الأميين لتقدير قيمة العمل والوقت والإنتاج وتعويدهم على التعاون والاعتماد على النفس .
* تنمية احترام الملكية العامة والخاصة لدى الدارسين الأميين .
* تزويد الدارسين الأميين بالقدرات والمهارات المختلفة ومساعدتهم على توظيفها فى حياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
* تنمية قدرة الأفراد الأميين على المشاركة السياسية والتعبير عن الرأى دون تطرف أو تعصب
* توعية الدارسين الأميين بالموارد البيئية والمحافظة عليها واستغلالها الاستغلال الرشيد .
* توعية الدارسين الأميين بأهمية الصحة الشخصية وتعويدهم على الممارسات الصحية السليمة. ومن هنا يمكن القول أن مشكلة الأمية لن تحل ولن يتم القضاء عليها إلا إذا ساهم الشباب المصري فى حلها سواء من خلال الاشتراك فى العملية التعليمية كمعلمين أو من خلال الدور الدعوى والتثقيفي لمختلف فئات المجتمع وخاصة الأميين .
خاتمة تعد مشكلة الأمية كما أشار البحث واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية عامة ومصر على وجه الخصوص ، كما تعتبر أيضاً أحد التحديات التي يجب على الدول العربية ومن بينها مصر الانتباه لها حالياً . حيث يتوجب عليها أن تسرع في العمل على إيجاد السياسات و الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها مواجهة هذه المشكلة حتى لا تتفاقم المشكلات المترتبة عليها ، ويجب أن يكون جلياً للجميع أن مشكلة الأمية فى مصر ضخمة، وعميقة الجذور فى النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلد بحيث تستعصى على “الحلول السريعة” ذات الطابع “الفني”.
بعبارة أخرى، لن يمكن التوصل لحل ناجح لمشكلة الأمية فى مصر إلا من خلال برنامج استراتيجي، متعدد الأبعاد، ومحكم، طويل الأجل تقوم عليه دولة (وليس مجرد حكومة) فعالة. فلم تعد الحلول الجزئية المتناثرة بكاف لتحقيق أثر ملموس على المشكلات الكبار كمشكلة الأمية . إنّ الكفاح ضد الأميّة هو مهمّة الجميع ، و أن التزام الجميع بالتصدّي لأحد أهم عوامل التخلّف الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي ، و المتمثل في الأمية ، هو واجب تفرضه طبائع الأمور فلا تنمية و لا تطور و لا تقدم و لا ديمقراطية و لا استقرار مع وجود خطر الأمية
وبالتالي فإن الكفاح ضد الأمية هو من أولى الأولويات ، ومحو الأمية هو أحد أهم شروط التنمية ذاتها ، و هو جزء لا يتجزأ من عملية التنمية نفسها ، وهو أيضا أحد ثمارها .
فهل يستيقظ المجتمع المصري من سباته قبل فوات الأوان أم تبقى الأمية مشكلة اليوم والغد والمستقبل ؟؟؟؟ .