خطبة عن (التضرع إلى الله فيه نجاتنا)
فبراير 7, 2024خطبة عن (الْمُجَادِلَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ)
فبراير 10, 2024الخطبة الأولى ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) (105) الاسراء
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع هذه الآية الكريمة من كتاب الله تعالى ،نتلوها ،ونتدبر معانيها ،ونتفهم مراميها ،ونرتشف من رحيقها المختوم ،وقد جاء في التفسير الميسر : (وبالحق أنزلنا هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لأمْرِ العباد ونهيهم وثوابهم وعقابهم، وبالصدق والعدل والحفظ من التغيير والتبديل نزل. وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا مبشرًا بالجنة لمن أطاع، ومخوفًا بالنار لمن عصى وكفر) ،وفي تفسير الطبري يقول : (أنزلناه نأمر فيه بالعدل والإنصاف والأخلاق الجميلة، والأمور المستحسنة الحميدة، وننهى فيه عن الظلم والأمور القبيحة، والأخلاق الرديئة، والأفعال الذّميمة ( وَبِالْحَقِّ نزلَ ) يقول: وبذلك نزل من عند الله على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم .
والمتأمل والمتدبر للآية الكريمة ،يجد أن كلمة (الْحَقِّ) وردت في الآية الكريمة مرتين ،ووردت معرّفة ،والاسم المعرّف إذا تكرر فهو يفيد الاختلاف ،أي أن الحق الأول غير الحق الثاني ،وأيضا بالرجوع إلى الفرق بين الفعل (أنزل ونزل) نجد أن الفعل أنزل الذي يفيد معنى الاستبدال والإحلال قد دخل على الحق الأول ،وهذا يتناسب مع كون الحق الأول يفيد معنى القرآن ،فهو الكتاب السماوي الذي تم إحلاله مكان الكتب السماوية السابقة ،وليكون كتاباً وهداية للناس كافة ،وهذا يتناسب أيضا مع الآيات السابقة لهذه الآية ،والتي تتحدث عن بني إسرائيل ،وهم من أهل الكتاب ،واستعمل لفظ الحق في التعبير عن القرآن في هذا الموضع (والله أعلم) لأن القرآن الكريم لا يمكن تحريفه ،أو الكذب عليه ،كما فعلوا بالكتب السماوية السابقة ،وذلك لأن الله عز وجل قد تكفل بحفظه قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر:9 ،ولأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله أو بسورة منه ،أو يتحداه ،كما وأن إعجازه باقٍ إلى أن يشاء الله ،أما (الْحَقِّ ) الثاني فقد دخل عليه فعل نزل الذي يفيد الانحدار من علو إلى سفل ،وهذا يتناسب مع كون الحق الثاني يفيد معنى التشريع والهداية والعقيدة والأخلاق ،والتي نزلت إلى هذه البقعة من الأرض ،وفي تلك الفترة الزمنية تحديداً ،حيث كان الناس في مستوى متدني من العقيدة الفاسدة ،وبعض الأخلاق الفاحشة ،وارتكاب المحرمات، فجاء الإسلام بتشريعه الراقي ،وعقيدته الصحيحة ،وإتمامه لمكارم الأخلاق ،ليرتقي بهم وبأخلاقهم ،وهذا المعنى يتناسب أيضاً مع الآيات اللاحقة لهذه الآية ،والتي تطالب الناس بالإيمان بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،واستعمل لفظ الحق في التعبير عن هذا التشريع العظيم ،وعقيدته وأخلاقه الفاضلة ،وذلك لأن الحق ضد الباطل ،والإسلام أبطل ما كان سائدا حينئذٍ من شرك بالله ،وعبادة الأوثان ،وأعراف سيئة ،وأخلاق ذميمة : من قتل وسرقة وزنا ووأد البنات وعدم إعطاء المرأة حقوقها ،وغيرها من الأمور التي أبطلها الإسلام
وأيضا المتأمل والمتدبر للآية الكريمة: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) ، يتبين له مناسبة بداية الآية لنهايتها : فقد ختمت الآية بقوله مبشراً ونذيراً ،والبشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قام بها السيد المسيح عليه السلام ،وقال الله تعالى حاكيا عنه : (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف: 6 ،أما الإنذار: فقد قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقومه ،إذا لم يؤمنوا بالله عز وجل ،
فانظر وتأمل في ترتيب (الحق) الأول والثاني ،ومعانيهما في بداية الآية ،مع ترتيب البشارة والإنذار في خاتمة الآية ،وأيضا المتأمل والمتدبر للآية الكريمة يتبين له مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها : فإذا كان الحق الأول بمعنى الكتاب السماوي ،والحق الثاني بمعنى الهداية والإيمان ،فلاحظ أن الآيات السابقة للحق الأول تتحدث عن بني إسرائيل ،وهم من أهل الكتاب ،والآيات اللاحقة للحق الثاني تتحدث عن الإيمان .
أيها المسلمون
واعلموا أنه تعالى لما بين أن القرآن الكريم معجز قاهر دال على الصدق ،في قوله تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) الاسراء (88) ، ثم حكى عن الكفار أنهم لم يكتفوا بهذا المعجز بل طلبوا سائر المعجزات ،قال الله تعالى : (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) الاسراء (90) :(96) ،وقال الله تعالى : (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (50) ،(51) العنكبوت ، ثم أجاب الله بأنه لا حاجة إلى إظهار سائر المعجزات وبين ذلك بوجوه كثيرة ،فقال تعالى :(وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) الاسراء (59) ، ومنها أن قوم موسى – عليه الصلاة والسلام – آتاهم الله تسع آيات بينات فلما جحدوا بها أهلكهم الله ،فكذا ههنا ، قال الله تعالى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (12) ،(13) النمل، ثم إنه تعالى لو آتى قوم محمد تلك المعجزات التي اقترحوها ثم كفروا بها وجب إنزال عذاب الاستئصال بهم ، وذلك غير جائز في الحكمة ،لعلمه تعالى أن منهم من يؤمن ،والذي لا يؤمن فسيظهر من نسله من يصير مؤمنا ، ولما تم هذا الجواب عاد إلى تعظيم حال القرآن وجلالة درجته فقال الله تعالى: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) ،فكان هذا الكتاب حقا من كل ،ثم قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) والمقصود: أن هؤلاء الجهال الذين يقترحون عليك هذه المعجزات ويتمردون عن قبول دينك لا شيء عليك من كفرهم فإني ما أرسلتك إلا مبشرا للمطيعين ونذيرا للجاحدين ، فإن قبلوا الدين الحق انتفعوا به وإلا فليس عليك من كفرهم شيء .
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ): فالقرآن الكريم نزل متضمِّناً للحقِّ في بيان براهين تدلُّ على وجود الله ووحدانيته، وكاشفاً حقائق روحية ومادِّية للناس ليكون دستوراً لإسعادهم، ولنشر الأمن والإخاء في ربوع العالم، وليحمل البشرى لمن التزم به، وليوجِّه الإنذار لمن تغافل عنه وأعرض.
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ): فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم قائماً على الحقِّ، مُقِرّاً له في الأرض، فالحقُّ مادَّته، والحقُّ غايته، ومن الحقِّ قوامه. وقد جاء ليربِّي أمَّة، ويقيم لها نظامها ،فتحمله هذه الأمَّة إلى مشارق الأرض ومغاربها، وتبلِّغه للبشرية وفق المنهج الكامل. ولهذا فقد نزل هذا القرآن بالتدريج وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمَّة، ووفق الوقائع والأحداث الَّتي صاحبت مدَّة التربية الأولى ،فجاء القرآن الكريم ليكون منهجاً عملياً ،يطبَّق جزءاً جزءاً في مرحلة الإعداد ،ولم يأتِ فقهاً نظرياً ،ولا أفكاراً تجريدية، تُعرَض للقراءة والاستماع الذهني فقط، وتلك بعضٌ من حكم نزوله مفرَّقاً، لا كتاباً كاملاً منذ اللحظة الأولى، ولقد تلقَّاه الجيل الأوَّل من المسلمين على هذا الأساس، فكان توجيهاً يُطبَّق في واقع الحياة ،كلَّما جاءهم بأمر أو نهي، وكلَّما تلقَّوْا منه أدباً أو فريضة، ففي مسند أحمد : (عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشَرَ آيَاتٍ فَلاَ يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ. قَالُوا فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ).
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) ويتجه الخطاب في هذه الآيات الكريمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لِيُعْلِمَهُ بأن الله أرسله، مبشِّراً للمطيع بالثواب، ولأهل السعادة بسعادة الوصول والعرفان عند التمسك بالقرآن، ونذيراً لأهل الشقاوة ،بشقاوة البعد والحرمان ،عند الانفصام عن حبل القرآن ،وترك الاعتصام به ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ): فأهل العلم هم الَّذين يعرفون الله حقَّ المعرفة، ويُصدِّقون كلَّ ما جاء به رسل الله، لذلك تراهم إذا سمعوا القرآن يخرُّون للأذقان باكين، ويزيدهم ما فيه من العبر والمواعظ خشوعاً لأمر الله وطاعته، وهم الآمنون من النار في الآخرة، قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (107): (109) الاسراء ، وروى الترمذي في سننه : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »، وفيه أيضا : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ ».، وفي سنن ابن ماجه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ – إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ».
(وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ): فالقرآن الكريم آية من آيات الله، كخلق السموات والأرض، أنزله الله تعالى ليكون مرجعاً ودستوراً لعباده، على اختلاف أنواعهم وأعراقهم وألسنتهم، وهذا الخالق العظيم هو الَّذي وضع الشرائع السماوية، وأرسل الكتب الإلهية وآخرها القرآن ،ليكون شريعة ومنهاجاً، وقد حفظه في الأرض كما حفظه في السماء، وكلُّ شيء في قانون الله له غايته ورسالته، ولم يخلق شيئاً عبثاً أو لهواً، فتبارك الله أحسن الخالقين!.
الدعاء