خطبة عن (قيمة العمل في الإسلام)
ديسمبر 19, 2024خطبة عن (نعيم القبر)
ديسمبر 22, 2024الخطبة الأولى ( إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أقامك، فمقامك حيث أقامك )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال صلى الله عليه وسلم:( مِنَ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ مَالُهُ عِنْدَ الْلَّهِ فَلْيُنْظَرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ ) قال الشيخ الألباني:(حسن) في صحيح الجامع ،وهو مروي عند الدار قطني عن الصحابة أنس وأبو هريرة وسمرة بن جندب رضي الله عنهم أجمعين. وعن سمرة بن جندب قال:” مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ الْلَّهِ فَلْيُنْظَرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ ،وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَكَانٍ الْشَّيْطَانَ مِنْهُ فَلْيَنَظَرِهُ عِنْدَ عَمَلٍ الْسِّرِّ ” الزهد لابن المبارك ،وعَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ :”مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ ؛ فَإِنَّهُ قَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ لا مَحَالَةَ”
إخوة الإسلام
قال المناوي :(من أَرَادَ أَن يعلم مَاله عِنْد الله فَلْينْظر ما لله عِنْده) ،زَاد فِي رِوَايَة الْحَاكِم :(فان الله ينزل العَبْد مِنْهُ حَيْثُ أنزلهُ من نَفسه) وَرَوَاهُ الْحَاكِم بِلَفْظ (من كَانَ يحب أَن يعلم مَنْزِلَته عِنْد الله فَلْينْظر كَيفَ منزلَة الله عِنْده فان الله ينزل العَبْد مِنْهُ حَيْثُ أنزلهُ من نَفسه) فمنزلة الله عِنْد العَبْد انما هُوَ على قلبه على قدر مَعْرفَته اياه وَعلمه بِهِ وهيبته واجلاله وتعظيمه وَالْحيَاء وَالْخَوْف مِنْهُ والوجل عِنْد ذكره واقامة الْحُرْمَة لأمره وَنَهْيه وَقبُول منته ورؤية تَدْبيره وَالْوُقُوف عِنْد أَحْكَامه بِطيب نفس وَتَسْلِيم لَهُ بدنا وروحا وَقَلْبًا ومراقبة تدبره فِي مصنوعاته وَلُزُوم ذكره والنهوض باتصال منعمه واحسانه وَحسن الظَّن فِي كل مَا نابه وَالنَّاس فِي ذَلِك على دَرَجَات ،وقال علي رضي الله عنه: (مَن أحَبَّ أن يَعلَمَ كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَةُ اللهِ عِندَهُ ؛ فَإِنَّ كُلَّ مَن خيرَ لَهُ أمرانِ؛ أمرُ الدُّنيا وأمرُ الآخِرَةِ، فَاختارَ أمرَ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنيا فَذلِكَ الَّذي يُحِبُّ اللهَ، ومَنِ اختارَ أمرَ الدُّنيا فَذلِكَ الَّذي لا مَنزِلَةَ للهِ عِندَهُ). وقال ابن القيم في كتاب “الفوائد”: “من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يولّيه من العمل، وبأي شغل يشغله”.
فهذا الحديث يُجلي معيارا هو أدق من ميزان أنفس الجواهر، وهو أن منزلة الله في قلب العبد على قدر معرفة العبد بالله ،ومعرفة أسمائه الحسنى ،وتوحيده في الأفعال ،وإجلاله وتعظيمه ، والحياء منه ، وخشيته ، والالتزام بأوامره ،واجتناب نواهيه ،كل هذا مع قلب سليم ،ونفس مطمئنة ،والتسليم له في تصاريف أقداره ،وإدامة ذكره ،والنهوض بشكر نعمه ،وتقديم ما يريده الله منه على مطالب نفسه ،وحسن الظن به ،فالناس في هذا الشأن درجات ، وحظوظ المكلف في هذا الشأن بقدر حظه من هذه الحقائق ، فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عند الله جلّ جلاله ،فإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك؟ في الخير أم الشر، في الطاعة أم في المعصية، في نفع الناس أم ضرهم، فمقامك حيث أقامك ، فإذا أردت أن تعرف قدرك عند الله ،فأنظر أين أقامك ، فإذا شغلك بالقرآن فاعلم أنه يريد أن يحدثك ،وإذا شغلك بالطاعات فاعلم أنه قربك ،وإذا شغلك بالدنيا فاعلم أنه أبعدك ،وإذا شغلك بالناس فاعلم أنه أهانك ،وإذا شغلك بالدعاء فاعلم أنه يريد ان يعطيك ،فأنظر لحالك ،بم أنت مشغول ،فمقامك حيث أقامك، فتأمل وظيفتك في الدنيا ، فمن كان مشغولاً بجمع الحطام ،والاستكثار من زينة الدنيا ،فالدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ولو كانت تساوى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ، قال تعالى : (وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ [33] وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ [34] وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) [ الزخرف : 33- 35 ] ،لذا قال بعضهم : من علامة خذلان الله عز وجل للعبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه ،أي لا يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة ، ومن كان مشغولاً بطاعة الله عز وجل والدعوة إلى دينه والجهاد لرفع راية الله عز وجل فليعلم أن له عند الله عز وجل قدراً وشأناً، فهذه وظيفة الأنبياء وسبيلهم ،قال تعالى :(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) [ يوسف : 108 ]، وقال الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [النحل : 125 ] ،فالدعوة إلى الله عز وجل هي أشرف وظيفة ،لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين هم أشرف الخلق قال سفيان بن عيينة : أشرف الناس منزلة ، من كان بين الله وخلقه ، وهم الأنبياء والعلماء ، فأشرف الناس منزلة هم الذين يعرفون الناس برب الناس ملك الناس إِله الناس ، الذين يستعملهم الله عز وجل في هداية خلقه ، مع أن الله عز وجل قادر على هداية خلقه بدون بذل من الدعاة ، ولكن الله عز وجل قدر أن يبذل الدعاة حتى يستحقوا الفضل من الله عز وجل ، ويكون لهم الأجر مثل أجور من دعوهم إلى الله عز وجل ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ،فليس هناك مقام- بعد النبوة -أعلى وأحلى من مقام الدعوة إلى الله ،فهي غاية الشرف ،وذروة العز ،وقمة الشموخ، بل هي اللذة الصافية التي من حرمها فهو من جملة الأموات ،وهي النور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، قال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (33) فصلت، فالكون كله من الذرة إلى المجرة يحتفي وينحني للداعية والمربي والمصلح تقديرا وتكريما، وفي سنن الترمذي:( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ».
فالمكانة الحقيقية والمقام الرفيع في الدعوة إلى الله بكل السبل والوسائل المتاحة لك ،فقيمتك تساوي همتك ودعوتك وإيجابيتك ،فإذا كنت داعية إلى الله أو مربي أو مصلح…فقد اختارك الله واصطفاك ، قال الله تعالى 🙁اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الحج (75) ،فأنت كسبيكة الذهب الأصلية بين الزيف، وحبة اللؤلؤ الطبيعي في كومة الخرز الرخيص، قال ابن القيم:(ولا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة. قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (108) يوسف ،فهؤلاء هم خواص خلق الله، وأفضلهم عند الله منزلة وأعلاهم قدرا، فإذا تقاعسنا وتكاسلنا وفترنا وتلكأنا ونفضنا أيدينا من هذه الدعوة الرائعة الساحرة الجميلة فقد فقدنا مبرر وجودنا واستنفدنا أغراضنا وآن لنا الأوان أن نسلم الراية لغيرنا، قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (54) المائدة ،وقال الله تعالى 🙁وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (38) محمد ،وقال ابن القيم: إن الله سبحانه إذا أقبل على عبد استنارت جهاته وأشرقت ساحاته وتنورت ظلماته وظهرت عليه آثار إقباله من بهجة الجلال وآثار الجمال، وتوجه إليه أهل الملأ الأعلى بالمحبة والموالاة لأنهم تبع لمولاهم فإذا أحب عبدا أحبوه وإذا والى واليا والوه، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ – قَالَ – فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ – قَالَ – ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ.) ،فالدعوة إلى الله لواء شرف لمن يحمله حق الحمل من غير احتراس ولا احتراز بشموله وتكامله وتوازنه وتناغمه، أما إذا وضعنا الدعوة في المراتب الهامشية الأخيرة من سلم أولوياتنا واهتماماتنا: فتزل أقدام وتضل أفهام : وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا، قال ابن القيم: إنما هي لذة فانية وشهوة منقضية تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها.. فرح ساعة لا شهر ..وغم سنة بل دهر.. طعام لذيذ مسموم أوله لذة وآخره هلاك ..فالعامل عليها والساعي في تحصيلها كدودة القز يسد على نفسه المذاهب بما نسج عليها من المعاطب فيندم حين لا تنفع الندامة ويستقيل حين لا تقبل الاستقالة..
والمقياس الدقيق لمدى تفاعلنا مع رسالتنا ومنهجنا هو مقدار حرقتنا ولوعتنا ونحن نسير معا في طريق الدعوة…و لله در الداعية المودودي حين قال في تذكرته القديمة المتجددة: إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار مُتَّقدة تكون في ضرامها على الأقل!!! مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابنا له مريضا ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب، أو عندما لا يجد في بيته شيئا يسد به رمق حياة أولاده فتقلقه وتضطره إلى بذل الجهد والسعي. ..وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في أذهانكم ملتحمة مع أرواحكم ودمائكم آخذة عليكم ألبابكم وأفكاركم، فإنكم لا تقدرون أن تحرِّكوا ساكنا بمجرد أقوالكم … فهل نحن كذلك…؟
أيها المسلمون
كلنا يحب الله سبحانه وتعالى، ويحب أن يتقرب إليه جل جلاله وعظم سلطانه، يحاول بكل الوسائل كالعبادات والصدقات، وأداء الفروض والنوافل والحج والعمرة، وأعمال الخير التي يسرها الله له، والتي يرجو قبولها عند الله سبحانه وتعالى، كلنا يسعى إلى ذلك الصحيح منا والمعتل، والغني منا والفقير، بل وأقول جميع المسلمين قاطبة، يسعون لهذا الشرف العظيم، ولكن ترى هل الجميع يحظى بهذا الشرف أم أن هناك تفاوتاً في ذلك؟، لهذا فاعلم بأن الله سبحانه وتعالى إذا أحبك أقامك في الطاعات، فالطاعات تولد الطاعات كما أن المعاصي تولد المعاصي، انظر إلى نفسك أين قربك من الله؟ وهل الله هو كل شيء في حياتك؟ ولله حساب لك على ذلك، فإن كنت قد جعلته كل شيء في حياتك، فسوف يرضيك دنيا وأخرة، طبعا بعد آداء الفروض والإكثار من النوافل، أما إذا لم يحبك لظلمك لنفسك ولغيرك، فسوف يكيلك إلى نفسك، وسيسلط عليك شياطين الإنس والجن، فتذوق العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أقامك، فمقامك حيث أقامك ) الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أمران لا ثالث لهما إما شاكراً وإما كفوراً، فكن من الشاكرين تسعد في الدارين الدنيا والآخرة، ولا تكن عكس ذلك فتشقى في الدنيا قبل الآخرة، فإذا وجدت نفسك سعيداً وأنت تقرأ القرآن، وأنت تصلي وأنت تصوم، وأنت تفرج عن مؤمن كربة وأنت تصلح بين متخاصمين، وأنت تتصدق وأنت تحب الخير، ففي الحديث الذي يرويه الامام أحمد : (عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ :قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِيمَانُ قَالَ « إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الإِثْمُ قَالَ « إِذَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ »، وفي سنن الترمذي 🙁 مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ ». ،فإن سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأبشر بالخير، فمقامك عند الله سبحانه وتعالى عظيم، أما من كان يغتاب الناس ويشتم الناس ،وينم ويسعى بالوقيعة بينهم، ويتكبر عليهم ،ويأتي بالمنكرات، ويأكل الحرام فمقامه عند الله سبحانه وتعالى سيكون ضعيفاً جداً، وذلك لضعف إيمانه بربه ،وتحكم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى فيه، فانعكس ذلك على سلوكه وتعامله مع الناس، فأدى ذلك إلى ابتعاده عن ربه فلا يأمن عذاب ربه له في دنياه قبل أخراه ، فلا تأمن مكر الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (96) :(99) الاعراف ، فهل تعرف معنى مكر الله سبحانه وتعالى؟ ، مكر الله أنه يملي لهم ويستدرجهم بالنعم والخيرات، وفجأة ينتقم منهم، فالحذر كل الحذر من مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى، والتمادي في معصيته،
الدعاء