خطبة عن (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)
يناير 30, 2025الخطبة الأولى ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) (60) الروم
إخوة الإسلام
إن الناظر والمتدبر والمتأمل في آيات القرآن العظيم ،وما تحمله من معان عظيمة، وتوجيهات كريمة، خصوصًا لمن تحمل عبء الدعوة إلى الله تعالى ،ليقف مع بعض الآيات متعجبًا مما تحمله من توجيه يتناسب مع كل الظروف والأحوال، والأشخاص، والأزمان؛ فالتوجيهات القرآنية للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومَن معه من الصحابة الأخيار هي نفسها التي نستدل بها في هذه الأزمان ،على ما كان من التغاير بين الشخوص والأحوال، وهذا يدل على ثبات المعاني القرآنية واستقرارها ،وأن التوجيهات القرآنية صالحة لكل زمان ومكان ، ومِن هذه الآيات التي تحمل هذا المعنى هذه الآية الكريمة التي هي بين أيدينا اليوم إن شاء الله تعالى ، قوله تعالى- في آخر سورة الروم : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم : 60)، يقول الامام الطبري في تفسيرها أن المعنى : (فاصبر يا محمد لما ينالك من أذى قومك، وبلِّغهم رسالة ربك، فإن وعد الله الذي وعدك من النصر عليهم، والظفر بهم، وتمكينك وتمكين أصحابك وتُبَّاعك في الأرض حقّ، (وَلا يسْتَخِفَّنَّك الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) يقول: ولا يستخفنّ حلمك ورأيك هؤلاء المشركون بالله ،الذين لا يوقنون بالمعاد ،ولا يصدّقون بالبعث بعد الممات، فيثبطوك عن أمر الله ،والنفوذ لما كلَّفك من تبليغهم رسالته) ، وقال السعدي في تفسيره: (إن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع ،بل سيجده كاملا ،هان عليه ما يلقاه من المكاره ،ويسر عليه كل عسير، واستقل من عمله كل كثير…، فإياك أن يستخفك هؤلاء فإنك إن لم تجعلهم منك على بال وتحذر منهم وإلا استخفوك وحملوك على عدم الثبات على الأوامر والنواهي، والنفس تساعدهم على هذا وتطلب التشبه والموافقة وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن رزين العقل يسهل عليه الصبر)، ويقول سيد قطب رحمه الله (في ظلال القرآن ) : (يأتي الإيقاع الأخير في صورة توجيه لقلب الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه من المؤمنين ، إنه الصبر ،وسيلة المؤمنين في الطريق الطويل الشائك الذي قد يبدو أحيانا بلا نهاية! ،والثقة بوعد الله الحق، والثبات بلا قلق ولا زعزعة ولا حيرة ولا شكوك.. الصبر والثقة والثبات على الرغم من اضطراب الآخرين، ومن تكذيبهم للحق وشكهم في وعد الله. ذلك أنهم محجوبون عن العلم محرومون من أسباب اليقين. فأما المؤمنون الواصلون الممسكون بحبل الله فطريقهم هو طريق الصبر والثقة واليقين. مهما يطل هذا الطريق، ومهما تحتجب نهايته وراء الضباب والغيوم! ، وهكذا تختم السورة التي بدأت بوعد الله في نصر الروم بعد بضع سنين، ونصر المؤمنين. تختم بالصبر حتى يأتي وعد الله ،والصبر كذلك على محاولات الاستخفاف والزعزعة من الذين لا يوقنون. فيتناسق البدء والختام. وتنتهي السورة وفي القلب منها إيقاع التثبيت القوي بالوعد الصادق الذي لا يكذب، واليقين الثابت الذي لا يخون) ..
أيها المسلمون
وقوله تعالى : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) (60) الروم، فعند التأمل للمعاني التي تحملها هذه الآية الكريمة ،والتوجيهات الدعوية التي تتلألأ فيها ،نجد الآتي :
أولا : مطالبة الدعاة إلى الله بالصبر على ما تحمله الدعوة من صعوبات وعقبات، وما ينال الداعية من التكذيب والذم ،ومحاولات المغرضين والمنافقين النيل من دعوته، وذلك باتهامه بالكذب الشرعي تارة، أو بتلفيق القصص والحكايات حوله وحول دعوته تارة أخرى، أو بالكذب الصريح عليه تارات.. وتارات.. وهذا في الحقيقة يحمل في طياته مصلحة ونفع للمؤمنين؛ فإن الله يستعمل أمورًا كثيرة لنصرة الحق، ومنها: أنه يستعمل أقوامًا في نشره، وهم في حقيقة أمرهم أعداءً له، ففي صحيح البخاري : (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ شَهِدْنَا خَيْبَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِى الإِسْلاَمَ « هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ » . فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا ، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ ، انْتَحَرَ فُلاَنٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ . فَقَالَ « قُمْ يَا فُلاَنُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ».، في رواية له : (عَنْ سَهْلٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَنَظَرَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا » . فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، وَهْوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – مُسْرِعًا فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . فَقَالَ « وَمَا ذَاكَ » . قَالَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ » .وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لاَ يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – عِنْدَ ذَلِكَ « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ »
فهذا وعد الله الذي لا يتخلف أبدًا، فلا تحسبوه شرًا لكم، بل هو خير لكم, فمع الصبر والثبات يأتي النصر من الله تعالى- للدعوة وللدعاة، كما قال تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ). فإن أمثال هؤلاء بمشاربهم العلمانية المعروفة يحاربون الإسلام باسم التطرف ويصدون الناس عن الحق بتشويه صورة الدعاة ، وقد بيَّن الله -تعالى- في هذه الآيات إلى أي مدى قد يصل عناد البشر للدعوة الربانية، فمع وضوح الآيات وقوة البراهين العقلية والنقلية هناك من يكذب بهذه الدعوة! وقد وجد مَن يكذب بالرسل مع وضوح حججهم وتنزل الآيات عليهم؛ فما بالكم بالدعاة؟!، فالقوم كانوا يكذبون بالقرآن مع علمهم تمام العلم بإعجازه, وهم لم يكونوا يكذبون بالقرآن فقط، بل كانوا ينالون من عرض صاحب الدعوة -صلوات الله وسلامه عليه-، ومِن أتباعه؛ فأنزل الله هذه الآيات تسلية للرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواجهة هذا التكذيب، والذي هو في الحقيقة تسلية لكل من يسير على دربه -صلى الله عيه وسلم- واستن بسنته.
فمن معاني الصبر التي تشير إليها الآية : الصبر على طاعة الله، وذلك بالحفاظ على ثوابت الدعوة وعدم التنازل عن هذه الثوابت مهما كانت المغريات أو مهما كانت التضحيات، ونقصد بالثوابت الأصول المستمدة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فالدعوة التي لا تحافظ على ثوابتها دعوة بلا هوية فهي شرقية تارة وغربية تارة أخرى، فلا يرجى لها الدوام والاستمرار فضلاً عن أن تنسب إلى ربانية.
ثانيا : إن المتدبر لقوله تعالى : (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) : يتبين له أن هؤلاء الذين ينبغي أن يحذرهم الداعية إلى الله على دعوته, هم الذين يشنون هذه الحملة الهوجاء على رموز الدعوة السنية إنما يريدون دفع الدعوة إلى هذه الخفة والطيش وذلك بتبني مسالك العنف وسفك الدماء والدخول في مصادمات دامية يدفع ثمنها كاملاً الإسلام والمسلمون عمومًا والدعوة والدعاة خصوصًا، هذه الخفة التي لا نقبلها ولا نراها مسلكًا لبلاغ الدعوة إلى الناس. وقد كان موقف الدعوة واضحًا ولا يزال من هذه الطرق والمسالك, وكانت ولا تزال أول من منع منها وحض الناس على تركها؛ فهذا الاستفزاز المستمر غرضه خبث وباطنه شيطاني، وقد كان لنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، وهو يقول لمن بايعه من أهل الإيمان الذين دفعتهم العاطفة الإيمانية القوية والتي لم تكن انضبطت بعد بالمفاهيم الشرعية الرصينة عندما استأذنوه أن يغيروا على أهل هذا الوادي، فقال لهم: إني لم أؤمر بذلك، في صورة واضحة للثبات والرصانة والتمسك بإتباع الشرع في كل موطن وفى كل حين وعدم إطلاق العنان للعواطف وانه لا ينبغي أن يسود مبدأ من يقدر على شيء يفعله وإنما نفعل ما نؤمر به. وهذا أيضًا ما وقع يومًا من بعض أهل البدع لعلى -رضي الله عنه- في صلاته، ففد اخرج الطبري في تفسيره: قال: “حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) قال: قال رجل من الخوارج خلف عليّ في صلاة الغداة: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فأنصت له علي -رضي الله عنه- حتى فهم ما قال؛ فأجابه وهو في الصلاة: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)”.
فانظر إلى حاله -رضي الله عنه- وهو يستقبل هذا الاستفزاز بالإنصات أولاً، ثم بالفهم ثانيًا وبالرد المناسب ثالثًا، وهذا يدل على عمق علمه وقوة فهمه -رضي الله عنه-، ونحن نتأسى به عندما نواجه مثل هذه الاستفزازات والدعاوى الباطلة نرد بمثل قوله -تعالى-: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) (الأعراف:89)، وقوله -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (الأعراف:87)،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والمتدبر والمتأمل في قوله تعالى :(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ): تبين له أن الذين يدعون إلى مثل هذه الاستخفافات والمهاترات هم أهل البدع والضلالات وأصحاب الأهواء، وعباد الدراهم والدنانير، والجاه والسلطة والشهرة، وقد جاء وصفهم في هذه الآيات بالجهل وعدم اليقين, فالذي يقوم بمثل هذه الحملات المشبوهة على رموز الدين بين الحين والآخر إنما يفعل ذلك قطعًا مِن أجل الدنيا وما يبحث له فيها عن متاع فان، ولا يريد بذلك وجه الله ،بل في الحقيقة: إن أمثال هؤلاء بمشاربهم العلمانية المعروفة يحاربون الإسلام باسم التطرف ويصدون الناس عن الحق بتشويه صورة الدعاة، وهؤلاء لهم نصيب من قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ . لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآَخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ) (هو:19-22) ،
فهذا وعد الله الذي لا يتخلف أبدًا ،فلا تحسبوه شرًا لكم، بل هو خير لكم, فمع الصبر والثبات يأتي النصر من الله للدعوة وللدعاة ،فلن تنفعهم يوم القيامة الأجندة الغربية، ولا الأموال الطائلة التي يدفعها مَن يريد النيل من الرموز الإسلامية ، وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » . قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) هود 102،
الدعاء