خطبة عن (أَدَاءُ الْأَمَانَة) 1
يوليو 12, 2025خطبة عن (أَدَاءُ الْأَمَانَاتِ)
يوليو 12, 2025الخطبة الأولى ( الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (13) يونس، وروى الامام مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ « يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) ،وفي الصحيحين : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
إخوة الإسلام
إن الظلم بكل صوره وأشكاله يتعارض مع رسالة الإسلام التي هي رسالة العدل، وهو يتناقض مع المعروف الذي أمر به الشرع الحنيف ،وينسجم مع المنكر الذي نهى عنه، وبالتالي فالظلم والإسلام على نقيض، فالإسلام حرم الظلم بكل صوره وأشكاله، ويدين أسبابه وآلياته، ويحذّر من تداعياته وآثاره، ويأبى على المسلم أن يكون ظالماً أو عوناً لظالم، وحرمة الظلم تؤكدها جميع مصادر التشريع في الإسلام من قرآن كريم وسنة وإجماع وقياس، ولا يقف التحريم على ظلم المسلم بل يتعداه إلى تحريم ظلم الكافر والذمي والمعاهد، ففي مسند أحمد : (أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِراً فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ »، وفي سنن أبي داود وغيره : (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
وتكمن حكمة تحريم الظلم في مدى خطورته على كل أشكال الحياة ،وعلى كل الكائنات ،من بشر وحيوانات ونباتات، يقول أبو هريرة، رضي الله تعالى عنه: «إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم» ،ويقول ابن القيم، رحمه الله: «سبحان الله! كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم ،وجرت دمعة مسكين، وما ابْيَضَّ لون رغيفهم حتى اسْوَدَّ لون ضعيفهم، وما سمنت أجسامهم حتى نحلت أجسام من استأثروا عليه»، فالباغي الظالم ينتقم الله منه في الدنيا والآخرة، قال ابن مسعود: «لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ، لَجَعَلَ اللَّهُ الْبَاغِيَ مِنْهُمَا دَكًّا»، وفي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ ».
والظلم يخلق الفوضى في المجتمع، ويزرع الحقد والبغضاء، ويولّد الحسد والمشاحنات بين الناس، وهو يفضي إلى خراب ودمار مقدرات الأفراد والمجتمعات، ويعزز من انتشار الجشع والاحتكار في المجتمع، ويعمل على انتشار قيم اللصوصية وشريعة الغاب، ويكرّس ثقافة الخوف والقرصنة والكذب والتدليس، فتغيب المروءة والاخلاق الحسنة ،والظلم سلوك لئيم، يعرقل تقدم المجتمعات، ويحول دون رقيها، بل ويدفعها إلى ظلمات التخلف والانحطاط، وذلك مدعاة لسقوطه وانهياره وزواله، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (يونس:13)، وقال الله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)
ويكون الظلم مضاعفاً عندما تطبق القوانين والحدود على الضعفاء والدهماء من الناس دون السادة وعِلية القوم، وفي الصحيحين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ» ،والظلم مجلبة لعذاب الله تعالى وعقابه ، قال الله تعالى : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (النمل:52). ،والظلم ينزع البركة من كل شيء في المجتمع، يقول وهب ابن منبه: «إذا هم الوالي بالجور، أو عمل به، أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق والزروع والضروع وكل شيء، وإذا هم الوالي بالخير والعدل، أو عمل به، أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك» ،وقَالَ مُجَاهِدٌ: «إِذَا وَلِيَ الظَّالِمُ سَعَى بِالظُّلْمِ وَالْفَسَادِ، فَيَحْبِسُ اللَّهُ بِذَلِكَ الْقَطْرَ، فَيَهْلِكُ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وعاقبة الظلم تعود على صاحبه، والظالم يدفع ثمن أفعاله غاليا في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21)،
ولقد كان الرسول رضي الله عنه يكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الظلم، ففي سنن أبي داود وغيره : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ ».
أيها المسلمون
وإذا كان الله تعالى قد حرم علينا الظلم ،فقد حذر أيضا من الركون للظلمة : فقال الله تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) (هود:113). ،وفي سنن ابن ماجه : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ – أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ – لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ »، والركون إلى الظلمة هو الاعتماد عليهم في تحقيق بعض المكاسب الدنيوية الفانية، وهذا يعني مداهنتهم ،وتزيين ظلمهم ،والرضا عنه، فمن يوافق الظالم على ظلمه فهو شريكه في ظلمه، ومن يعين الظالم على الظلم فهو مثله، لذلك يُعدّ عدم ردع الظالم عن ظلمه من أهم صور الركون إلى الظلمة، وهذا الركون إلى الظلم يخالف مقاصد الشرع الحكيم؛ لأن ذلك يؤدي إلى استشراء الظلم والطغيان وضياع الحقوق، وفي الحديث، يقول الرسول رضي الله عنه لما ذُكر الظلمة: «… فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَيُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ» (رواه الترمذي وغيره)، ويقول ميمون بن مهران: «الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء»
أيها المسلمون
والإسلام يحض المسلم على أن لا يكون ظالماً، وألا يكون معيناً وعوناً للظالم على ظلمه، فالقرآن الكريم لا يدين الظُلام فقط، بل يدين أيضاً أعوانهم وأتباعهم الذين يمثلون الأدوات، التي تنفذ ظلم الظالم بصوره وأشكاله، قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) (القصص:8). ،
كما حثنا الاسلام على نصرة المظلومين : فنصر المظلوم ورفع الظلم عنه فرض كفاية، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبدأ النصرة والتناصر بين المسلمين، ففي صحيح البخاري : (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ « تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ »، وإذا تغاضى الناس أفراداً وجماعات عن ردع الظالم، ولم يمنعوه من ظلمه، فإن الله تعالى يوشك أن يعمهم بعقاب من عنده، ففي مسند أحمد : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ ».،
ويبين لنا العلماء بعض أنواع الظلم وصوره لنتجنبها ،فقالوا :(الظلم ثلاثة: الأول، ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى، وأعظمه: الكفر، والشرك، والنفاق، ولذلك قال: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13]، وإياه قصد بقوله تعالى: (أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [هود:18]، وقوله تعالى : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [الإنسان: 31]، والثاني: ظلم بينه وبين الناس، وإياه قصد بقوله تعالى : (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) إلى قوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الآية (الشورى 40) وبقوله تعالى : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ) [الشورى: 42]، والثالث: ظلم بينه وبين نفسه، وإياه قصد بقوله تعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) [فاطر: 32]، وقوله تعالى : (ظَلَمْتُ نَفْسِي) [النمل: 44]، وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس؛ فإنَّ الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه، فإذا الظالم أبدًا مبتدئ في الظلم، ولهذا قال تعالى في غير موضع: (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [النحل:33]،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وكما علمنا مما تقدم فإن نتائج الظلم وخيمة ،ومما ورد في أخبار السلف الصالح، ما رواه الامام البخاري في صحيحه : (عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ – رضى الله عنه – فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا ، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّى ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّى قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّى بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مَا أَخْرِمُ عَنْهَا ، أُصَلِّى صَلاَةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِي الأُخْرَيَيْنِ . قَالَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ . فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً أَوْ رِجَالاً إِلَى الْكُوفَةِ ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا ، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِى عَبْسٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ ، وَلاَ يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ . قَالَ سَعْدٌ أَمَا وَاللَّهِ لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا ، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ ، وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ .
الدعاء