خطبة عن (نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ)
أكتوبر 16, 2025الخطبة الأولى ( وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين واللفظ للبخاري : (أن أَبَا هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا ، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا ،فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا ، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ،وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ فِيهَا » ،وفي رواية لأحمد في مسنده : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلاَّ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ أَلاَ وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ وَالْذُبَابِ ».
إخوة الإسلام
في هذا الحديث النبوي الكريم يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أن حاله مع أمته كحال رجل في برية، أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها؛ لأن هذه هي عادة الفراش والجنادب والحشرات الصغيرة، إذا أوقد إنسان نارًا في البر؛ فإنها تأوي إلى هذا الضوء. ويقول: لأمنعنكم من الوقوع فيها، ولكنكم تفلتون من يدي، وذلك بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وترك سنته.
وما أبلغ استخدام أسلوب ضرب الأمثال في الدعوة والموعظة حيث إثارة الانتباه .. وتقريب المفهوم .. وجذب السامع و تهيئته لقبول الأمر. ووجه الشبه هنا في ضرب هذا المثل أنَّ الجنادب والفراش تنساق إلى النار فَرِحةً بضوئها، ولكنَّها تجهل عاقبةَ فعلها هذا، ولا تتَّعظ بمن هلك قبلها عندما اقتحمت النار، وكذلك الكفَّار والعصاة تغرُّهم الحياة الدنيا وزينتها فينساقون وراء شهواتهم، ويُعرضون عن الاعتصام بالكتاب والسنَّة، وهم يرَوْن نهايةَ كلِّ حيٍّ في هذه الحياة، والرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم يبصِّرهم بالعاقبة ويحذِّرهم من الوقوع في نار جهنَّم، ويبذل الجهدَ في الإمساك بهم لإبعادهم عن خطرٍ محقَّقٍ، ويأخذ بحُجَزهم ـ وهو معقد الإزار ـ كنايةً عن شدَّة إشفاقه عليهم، ولكنَّهم يتفلَّتون منه جهلًا وغرورًا واستكبارًا.
فيتبيَّن صلى الله عليه وسلم بهذا المثل عاقبة من أعرض عن طاعة الله ورسوله، فمصيرُه إلى الهلاك المحقَّق، وأمَّا من استجاب لله ورسوله واعتصم بشرع الله فقد حاز السلامةَ والنجاة، ففي الحديث: بيان لشفقة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أمَّته ، وضرب المَثل الذي يُبرز خفيَّات المعاني، ويَرفَعُ الأستارَ عن الحقائق. وأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سمَّى المعاصي نارًا؛ لأنَّها تُؤدِّي إليها، وفيه دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم – جزاه الله عنا خيرًا – على حماية أمته من النار، وأنه يأخذ بحجزها ويشدها حتى لا تقع في هذه النار، ولكننا نفلت من ذلك، فالإنسان ينبغي له أن ينقاد لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون لها طوعًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يدل على الخير واتقاء الشر، كالذي يأخذ بحجزة غيره، يأخذ بها حتى لا يقع في النار، لأن الرسول – عليه الصلاة والسلام – كما وصفه الله في كتابه: ﴿ لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]،
أيها المسلمون
فهَلُمّ عن النار: فنار الله الموقدة نار أوقد عليها ألف سنة حتى احمرّت، ثُمّ أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضّت، ثُمّ أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة. [رواه الترمذي].
هَلُمّ عن النار: «فهي نار حامية، نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم، قالوا: والله إن كان كانت لكافية يا رسول الله، قال: فإنها فُضِّلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها » [رواه مسلم].
فهَلُمّ عن النار: فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم قال: « اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة » [رواه البخاري].
فهَلُمّ عن النار: نار أهون أهلها عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه، كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً. نار يؤتى بها يوم القيامة لها « سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها » [رواه الترمذي].
فهَلُمّ عن النار: قال الحسن: أذكرك الله، إلا ما رحمت نفسك، فإنك قد حذرت ناراً لا تطفأ، يهوي فيها من صار إليها، ويتردد بين أطباقها، قرينُ شيطان، ولزيق حجرٍ، يتلهب في جهنم شعلها { لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا } [فاطر: 36].
فهَلُمّ عن النار قال تعالى : { نَاراً تَلَظّى ، لا يَصْلاَهَا إِلاّ الأَشْقَى} [الليل: 14-15]، فهي نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، ومقامعها حديد. هي نار لو أن حجراً قذف به فيها لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها. تفرُّ من الهجير وتتقيه فهلا عن جهنم قد فررتا ولست تطيق أهونها عذاباً ولو كنت الحديد بها لذبتا هَلُمّ عن النار: « فمن حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقاً لله عليه، حُرم على النار» [رواه أحمد]. « من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار » [رواه الترمذي]. « من استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار » [رواه الترمذي].
فهَلُمّ عن النار: « حُرّمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحُرّمت النار على عين سهرت في سبيل الله » [رواه احمد]. « ما من عبد مؤمن يخرج من عينه دموع- وإن كان مثل رأس الذباب- من خشية الله، ثم تصيب شيئاً من حر وجهه، إلا حرمه الله على النار » [رواه ابن ماجة]. « حُرّمت النار على عين غَضَّت عن محارم الله، أو عين فقئت في سبيل الله عزّ وجلّ» [رواه الدارمي]. « فمن اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار» [رواه البخاري]. قال عبد الواحد بن زيد: يا إخوتاه، ألا تبكون خوفاً من النار؟ ألا إنه من بكى خوفاً من النار، أعاذه الله منها.
فهَلُمّ عن النار: «ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم يقولن له: ألم أوتِك مالاً؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً؟ فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة » [رواه البخاري].
فهَلُمّ عن النار: نار طعام أهلها الزقوم، وما أدراك ما الزقوم؟ { إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ، طَعَامُ الأَثِيمِ ، كَالمُهْلِ يَغْلِي فِي البُطُونِ ، كَغَلْيِ الحَمِيمِ} [الدخان: 43- 46]. { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا البُطُونَ ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجَحِيمِ} [الصافات: 64- 68].
فهَلُمّ عن النار: عن عائشة قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته، فقال: « من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار » [رواه البخاري].
فهَلُمّ عن النار: « حُرّم على النار كل هين، لين، سهل، قريب من الناس» [رواه مسلم]. « ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحُرّمت النار عليه: إيمان بالله، وحب الله، وأن يُلقَى في النار فيُحْرَق أحبُّ إليه من أن يرجع في الكفر» [رواه أحمد].
فهَلُمّ عن النار: عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار» فما زال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا لسمعه أهل السوق، حتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه. [سنن الدرامي]. قال ابن المهدي: كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة، ينهض مرعوباً ينادي: النار، النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.
فهَلُمّ عن النار: قال وهب بن منبه: أما أهل النار الذين هم أهلها، فهم في النار لا يهدؤون، ولا ينامون، ولا يموتون، ويمشون على النار، ويجلسون على النار، ويشربون من صديد أهل النار، ويأكلون من زقوم النار، فرشهم نار، وقمصهم نار وقطران، وتغشى وجوههم النار، وجميع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها، يجذبونهم مقبلين ومدبرين، فيسيل صديدهم إلى حفر في النار فذلك شرابهم.
فهَلُمّ عن النار: فلن تنجو من النار إلا بتوحيد الله عزّ في علاه { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارِ} [المائدة: 72]. { فّتَلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُوراً} [الإسراء: 39]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من مات لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار » [رواه مسلم].
فهَلُمّ عن النار: فيا أيها الناس خذوا حذركم وحصنوا الجنة للنار فإنها من شر أعدائكم ما في العدا أعدى من النار وأكثروا من ذكر مولاكم فذكره ينجي من النار واعجباً من مرح لاعبٍ يلهو ولا يحفل بالنار يوقن بالنار ولا يرعوي كأنه يرتاب في النار ففكروا في هولها واحذروا ما حذر الله من النار {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} الفرقان(65)، (66)
أيها المسلمون
ويقول العلماء : والحقيقة العلمية المعجزة في هذا الحديث النبوي الكريم : انجذاب الحشرات للضوء: وهي ظاهرة علمية مؤكدة علمياً حيث إن الفراشات ينجذبوا جميعاً إلى الأشعة فوق البنفسجية التي تشع من النار أو من أي مصدر آخر للضوء يشع هذه الأشعة غير المرئية للإنسان لكنها مرئية وجاذبة لهذه الكائنات التي لا يعرفها الكثير من البشر. وهذه الظاهرة السلوكية تكون في الحشرات ليلية النشاط، وهي ظاهرة سلوكية أودعها العلى القدير في هذه الكائنات لسر كبير يعلمه الله لتنظيم حياة هذه الحشرات لاستمرار أنواعها في الحياة وتؤدي وظيفتها حيث قدر الله لها. ووجه الإعجاز العلمي في الحديث: أن شبه صلى الله عليه وسلم سقوط الْجَاهِلِينَ والعصاة فِي نَار الآخِرَة بِتَسَاقُطِ الْفِرَاش فِي نَار الدُّنْيَا لِهَوَاهُ، وَضَعْف تَمْيِيزه، وَكِلاهُمَا حَرِيصٌ عَلَى هَلاكِ نَفْسه، سَاعٍ فِي ذَلِكَ لِجَهْلِهِ، ويفاجأ بمصيره الحتمي بوقوعه في النار. وكذلك حال العاصين والمخالفين للرسول فانجذابهم للنار بسبب غواية الشهوات لهم، وهم لا يرون الأشياء على حقيقتها كالفراش لا يرى النار الحارقة على حقيقتها لكن يراها بعين ترى الأشعة فوق البنفسجية فقط فيرى النار بشكل مختلف تجعله ينجذب إليها، بينما المخالفين تحجبهم رؤية الشهوات والاستمتاع المؤقت بها عن رؤية نار يوم القيامة. وينطبق على المشبه والمشبه به المثل القائل: رب نفس عشقت مصرعها،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الفوائد والمعاني التي يرشد إليها هذا الحديث: فيه بيان حال الناس وما فيهم من الحرص على الدنيا، واتباع الشهوات ومقارفة المعاصي التي تكون سبباً لوقوعهم في النار في الآخرة.- وأن للدنيا بريق يبهر ضعفاء البصائر، فينخدعوا بها وينشغلوا بزخرفها وشهواتها عما خلقوا له، من عبادة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، فيعرضوا انفسهم لسخط الله وعقوباته العاجلة والآجلة. وقال ابن حجر: وفي الحديث ما كان فيه صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة والحرص على نجاة الأمة،
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان – بل يجب – أن يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به، وفي كل ما نهى عنه، وفي كل ما فعله، وفي كل ما تركه، يلتزم بذلك، ويعتقد أنه الإمام المتبوع صلوات الله وسلامه عليه، لكن من المعلوم أن من الشريعة ما هو واجب يأثم الإنسان بتركه، وما هو محرم يأثم بفعله، ومنها ما هو مستحب؛ إن فعله فهو خير وأجر، وأن تركه فلا أثم عليه. وكذلك من الشريعة ما هو مكروه كراهة تنزيه؛ إن تركه الإنسان فهو خير له، وإن فعله فلا حرج عليه، لكن المهم أن تلتزم بالسنة عمومًا، وأن تعتقد أن إمامك ومتبوعك هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه ليس هناك سبيل إلى النجاة إلا باتباعه، والسير في طريقه، والتمسك بهديه.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان عظم حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وأنه كان لا يألو جهدًا في منعها وصدها عن كل ما يضرها في دينها ودنياها، كما يكون صاحب النار التي أوقدها وجعل الجنادب والفراش تقع فيها وهو يأخذ بها ،وبناءً على ذلك، فإذا رأيتَ نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء؛ فأعلم أن فعله شر، وكذلك إذا أمر بشيءٍ، فقل سمعنا وأطعنا ،ومن فقه الحديث وما يستنبط منه: ما اتصف به صلى الله عليه وسلم من الشفقة والرحمة والحرص على نجاة أمته ،وكمال نصحه صلى الله عليه وسلم لأمته وإيضاحه وبيانه أسباب سعادتها ونجاتها ،وضرب الأمثلة في إيضاح ما يراد بيانه، وتنبيه المعلمين والمرشدين إلى الخير إلى سلوك مثل هذه الطريق الناجحة في التعليم والإرشاد، والتحذير من ارتكاب أسباب الوقوع في النار، وتشبيه العصاة بالفراش والجنادب في الجهل وعدم التمييز وتعاطي أسباب هلاك النفس، والإشارة إلى أن النار محفوفة بالشهوات ،وفيه الحث على اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتمسك بما جاء به من الحق والهدى، والتنبيه إلى عدم جواز التعذيب في نار الدنيا، وتنبيه المسلم إلى السعي في خلاص نفسه وغيره من الهلاك
الدعاء