خطبة حول قوله تعالى ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا)
ديسمبر 19, 2020خطبة عن أحوال يوم القيامة ، وعقوبة الظلم ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
ديسمبر 26, 2020الخطبة الأولى ( الْمُؤْمِنُ المستقيمُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أخرج البخاري في صحيحه : (أن أَنَسًا قَالَ ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ لِمُعَاذٍ :«مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» .قَالَ أَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ « لاَ ،إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا»، وفيه أيضا : (عَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه – قَالَ ،قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « قَالَ لِي جِبْرِيلُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ،أَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ ،قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ »، وروى الطبراني في “الكبير”، والروياني في ” مسنده “، وابن السني في ” عمل اليوم والليلة ” وإسناده جيد : (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ ) .
إخوة الإسلام
يقول الله تعالى في محكم آياته :(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت (30) ،وفي صحيح مسلم: ( عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقِيلَ: أَبِي عَمْرَةَ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنه) قَالَ: “قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَك؛ قَالَ: قُلْ: آمَنْت بِاَللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ” ، فالإيمان بالله تعالى فيه صلاح القلب ،وزكاته وهدايته من الظلمات ،وعمارته بالأقوال والأعمال الجليلة ،وتطهيره من الشرك والدنائس والشبهات ،وأما الإستقامة: ففيها صلاح الجوارح وهدايتها ،واشتغالها بالطاعات وحمايتها من الذنوب الظاهرة والباطنة والشهوات ،ومن حقق هذين الأمرين فاز وأفلح ونجا، فالإيمان بالله وهو الإقرار الجازم بوجود الله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ،ولا يصح إلا بثلاثة أركان: الاعتقاد بالقلب ،والإقرار باللسان ،والعمل بالجوارح ،وعلى هذا أجمع أئمة أهل السنة والجماعة ،والإيمان بالله يقتضي الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،والإيمان له ستة أصول ،لا يصح إيمان العبد إلا بالإتيان بها جميعا : الإيمان بالله، وملائكته ،وكتبه ،ورسله ،واليوم الآخر ،وبالقدر خيره وشره ،والإيمان بالله وتوحيده من أعظم الأصول في الدين ،وله أثر عظيم في توفيق المؤمن وهدايته وسعادته في الدنيا والآخرة، ولا يصح عمل المؤمن إلا بركيزة الإيمان ،ومن فقده أو أنكره خسر الحياة الطيبة في الدنيا والنعيم في الآخرة ،
أما الاستقامة: فمعناها في الأصل لزوم الطريق المستقيم ،ومعناها في الشرع التزام المؤمن بفعل الطاعات الظاهرة والباطنة ،وترك المنهيات الظاهرة والباطنة ،وهي ثلاثة أنواع : استقامة القلب على الإيمان ،واللسان على الذكر، والجوارح على الطاعة ،وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،وعلى هذا يدور كلام السلف قال أبو بكر رضي الله عنه في تفسير: (ثم استقاموا) (لم يشركوا بالله شيئا) ،وقال عمر رضي الله عنه: (استقاموا واللّه للّه بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب) ،وقال ابن عباس رضي الله عنه: (استقاموا على أداء فرائضه)، وقال قتادة : (استقاموا على طاعة الله).
والحاصل أن عمل الإستقامة يتعلق بالقلب ،واللسان ،والجوارح ،ولا يصدق وصف الاستقامة إلا بالثبات عليها حتى الممات ،ولذلك روي في الترمذي : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قَالَ « قَدْ قَالَ النَّاسُ ثُمَّ كَفَرَ أَكْثَرُهُمْ فَمَنْ مَاتَ عَلَيْهَا فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَقَامَ ».
والإستقامة من أعظم مراتب التوحيد، بحيث يخلص المؤمن عمله لله ،ويجتنب الشرك الصغر والأكبر ،ولا يلتفت قلبه لغير الله ،ولا يتقرب لأحد رجاء ولا خوفا ولا رغبة ولا رهبة إلا لله ،ثم الإستقامة على السنة الصحيحة ،بحيث يتبع المؤمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في كل قول وفعل ، ويهجر البدع وأهلها ،ويتبرأ من جميع الطرق المحدثة ،ثم الإستقامة على شرع الله بحيث يمتثل المؤمن فعل الفرائض ،وترك النواهي ،طاعة لله ،ويتجنب الفواحش والمنكرات ،وصحبة أهل الباطل ،
وليس مفهوم الاستقامة عدم الوقوع في الذنب ،بل لا بد من الذنب؛ (فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » رواه الترمذي. ، والله عز وجل أمَر مع الاستقامة بالاستغفار من الذنب؛ مما يدل على أن الاستقامة قد يقع فيها خلل، وهذا أمر وارد، ويجبر بالاستغفار؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6]. قال ابن رجب – رحمه الله -: “وفي قوله عز وجل: ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6] إشارةٌ إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجبر ذلك بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة ،فلا يشترط في ثبوت وصف الإستقامة للمؤمن لزوم الشرع في جميع الأوقات والأحوال ،لأن الإنسان معرض للخطأ والتقصير ،والنفس تضعف ،والشيطان يتسلط ،والعبرة بغالب الحال ،ولا يؤثر الأمر العارض ،ولا يكاد يسلم المؤمن من التفريط ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرص على لزوم الإستقامة على حسب القدرة والتوفيق ،فإن تعذر ذلك فليحرص على المقاربة من حال الإستقامة ، ففي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ »، وفي سنن ابن ماجه وغيره : (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ».،ولما أثنى الله تعالى على المتقين ذكر أنه يقع منهم وقوع الفاحشة ،وظلم النفس، فقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران (135). ،فحال أهل الإستقامة عدم الإصرار على الذنوب ،والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله ،وفعل الحسنات ، وإذا حصل منهم تقصير وتفريط استغفروا وتابوا وندموا وأصلحوا العمل .
أيها المسلمون
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ) ،ففي هذا الحديث بشرى للمؤمن ،وبيان لمآله بعد موته ،وتحفيزا له على التمسك بدينه وشريعته ،والعمل بطاعته حتى الموت ،يقول المناوي في فيض القدير عند شرح الحديث ،المعنى : (لم يبق من شرائط دخول الجنة إلا الموت، وكأن الموت يمنعه ويقول له : لا بد من حضوري أولاً لتدخل الجنة) ،وقال الصنعاني في سبل السلام: (لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت أي: لا يمنعه إلا عدم موته) ،واختصت آية الكرسي بذلك لما اشتملت عليه من أصول الأسماء والصفات الإلهية، والوحدانية والحياة والقيومية والعلم والملك والقدرة والإرادة ، وقال أحمد بن محمد الطحاوي في حاشيته على مراقي الفلاح: معناه أنه إذا مات دخل الجنة، والمراد أن روحه تستقر فيها، أو المراد بالدخول التنعم، يعني أنه بمجرد موته وصل إلى تنعمه بنعيم الجنة، فإن القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الْمُؤْمِنُ المستقيمُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والحديث النبوي يدل على أنه يستحب أن تقرأ هذه الآية بعد كل صلاة: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة:255]، وهي أعظم آية في القرآن ،ويستحب أن تقرأ بعد كل صلاة من الصلوات الخمس؛ وهذا معناه الوعد بالخير ،وأن هذا من أسباب دخول الجنة ،إن لم يمنع مانع من الاصرار على الكبائر من الذنوب ، وذلك مثلما في الأحاديث الأخرى التي فيها الوعد بالجنة ، ففي صحيح مسلم 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ »، والله تعالى يقول في كتابه العظيم يخاطب المؤمنين وغيرهم: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ) [النساء:31] ، فشرط في تكفير السيئات ودخول الجنات اجتناب الكبائر، أما من لم يجتبنها ،ومات وهو مقيم عليها :من الزنا ،أو العقوق للوالدين ،أو أكل الربا ،أو قطيعة الرحم ،أو ما أشبه ذلك من كبائر الذنوب ،فأمره معلق على المشيئة ،فإن شاء الله غفر له ، فأدخله الجنة ابتداء برحمته ،وإن شاء عوقب بالنار ،ثم يدخل الجنة بشفاعة الشافعين ،ورحمة رب العالمين ،ففي الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ – رضي الله عنه – قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي رَهْطٍ ،فَقَالَ « أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ،وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ،وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ،وَلاَ تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ،وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَطَهُورٌ ،وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ ،إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ »، وفي رواية مسلم : (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ أَنْ لاَ نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلاَ نَسْرِقَ وَلاَ نَزْنِىَ وَلاَ نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا وَلاَ يَعْضَهَ بَعْضُنَا بَعْضًا « فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ،وَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ ،وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ،وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ».
أيها المسلمون
وهكذا يتبين لنا : (أن الْمُؤْمِن المستقيم لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ)
الدعاء