خطبة عن (أحوال الناس عند المرور على الصراط يوم القيامة)
أبريل 12, 2016خطبة عن ( صفة النار وعذابها وأهلها والاعمال الموصلة إليها)
أبريل 12, 2016الخطبة الأولى ( الصراط)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) ( 71)،(72) مريم، وفي سنن أبي داود (عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا يُبْكِيكِ ». قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« أَمَّا فِى ثَلاَثَةِ مَوَاطِنَ فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا : عِنْدَ الْمِيزَانِ. حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ. وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِى يَمِينِهِ أَمْ فِى شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ .وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَىْ جَهَنَّمَ ».
إخوة الاسلام
المرور على الصراط أو الجسر من أخطرالكرب التي سيواجهها المسلم يوم القيامة، وإن المؤمن لن يهدأ روعه ويزول خوفه حتى ينجو من هذا الصراط ويتركه وراء ظهره. فمن قطعه سالما فقد نجا من النار إلى الأبد وفاز فوزا عظيما. فماذا أعددت أيها المسلم وأيتها المسلمة لهذا الكرب العظيم من عمل؟ ، فالأمر والله جد وليس بالهزل، فهو إما نجاة منه أو سقوط في نار تلظى.. قال الله تعالى ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً.. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) مريم (71) .. ولكي نكون على بصيرة من هذا الأمر.ولننجوا من هذا الكرب العظيم سوف أحاول الإجابة على هذه الأسئلة. فماهو الصراط أو الجسر ؟ وما هي أحوال وأهوال المرور عليه ؟ وهل الكفار والمنافقون سيمرون عليه أم هو مقصور على من نطق بالشهادتين فقط ؟ وما هي أحوال الناس عند المرور عليه ؟ ومن أول من يجوزه ومن آخر من يعبره ؟ وهل يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته على الصراط ؟.. وأخيرا وأهم شيء يهمنا ما هي الأعمال المنجية على الصراط؟..
بداية أقول .. الصراط أو الجسر .. هو جسر ممدود على متن جهنم، أحدُّ من السيف، وأدقّ من الشعرة، مدحضة مزلة( أي لا تثبت عليه الاقدام )، وهو طريق مظلم محرق، على حافتيه خطاطيف وكلاليب من نار معلقة وحسكة مفلطحة، يجتازه المسلمون وأتباع الرسل، وقيل إن طوله مسيرة خمسة عشر ألف سنة.. أما عن أحوال وأهوال المرور عليه.. فالصراط من أخطر كرب يوم القيامة إن لم يكن هو أخطرها، ففيه من الأهوال والفزع والخوف والرعب ما لا تتحمله عقول الخلق ولا نفوسهم لدرجة أنه لا يذكر إنسان إنسانا وهو على الصراط فلا يذكر الإنسان إلا نفسه ،فبعد أن يوضع الصراط مثل حد الموسى .تكون سرعة المرور عليه على حسب الأعمال . فيمر المؤمنون عليه كالطرف. وكالبرق. وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب. ومسرع على قدميه. ومنهم من يمشي بطيئا .ومنهم من يحبو حبوا. ومنهم من يزحف على بطنه زحفا.. والسؤال التالي هل الكفار والمنافقون سيمرون عليه أم هو مقصور على من نطق بالشهادتين فقط يرى بعض أهل العلم بأن الناس كلهم مسلمهم وكافرهم سيمرون على الصراط ، ولكن جاء في الصحيحين أن المشركين والكفار وأهل الكتاب لن يمروا على الصراط، لأنهم سيؤمرون قبل نصب الصراط بإتباع ما كانوا يعبدونه في الدنيا من دون الله، فيتبعونهم إلى جهنم.. وذلك ما نتعرف عليه بعد الجلسة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( المرور على الصراط يوم القيامة )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري. قال: (يُنَادِى مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ .فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ،وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ ، فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ . فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا ، فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِى جَهَنَّمَ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ . فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ ، فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا . فَيُقَالُ اشْرَبُوا . فَيَتَسَاقَطُونَ ،حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا قَالَ فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ . فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا . فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ ) . وأما المنافقون فسيمرون على الصراط، وسيعطون نورا يمشون به، ثم يُطفئ نورهم ليتساقطوا إلى الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله، ففي صحيح مسلم (وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ – نُورًا ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ،ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ يُحَاسَبُونَ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِى السَّمَاءِ ثُمَّ كَذَلِكَ ) . ننتقل إلى السؤال التالي : ما هي أحوال الناس عند المرور عليه ؟ ، ومن أول من يجوزه ومن آخر من يعبره ؟ ذلك مانستكمله في اللقاء القادم إن شاء الله
الدعاء