خطبة حول (سُئل فأجاب) مختصرة
مايو 19, 2021خطبة عن ( يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ )
مايو 19, 2021الخطبة الأولى (سُئل رسولُ الله فأجاب) مختصرة 1
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين : (قَالَ صلى الله عليه وسلم لأصحابه :« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ ،فَوَاللَّهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ ،مَا دُمْتُ في مَقَامِي هَذَا »
إخوة الإسلام
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركوا أهمية العلم ،ولذلك ،فقد سعوا في تلقي العلم بوسائل متعددة ، ومنها: السؤال؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمَ أُنزلت، وأين أنزلت، وإن ربي وَهَبَ لي قلبًا عقولًا ولسانًا سؤولًا ” [الأصبهاني في الحلية]، وسُئِل ابن عباس رضي الله عنهما: “بِمَ أدركتَ العلم؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول”؛ [رواه أحمد في فضائل الصحابة].والصحابة رضي الله عنهم، كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسئلةً تدُلُّ على عمق علمهم، وشدَّة تعلُّق نفوسهم بالآخرة، فإن من يسأل عن شيءٍ، فإنما يسأل عما يهتمُّ به؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه: “ما رأيتُ قومًا كانوا خيرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما كانوا يسألون إلَّا عمَّا ينفعهم”؛ [أخرجه الدارمي]. ومن يتدبُّر أحوال الصحابة رضي الله عنهم، يطَّلَع على عِظَمِ اجتهادهم في طلب النجاة، وحرصهم على بلوغ الدرجات العالية، فهذا يسأله عن أركان الدين، وهذا يسأله عن عمل يُقرِّبُهُ من الجنة ويُبعِدُه عن النار، وهذا يسأل عن العمل الذي إذا عمله أحبَّه الله، وأحبَّه الناس، وهذا يقول: يا رسول الله أوصني، وهذا يقول: يا رسول الله: قُل لي قولًا لا أسأل عنه أحدا غيرك، وهذا يسأل عن الأعمال التي تُدخِل الجنة.. إلى غير ذلك،
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على السؤال والتعلم ،ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يحذرهم من كثرة السؤال عن الأمور التافهة التي لا تزيد علما ،ولا تزيل جهلا، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري 🙁عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – اسْتِهْزَاءً ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مَنْ أَبِى وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ أَيْنَ نَاقَتِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا)
واليوم إن شاء الله نتناول بعضا من أسئلة الصحابة رضي الله عنهم لرسل الله صلى الله عليه وسلم ،ونستمع إلى إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها : فقد سأل الصحابة عن الأعمال التي تُدخِلهم الجنة، وتُباعِدهم من النار : (فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ « لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ». قَالَ ثُمَّ تَلاَ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ) ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ». قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ : « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ » رواه الترمذي،
وهذا صحابي آخر يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحبِّ الأعمال إلى الله: (فعن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ :« الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» . قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» .قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) رواه البخاري ،وهذا صحابي آخر يسأل عن خير خصال الإسلام: (فعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» متفق عليه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( سُئل رسولُ الله فأجاب ) 1مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زال حديثنا موصولا عن الصحابة يسألون ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب ،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ قَالَ «تُطْعِمُ الطَّعَامَ ،وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ، وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه ،وصحابي يسأل عن أفضل الأعمال والعبادات: (فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ «إِيمَانٌ بِاللَّهِ ». قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ «حَجٌّ مَبْرُورٌ» متفق عليه ، وصحابي آخر يسأل عن خير الناس وأفضلهم 🙁فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ « رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ» قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ «مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ» متفق عليه. ،وصحابي يسأل عن أكبر الذنوب وأعظمها عند الله؟ : (فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ» .قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ ، قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ «وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» .قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» متفق عليه، وهذا صحابي يسأل عن شيءٍ ينتفعُ به: (قَالَ أَبُو بَرْزَةَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ «اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ» رواه مسلم. ،فدلَّ الحديث على فضل إزالة الأذى عن الطريق، وقد وردت أحاديث في فضل ذلك: (فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِى النَّاسَ» رواه مسلم.
ونستكمل بعض أسئلة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم في لقاء قادم إن شاء الله تعالى ،
الدعاء