خطبة عن (خطبة النساء) مختصرة
أغسطس 23, 2021خطبة عن قوله تعالى ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ) مختصرة
أغسطس 23, 2021الخطبة الأولى (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَا) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام أحمد، (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ ثَلاَثاً إِلاَّ قَالَتِ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. وَلاَ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ مُسْتَجِيرٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِلاَّ قَالَتِ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ »
إخوة الإسلام
في هذا الحديث يدعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن نسأل الله الجنة ، وأن نتعوذ به من النار ،والله سبحانه وتعالى يحب أن يسأل ،ويغضب إذا لم يسأل، فأحب خلقه إليه أكثرهم له سؤالا ،فهو يحب الملحين في الدعاء ،وكلما ألح العبد عليه في السؤال ،أحبه وقربه وأعطاه ،وفي سنن ابن ماجه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِرَجُلٍ :« مَا تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ ». قَالَ أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. قَالَ « حَوْلَهُمَا نُدَنْدِنُ ».فالفوز بجنة الفردوس هي هدفنا جميعاً ، وندندن حولها في كلّ عباداتنا، وفي كتابه العزيز أخبرنا الله تعالى بأن أعظم الفوز هو دخول الجنة والنجاة من النار، فقد قال الله تعالى : {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:185]، فينبغي ألا يغيب عن ذهن المؤمن سؤال الله الجنة ، والاستعاذة به من النار ؛ ولذلك كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسأل اللهَ الجنة، ويستجير به من النار، وفي سنن ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: «..اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ..». وكل أنواع الدعاء تهدف في النهاية إلى دخول الجنة، والاستعاذة من النار، وكما أن الشارع الحكيم شرع لنا سؤال اللَّه تعالى الجنة ، فقد حثّنا على سؤال أعلاها، وهي الفردوس الأعلى, ففي صحيح البخاري : ( قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : (..فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ » ومن المستحب في الدعاء : أن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه بين يدي حاجته ، ثم يسأل حاجته ،ففي سنن الترمذي: أن (فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ سَمِعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « عَجِلَ هَذَا ». ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ « إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ » وفي الصحيحين واللفظ للبخاري : (أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ – رضى الله عنه – قَالَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي . قَالَ « قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِى ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَا)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثنا ورغبنا وأرشدنا إلى سؤال الجنة ،والتعوذ من النار ،فقد رغبنا أيضا في الأعمال الصالحة التي تقرب العبد المسلم من الجنة ، وتباعده عن النار، ومن هذه الأعمال التي تستعين بها في طريقك إلى الجنة: الإيمان الصادق ،وعدم الشرك بالله قال صلى الله عليه وسلم :« مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ » [رواه البخاري ]وقال صلى الله عليه وسلم : « مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا » [ رواه البخاري ]وقال صلى الله عليه وسلم : « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا – يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ ، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ »[ البخاري ومسلم ] وفي البخاري : (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ » وفي صحيح مسلم : (رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِىَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ »وقال صلى الله عليه وسلم 🙁وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [ رواه مسلم ] وفي صحيح مسلم : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِى النَّاسَ ».وفي الصحيحين 🙁أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ » وروى البخاري : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِى خَرَجَ مِنْهُ ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ » وفي سنن الترمذي : (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً »
الدعاء