خطبة عن ( أهل مدين قوم شعيب ينقُصُون الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ)
أبريل 16, 2016خطبة عن قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
أبريل 17, 2016الخطبة الأولى ( نبي الله شعيب عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف 111، ، وقال الله تعالى : ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (176 ): (183) الشعراء
أيها المسلمون
قص الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه الكريم قصص الأنبياء ، وسيرة المرسلين ، لنستخلص منها الدروس ، ولنستلهم منها العبر ، ولنتفكر في أمرهم ، ونقتدي بأفعالهم وأقوالهم ، فالعاقل من وعظ بغيره واليوم إن شاء الله ، نعيش لحظات طيبة ،مع قصة نبي الله شعيب عليه السلام ،قال تعالى : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) الاعراف 85، وقال تعالى ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (36) العنكبوت ،وقال تعالى (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) الشعراء ، أما عن نسبه فقيل هو شعيب ابن ميكيل بن يشجن ، ويقال هو شعيب بن يشخر بن لاوى ابن يعقوب ،ويقال شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين بن إبراهيم ،ويقال شعيب بن صيفر ابن عيفا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم ،وقد كان بعض السلف يسمى شعيبا ” خطيب الأنبياء ” ويعنى لفصاحته وعلو عبارته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته ، وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر شعيبا ،قال : [ ذاك خطيب الأنبياء ] ،وقد أرسل الله شعيبا إلى أهل مدين ، ومدين هي قريبة من أرض معان من أطراف الشام مما يلي ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط ، وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها ،وكانوا من أسوأ الناس معاملة يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيها ويأخذون بالزائد و يدفعون بالناقص ،فبعث الله فيهم رجلا منهم ، وهو رسول الله شعيب عليه السلام ،فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهاهم عن تعاطي هذه الأفاعيل القبيحة ، من بخس الناس أشياءهم ، وإخافتهم لهم في سبلهم وطرقاتهم ، فآمن به بعضهم ، وكفر أكثرهم ، حتى أحل الله بهم البأس الشديد ، قال تعالى : ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) الشعراء ، وقال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ( 85) :(86) الاعراف
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( سيدنا شعيب عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد برز في قصة شعيب أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط، بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس.. فلما أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين. فقال لهم شعيب (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُه) ، وهي نفس الدعوة التي يدعو إليها كل نبي.. لا تختلف من نبي إلى آخر.. لا تتبدل ولا تتردد. فهي أساس العقيدة.. وبغير هذه الأساس يستحيل أن ينهض بناء. وبعد أن دعا شعيب قومه لعبادة الله وحده ، بين لهم أيضا أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط، بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس في كل المجالات التعبدية والتعاملية ، فبدأ شعيب في توضيح الأمور الأخرى التي جاءت بها دعوته فقال : (وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ) هود 84، وهكذا بعد قضية التوحيد مباشرة.. ينتقل النبي الكريم إلى قضية المعاملات اليومية.. قضية الأمانة والعدالة. والاخلاق، والأمن. و. ونستكمل القصة في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء