خطبة حول (حُدُودُ اللهِ ) مختصرة
نوفمبر 6, 2021خطبة عن قول النبي ( أَبَا هِرٍّ : اقْعُدْ فَاشْرَبْ ، قُلْتُ : لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ،مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا )
نوفمبر 13, 2021الخطبة الأولى ( أربع من السعادة) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في صحيح ابن حبان وصححه الالباني :(عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من السعادة: المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ،والجار الصالح والمركب الْهَنِيُّ)
إخوة الإسلام
السعادة هي مطلب كل إنسان، وهي غاية كل مخلوق حي، والسعادة هي كلّ ما يُدخل البهجة والفرح على النفس، وهي شعورٌ نفسيٌ يصاحبه انشراح الصدر، ورضا النفس، وطمأنينة القلب، وراحة الضمير،
والسعادة لا تقاس بكثرة الأموال، ولكنَّها في الإيمانِ، وفي طاعةِ الدَيَّانِ، وفي هذا الأدب النبوي الكريم الذي بين أيدينا اليوم ،يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من السعادة) ؛ وأول هذه الأربع :(المرأة الصالحة): فالمرأة الصالحة خيرُ مَتاع الدنيا، ففي صحيح مسلم: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ».، وفي رواية في سنن ابن ماجة : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَلَيْسَ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ » ،فالمرأة الصالحة تُدخِل على زوجها السُرُور والبهجة، تراها فتُعجِبك، وتَغِيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك)؛ وقد وصَفَها – صلى الله عليه وسلم – بقوله: (خير النساء التي تسرُّه إذا نظر، وتُطِيعه إذا أمر، ولا تُخالِفه في نفسها ولا مالها بما يكره)؛ أخرجه أحمد والزوجة الصالحة هي أساس السعادة في البيت، والإنسان الموفق هو الذي يوفقه المولى عز وجل لاختيار الزوجة الصالحة التي تعينه على طاعة الله وتقف بجواره عند الشدائد والمحن، ففي سنن ابن ماجة : (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ « مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ »، فسعادة الإنسان تبدأ من بيته، ومن لم يسعد في بيته فلن يسعد في أي مكان، وتكتمل سعادة الزوج بالذرية الصالحة الموفقة،
أيها المسلمون
ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من أسباب السعادة أيضا: (المسكن الواسِع): فالمسكن الواسِع أبهج للنفوس ، لأنَّ في السعة راحةً نفسيَّة، كما أن الدار الواسِعَة أجمع لحاجات أصحابها. فهو كَثير المَرافِقِ يريح صاحبه ،ويسعد ضيفه، لذا يشرع للإنسان أن يسأل ربه السعة في المسكن ، لما روى الترمذي :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دعا في ليلة وقال : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي) حسنه الألباني ، فالسكن نعمة من نعم الله العظيمة التي نغفل – حقاً – عن قدرها وشكرها حق الشكر .وتأمل عظيم هذه النعمة – نعمة البيت والمسكن – في أن فيها: تُستر العورات، وتحمي من هوام الأرض ومطر السماء، وفيها الشعور بالأمن والاطمئنان ،ونقضي فيها معايشنا، ونأمن فيها على أعراضنا ، وأطفالنا وأثاثنا ومتاعنا ،وتأمل معي قول الله تعالى (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) أي : تسكن إليه أبدانكم ونفوسكم وتأنس بها، فالسكون فيه معنى الهدوء والراحة والاطمئنان وقرة العين . ومن أسباب السعادة والطمأنينة في البيت : ذكر الله تعالى ،فالشيطان حريص على أن يشارك أهل البيت في معاشهم ليمحق البركة وتقع الفتنة والخلافات ففي صحيح مسلم : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أربع من السعادة )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من أسباب السعادة أيضا: (الجار الصالح): وهو الذي يكفُّ أذاه عن جِيرانه، ويُحسِن إليهم في مَعاشِهم وآخرتهم، وفي الصحيحين: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»، وبالَغ – صلى الله عليه وسلم – في حقوق الجار ،ففي سنن البيهقي : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِى يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ ». فالجار الصالح عامل مهم في إيجاد البيت السعيد ، ولأهمية الجار الصالح فقد ندبت الشريعة الاسلامية إلى حسن اختيار الجار، وجاء في بعض الآثار ،( شؤم الدار سوء الجار) وجاء في سنن النسائي: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ ..». فالبيوت أسرار، والجار من أقرب الناس للأسرة، بل ربما قد يعيش أحداث جاره سرورا وفرحاً من خلال علاقته بجاره أو علاقة الزوجة بزوجة الجار أو علاقة الأبناء بعضهم ببعض . ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من أسباب السعادة أيضا: ( المركب الهَنِيء)، وفي رواية الحاكم (والدابَّة تكون وَطِيئة فتُلحِقك بأصحابك)، وفي زماننا هذا اختلفت المراكب فالمقصود بالمركب كل ما يُركب من الدواب : كالخيل ،والبغال ،والحمير ،والجمال ، ويدخل معهم أيضا السفن، أما اليوم فهو يشمل كل ما قام مقامه من السيارات والطائرات ونحوها من المراكب الحديثة . ولذلك يُشرع عند ركوبها أن يقول الإنسان ذكر ركوب الدابة، فعلى المسلم أن يحقق أسباب السعادة في دنياه باختياره للزوجة الصالحة والدار والواسعة والجار الصالح والمركب المريح ، وقبل ذلك كله إيمانه بالله تعالى ، والرضا بما قسم الله له ،وشكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .
الدعاء