خطبة عن ( من مصارف الزكاة ومستحقيها)
أبريل 30, 2016خطبة عن (الزكاة وأهدافها ومن تجب عليه)
أبريل 30, 2016الخطبة الأولى ( فقه الزكاة ومصارفها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (60) التوبة
إخوة الإسلام
حديثنا عن الزكاة وأحكامها ومصارفها : فمن كان عليه دين وعنده مال بلغ النصاب؛ فإن الدين لا يمنع الزكاة على الصحيح، وزكاة الدين الذي لك على الناس فيه الزكاة ، إذا كان على معترفٍ به باذلٍ له فتزكِّيه كل ما حال عليه الحول، أما إذا كان على معسرٍ أو جاحدٍ أو مماطل فلا يلزم على الصحيح زكاته، ولكن إذا قبضته فزكيته زكاة سنة واحدة على ما مضى من السنين كان ذلك أفضل. والحلي المستعمل: لا زكاة عليه في أصح قولي العلماء، أما إن كان لا يستعمل فيزكى. والمال الموصي به للميت: لا زكاة عليه، فالأوقاف على جهات عامة لا زكاة فيها، ولو كانت كثيرة وتنمى. أما عن زكاة مال الصغير والمجنون : فلا يشترط في وجوب الزكاة كون المكلف بالغاً أو عاقلاً ؛ فتجب الزكاة في مال الصغير والمجنون ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أَلا مَنْ وَلِيَ يَتِيماً لَهُ مَالٌ ، فَلْيَتَّجِرْ فِيهِ وَلا يَتْرُكْهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الصَّدَقَةُ) [رواه الترمذي، وضعفه]؛ وعن عمر قال: (ابْتَغُوا بِأَمْوَالِ اليَتَامَى ، لا تَأَكُلْهَا الصَّدَقَةُ) [رواه الدار قطنيي والبيهقي ، وصححه] . وأما من مات قبل أن يزكي ماله الذي وجبت فيه الزكاة ، أخذت من تركته قبل تقسيمها بين الورثة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (فَدَيْنُ الله أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى) [متفق عليه]. واعلموا : أن الزكاة حق الله تعالى لا تجوز المحاباة فيها لمن لا يستحقها، ولا أن يجلب الإنسان بها لنفسه نفعًا، أو يدفع بها عن نفسه شرًّا، ولا أن يقي بها ماله، أو يدفع بها عنه مذمَّة؛ بل يجب دفعها لأهلها ابتغاء مرضاة الله وثوابه. أما عن نقل الزكاة من بلد إلى بلد ، فالأصل أن الإخراج لفقراء البلد؛ لأن فقراء البلد يتطلعون إلى أغنياء البلد، ولذلك لا تنقل إلا عند الحاجة، فإذا لم يوجد فقراء، أو وجد حالات أشد وأصعب، أو ذووا قرابة في مكان آخر نقلت إليهم، وإلا فالأصل أن الزكاة تخرج في مكان المال، فإذا كان المال في هذا البلد، تخرج الزكاة في هذا البلد، ويجوز نقلها للحاجة، فبعض الناس أموالهم في مصارف في بلاد الكفر، فلا بد أن تنقل إلى المسلمين؛ لأن مواساة المسلم للمسلم في الزكاة واضحة، ولذلك لا تعطى الزكاة لكافر إلا لمصلحة الإسلام؛ كالمؤلفة قلوبهم، وهم رؤوس الناس الذين يرجى بإسلامهم إسلام من خلفهم كزعيم القبيلة، وليس أي كافر؛ لأن بعضهم ربما يقول: أعطيها لكافر عندي، سائق يخدمني، فيكون في ذلك منفعة للمعطي، ومن قواعد الزكاة: أنه لا يجوز أن ينتفع معطي الزكاة بالزكاة؛ لأنه شيء يخرج لله، فثوابه في الآخرة، لا في الدنيا، وإذا قال: أعطيه من الزكاة لأرغبه في البقاء عندي فهذه منفعة دنيوية.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من فقه الزكاة ومصارفها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد حدد الإسلام ثماني جهات تُصرف إليها الزكاة، لا يعدو أصحابُها أن يكونوا من ذوي الحاجة، أو ممن يُقدِّم منفعة للمجتمع الإسلامي. قال الله تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (التوبة: 60). وبيان هذه الجهات على النحو التالي: 1ـ الفقراء: جمع فقير، وهو من يملك مالاً دون النصاب، والنصاب: هو الحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، فهذا يحل له أن يأخذ الزكاة إن أُعطيَها، لكنه لا يحل له أن يسأل الناس ويطلب منهم أن يعطوه، وإليه أشارت الآية الكريمة في قوله تعالى : { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }. البقرة/ 273. 2ـ المساكين: جمع مسكين، وهو من لا يملك شيئاً، أو يملك شيئاً زهيداً قليلاً، وهذا يَحِلُّ له أن يسأل الناس ويطلب منهم بقدر ما يكفيه في اليوم. وهناك من العلماء من يرى العكس، وأن الفقراء أسوأ حالاً من المساكين. ونستكمل الحديث عن مصارف الزكاة إن شاء الله
الدعاء