خطبة عن (واجب الإنسان المكرم نحو ربه)
مايو 8, 2016خطبة عن (الانسان مكرم ومن صور التكريم)
مايو 8, 2016الخطبة الأولى عن ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (70) الاسراء
إخوة الإسلام
فمن مظاهر تكريم الله له أنه سن لابن آدم الاعتناء بميتهم بأن يغسلوه ويكفينه ويصلوا عليه ويواره في لحده تكريما له، قال تعالى: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) عبس 21، وجعل كسر عظم الميت ككسر عظم الحي تكريماً للمسلم وتعظيما له وإجلالا له. كما في سنن ابن ماجة وأبي داود (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ». ومن مظاهر تكريم الله له أن الله حفظه صبيا ، فسن الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، وسن العقيقة عنه، وشرع لأبيه أن يختار له اسما مناسبا، وأمر بالإنفاق عليه، وجعل ذلك واجب الآباء ،قال تعالى : (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ) البقرة 233، ومن صور التكريم لبني آدم أن حفظ الله الإنسان عند كبر سنه فأوجب على الأولاد الطاعة والإحسان والرفق به ، قال تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) الاسراء 23 ، 24، ومن صور التكريم حفظه يتيماً فأمر بإكرام اليتيم، وحفظ ماله والعناية به، وهدد الذين يهينونه، وجعل إذلال اليتيم من أخلاق المكذبين بيوم الدين، وقال لنبيه مذكرا: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) (9) الضحى، ومن مظاهر تكريم الله له أنه إذا كان فقيرا ومعوزا فأوجب في أموال الأغنياء حقا لإخوانهم المساكين وفي الحديث: ” فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ » .رواه البخاري ، ومن مظاهر تكريم الله له أنه حرم التعدي عليه بالظلم والعدوان ولو كان غير مسلم ولذا قال الله تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) المائدة 8، وقال تعالى : (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة 42، وحرم الظلم والعدوان وفي الحديث: ” وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ » رواه البخاري ، ومن مظاهر تكريم الله له أنه حفظ للمرأة حقها فأمر بإكرامها زوجةً وأماً وبنتا وأختاً مسلمة وأمر بإكرامها والصبر عليها واحتساب ذلك عند الله، ونهى عن ظلمها والتعدي عليها، فأمر باستئذانها لتلبية من خطبها ، وحرم الشغار الذي تزوجيها على أن يزوج أخت الآخر، وأمر باستئذانها في النكاح: “لاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ”، ونهى عن ظلمها والتعدي عليها، وأمر بحفظ حقوقها: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) النساء 4، ومن مظاهر تكريم الله له أن خصه بنعمة الاجتماع والتآلف وهذه من النعم التي كرَّم الله بها الإنسان إذ جعله مخلوقا يميل إلى الاجتماع والتآلف، وفي ذلك مصلحة كبيرة لتأمين عيشه وتوفير استقراره الاجتماعي والنفسي،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من صور التكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن مظاهر تكريم الله له أن وهبه نعمة العقل ، وهذه نعمة جليلة من الله عزّ وجلّ على الإنسان، فبالعقل والإحساس الواعي، والشعور اليقظ تطورت المجتمعات البشرية عن باقي الكائنات الحية في المعاملات والسلوك، وأسلوب الحياة ونمط التفكير، وما نرى من تطور هائل في العلوم والصناعات والمواصلات والتقنيات الحديثة هو نتيجة من نتائج التفكير العقلي، والعمل الجادّ الذي بذله الإنسان منذ أن أوجده الله في هذه الأرض، فلم يترك شيئا في السماء ولا في الأرض ولا في البحار إلا واستغله استغلالا عقليا من أجل رفاهيته، وسلامته وتحسين عيشه،
الدعاء