خطبة عن ( الاسلام وتكريم المرأة )
مايو 9, 2016خطبة عن ( تكريم المرأة في الإسلام )
مايو 9, 2016الخطبة الأولى ( منزلة المرأة في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : ( قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ شَىْءٌ قَالَ نَعَمْ « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ »
إخوة الإسلام
لقد كرم الاسلام المرأة وجعل النساء شقائق الرجال ، فقد كان العرب – يَئِدُون بناتهم فيحرمونهن حقَّ الحياة، فإذا بالقرآن الكريم يتنزل يُجَرِّم ويُحَرِّم ذلك الفعل؛ حيث قال الله : {وَإِذَا الْـمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:8-9]، بل وجعله النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ قَالَ « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ » . ثُمَّ قَالَ أَيُّ قَالَ « أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ » . قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ « أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ » رواه البخاري . فالأمر في الإسلام لم يقف عند الحفاظ على حقِّ المرأة في الحياة فقط، وإنما رغَّب الإسلام في الإحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ؛ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ” رواه البخاري .ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليمها ، فقال صلى الله عليه وسلم : « أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ ) رواه البخاري . وكان صلى الله عليه وسلم يجعل للنساء يومًا ليعظَهُنَّ، ويذكِّرَهُنَّ، ويأمرَهُنَّ بطاعة الله تعالى . ومن تكريم الإسلام للمرأة ، فما إن تشِبَّ البنت وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُعْطِيَها الإسلام الحقَّ في الموافقة على الخاطب أو رفضه، ولا يجوِّز إجبارها على الاقتران برجل لا تريده، وقد قال في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم : “الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا” رواه مسلم . وقال أيضًا: “لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ”. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: “أَنْ تَسْكُتَ” متفق عليه . فمن حقوق المرأة في الإسلام حق اختيار الزوج ، فليس لأحد إجبارها على الزواج ، أو على زوج لا تريده ، سواء أكانت بكرا أو ثيبا ،فعن ابن عباس “أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا” رواه مسلم ، وهذا خبر بمعنى الأمر فلا تجبر المرأة البالغ العاقل بكرا أو ثيبا على من لا تريده من الرجال. ولو أجبر الولي أب كان ، أو غيره المرأة البالغ العاقل ، بكرا كانت أو ثيبا وزوجها بغير رضها ، فلها فسخ النكاح ، ويتحمل الولي الالتزامات المالية المترتبة على فسخ النكاح ، فعن خنساء بنت خِذَام الأنصارية رضي الله عنها: “أَنَّ أَبَاهَا – رضي الله عنه – زَوَّجَهَا وَهْيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَرَدَّ نِكَاحَهُ” رواه البخاري ، فولاية الرجل على المرأة المقصود منها حفظها ، والإحسان إليها ، والنظر في مصالحها ، فإذا أساء الولي التصرف لموليته ، بعضلها من الكفؤ ، أو غير ذلك ، فتسقط ولايته ، ولو كان أبا ، ويعين القاضي وليا عليها ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها : ( فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَإِنَّ السُّلْطَانَ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ” رواه الإمام أحمد ، فليست ولايتنا على بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا ولاية مطلقة ، إنما هي منوطة بتحقيق مصالحهن ، فإذا أسأنا في ذلك ، انتقلت الولاية شرعا إلى غيرنا
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( منزلة المرأة في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة ، أن جعل لها حق إشباع غريزتها عن طريق الزواج ، فمتى ما أرادت المرأة الزواج لم تمنع ، ويجب على الزوج أن يعاشرها كما تعاشر النساء ، لعموم قوله تعالى :﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19] ، وجعل الاسلام هذه العلاقة بين الزوجين عبادة ، يؤجر عليها الزوجان كما يؤجران على الصلاة ، وسائر العبادات ، ففي حديث أبي ذر كما في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ،أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ ». ولو تبين للمرأة أن الرجل ليس لديه القدرة على الجماع ، كان هذا عيبا يحق للزوجة بسببه فسخ النكاح. وأيضا لو حلف الزوج على ترك جماعها ، أعطى مدة أربعة أشهر ليزول ما في النفس ، فإن أصر على ترك جماعها ، فلا يقر على ترك زوجته معلقة ، فيطالب بالجماع أو الطلاق إذا طلبت ذلك يقول الله تعالى : ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 226، 227].
أيها المسلمون
ومن صور تكريم الاسلام للمرأة ، أنها لمَّا تصير زوجةً يحثُّ الشرع الحنيف على حُسْن معاملتها وعشرتها؛ مبيِّنًا أن حُسْن عِشْرَة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه، ففي مسند أحمد (عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ مِنَ الْمَاءِ أُجِرَ » . ويقول صلى الله عليه وسلم مرهبًا ، كما في مسند أحمد : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ » ، ومن حقوق المرأة في الإسلام : السكن ،والنفقة من مأكل ومشرب وحوائج خاصة ومصروف ، وهذا يختلف باختلاف الزمان والمكان ، وحال المنفق ، فتجب نفقتها على أهلها إن كانت غير متزوجة ، وعلى زوجها إن كانت ذات زوج ، قال تعالى : ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]. والنساء اللاتي لا معيل لهن من الأرامل والمطلقات ، لهن حق خاص في بيت مال المسلمين ، فيجب أن يصرف لهن مخصصات مالية تكفيهن ، فلا يتركن للعوز والحاجة ، أو الركض خلف الجمعيات الخيرية ، أو صدقات المسلمين من الضمان الاجتماعي وغيره ، مما لا يكفل لهن حياة كريمة كسائر المجتمع ، فعَنْ عمرو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عمر بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، َقَالَ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ العِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ…” رواه البخاري . ونستكمل الموضوع إن شاء الله
الدعاء