خطبة عن ( فتح مكة وما تبعه من أحداث )
مايو 29, 2016خطبة عن (الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى)
مايو 29, 2016الخطبة الأولى ( ماذا بعد فتح مكة؟ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) ( 1) : (3) الفتح
إخوة الإسلام
بعد أن فتح الله تعالى لهم مكة ، جلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليْك. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أيْنَ عُثمان بن طلحة؟)). فدُعي له، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((هاك مفتاحُكَ يا عُثْمان، اليوم يوم بر ووفاء)). ورُوي أنه قال لعثمان بن طلحة: ((خذوها يا بني شيبة خالدةً تالدةً، لا يَنْزِعُها عنكم إلا ظالم)). ثم انتقل الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى خيف بني كنانة، عند منحدر الجبل المقابل للشعب. وقضى المسلمون يومهم وليلتهم يهللون، ويكبرون، ويحمدون الله، ويسبحونه، ويذكرونه، ويشكرونه على ما وهبهم من وهبهم من فتح مبين، وصاروا يتبادلون التهاني، ويكثرون من الطواف بالبيت تعبدا وشكرًا.
أيها المسلمون
وها نحن في اليوم التالي ليوم الفتح ، فقد روى ابن إسحاق، عن أبي شريح الخزاعي، أنه لما كان الغد من يوم الفتح، عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك. فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فينا خطيبًا، فحمد الله وأثنى عليه ومجده بما هو أهله، ثم قال: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَسْفِكَنَّ فِيهَا دَمًا وَلاَ يَعْضِدَنَّ فِيهَا شَجَرًا فَإِنْ تَرَخَّصَ مُتَرَخِّصٌ فَقَالَ أُحِلَّتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَإِنَّ اللَّهَ أَحَلَّهَا لِى وَلَمْ يُحِلَّهَا لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِى سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ هِىَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِنَّكُمْ مَعْشَرَ خُزَاعَةَ قَتَلْتُمْ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ هُذَيْلٍ وَإِنِّى عَاقِلُهُ فَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ إِمَّا أَنْ يَقْتُلُوا أَوْ يَأْخُذُوا الْعَقْلَ »رواه الترمذي . وعند البخاري زيادة: ((لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد)).
أيها المسلمون
ومن الأحداث والوقائع التي صاحبت فتح مكة : 1 – قالت “أم هانئ هند ابنة أبي طالب” أخت علي – رضي الله عنهما: لما نزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأعلى مكة، فرَّ إلي رجلان من أحمائي، من بني مخزوم، وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي. فدخل عليَّ عليُّ بن أبي طالب أخي، فقال: “والله لأقتلنَّهُما”. فأغلقت عليْهِما باب بيتي، ثم جئتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل من جفنة إنَّ فيها لأثر العجين، وفاطمة ابنته تستره بثوبه، فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشَّح به، ثُمَّ صلَّى ثَمانيَ ركعات من الضحى، ثم انصرف إلي، فقال: ((مرحبًا وأهلاً يا أم هانئ، ما جاء بك؟)) ، فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي فقال: ((قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت، فلا يقتلهما)). قال ابن هشام: هما الحارث بن هشام، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ماذا بعد فتح مكة؟ )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولما دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -الكعبة، ودخل معه بلال، ثم خرج الرسول، تخلَّف بلال داخل الكعبة، فدخل عبدالله بن عمر على بلال فسأله: أين صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ ولم يسأله كم صلى. فكان ابن عمر بعد ذلك إذا دخل البيت فعل كما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فصلى في المكان الذي صلَّى فيه. – وأراد “فضالة بن عمير بن الملوح الليثي” قتْلَ النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يطوف بالبيت أيَّام الفتح. فلمَّا دنا منه رسولُ الله قال له: ((أفضالة؟)) قال: نعم فضالة يا رسول الله؟. قال له: ((ماذا كنت تحدث به نفسك؟)) قال: لا شيء، كنت أذكر الله. فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم -، ثم قال له: ((استغفر الله)). ثم وضع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يده على صدر فضالة، فسكن قلبه. فكان “فضالة” يقول: والله ما رفع رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يده عن صدري، حتَّى ما من خلق الله شيء أحبّ إليَّ منه. – ولما أهدر الرسول – صلى الله عليه وسلم – دم عكرمة بن أبي جهل، فر قاصدًا اليمن، حتى وصل إليها. وكانت امرأته “أم حكيم بنت الحارث” قد أسلمت، فطلبت الأمان لزوجها عكرمة بن أبي جهل، من الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فأمنه. فلحقت به إلى اليمن، فجاءت به، فأسلم، وأقرهما على النكاح الأول. ورُوي أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لما رآه مقبلا عليه، نهض قائما وقال له: مرحبا بمن جاء مسلمًا مهاجرًا. ثم سأل الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يستغفر له مما كان منه، فاستغفر له. فكان من القادة، ومن أبطال الفتوحات الإسلامية. ونستكمل الموضوع إن شاء الله
الدعاء