خطبة عن (ما يعين على الخشوع في صلاته)
يناير 10, 2016خطبة عن (من فضائل المحافظة على صلاة الفجر في جماعة)
يناير 10, 2016
الخطبة الأولى (أسباب الخشوع في الصلاة )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (2) المؤمنون
إخوة الإسلام
هناك بعض الأمور التي يستحسن أن نتجنبها ليحدث لنا الخشوع في الصلاة .ومنها عدم الالتفات في الصلاة ففي البخاري (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ : « هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ ». ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة ليحصل لنا الخشوع. عدم رفع البصر إلى السماء؛ ففي البخاري (أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِى صَلاَتِهِمْ ». فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ : « لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ »، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة عدم افتراش الذراعين في السجود؛ ففي البخاري (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ » ، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة..عدم الصلاة في المسجد لمن أكل البصل والثوم أو الكراث؛ ففي البخاري (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً ،فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِى بَيْتِهِ ». ، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة.عدم النظر إلى ما يُلهي ويُشغل؛ ففي البخاري ايضا (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ :« اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِى جَهْمٍ وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِى جَهْمٍ ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِى آنِفًا عَنْ صَلاَتِى » ، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة عدم عبث المصلي بجوارحه، أو مكانه لغير حاجة؛ فأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّى التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قَالَ : « إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَوَاحِدَةً » ، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها في الصلاة .عدم تشبيك الأصابع، وفرقعتها في الصلاة وعدم الصلاة بحضرة الطعام؛ ففي صحيح البخاري : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ »؛ وفيه : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلاَ يَعْجَلْ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ مِنْهُ ، وَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ » ، ومنها عدم مدافعة الأخبثين [البول والغائط] في الصلاة؛ فإن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ » مسلم. ، وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال: (مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ إِقْبَالُهُ عَلَى حَاجَتِهِ حَتَّى يُقْبِلَ عَلَى صَلَاتِهِ وَقَلْبُهُ فَارِغٌ) ، ومنها عدم كف الشعر أو الثوب في الصلاة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وَلاَ أَكُفَّ ثَوْبًا وَلاَ شَعْرًا » رواه مسلم ، ونتجنب أيضا التثاؤب في الصلاة؛ فإنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ » رواه البخاري
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أسباب الخشوع في الصلاة )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون.
ونستكمل الحديث عن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها لنخشع في صلاتنا ومنها : عدم الركوع قبل أن نصل إلى الصف؛ (فعَنْ أَبِى بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ رَاكِعٌ ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ« زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلاَ تَعُدْ » البخاري. ، ومن الأمور التي يستحسن أن نتجنبها.عدم صلاة النفل عند مغالبة النوم ؛عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ » البخاري وآخر ما نختم به حديثنا في هذا الموضوع. هو نموذج لصلاة الصالحين العابدين لنقتدي بهم في صلاتنا . ، فقد سئل حاتم الأصم عن صلاته فقال ( إذا حانت الصلاة .أسبغت الوضوء. وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه. فأقعد حتى تجتمع جوارحي. ثم أقوم الى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي. والصراط تحت قدمي. والجنة عن يميني . والنار عن شمالي .وملك الوت ورائي وأظنها آخر صلاتي. ثم اقوم بين الرجاء والخوف. وأكبر تكبيرا بتحقق وأقرأ قراءة بترتل .واركع ركوعا بتواضع .واسجد سجودا بتخشع واتبعا الاخلاص .ثم لا أدري أقبلت مني أم لا )، فكونوا إخوتي من الذين قال الله فيهم : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الانبياء 90
الدعاء