خطبة عن (فرحة عيد الفطر) مختصرة
أبريل 17, 2022خطبة عن (الثبات على الإيمان والحق والطاعات)
مايو 5, 2022الخطبة الأولى (عيد الفطر) (هم الرزق)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (6) هود
إخوة الإسلام
من أسماء الله تعالى الدالة على عظمته اسمه تعالى (الرزاق) فهو سبحانه: (يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) [آل عمران:37]، وأمر الله تعالى عباده أن يمشوا في الأرض، وأن يبتغوا من رزقه، وأن يطلبوا الرزق منه سبحانه لا من غيره، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (15) الملك، وما يحصل اليوم في الأرض من مجاعات، إنما هو بسبب ذنوب العباد، وظلم بعضهم لبعض، وتسلط بعضهم على بعض، وفي ظل هذه الحروب التي تجتاح العالم اليوم، نرى ونسمع الكثير ممن يخاف من قلة المؤنة والرزق ،وأصبح الكثير مهموما بشأن الرزق ،ومن رحمة الله بعابده المؤمنين أن كفاهم ذلك الهم ،فقال الله تعالى :{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذاريات : 22) ،وأقسم الله سبحانه وتعالى على ذلك لتطمئن النفوس ،فقال الله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } (الذاريات:23). وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يزيح القلق على الأرزاق ، ففي سنن ابن ماجه: (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِىَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ». وأمام كل هذه الوعود العظيمة، فإن النفس تطمئن على رزقها، فمهما حدثت متغيرات من حولك، فإن رزقك الذي كتب لك وأنت في بطن أمك سيصلك كاملاً ففي الصحيحين : (عن عَبْد اللَّهِ قال قال رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ « إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ)، فثق تماماً أن رزقك يطلبك كما يطلبك أجلك، ففي حلية الأولياء وحسنه الألباني: (عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ، كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ» ،فلا تحمل هم الدنيا فإنها لله. ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله. ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله. فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله، لأنك لو أرضيت الله، رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك” وفي مسند الشاميين وحسنه الألباني: (عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «الرِّزق لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلبُهُ أَجَلُهُ». وفي صحيح ابن حبان : (عن بن عمر قال جاء سائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تمرة عائرة فأعطاه إياها وقال النبي صلى الله عليه وسلم خذها لو لم تأتها لأتتك)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (عيد الفطر) (هم الرزق)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي مسند الإمام أحمد وغيره: (يَقُولُ عُمَرُ بْن ُ الْخَطَّابِ إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً» ،فعليك بالتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، ولا تحمل همّ الرزق : فإن الرازق هو الله، والمطلوب منك أن تأخذ بالأسباب، أما الرزق فمسبب الأسباب هو الَّذي يأتي به، وهو أرحم بك منك، يعلم سرّك ونجواك، ويعلم ما يكنّه صدرك وما يعلنه، ويعلم ما يصلحك وما يفسدك، وهو خيبر وحكيم يعلم متى يبسط لك الرزق ومتى يقبضه، كل ذلك لحكمة قد أجهلها أنا وأنت لكن الله يعلمها، ومن أكبر ما يحرم الإنسان التوفيق في طلب الرزق معصية الله الذي بيده خزائن السموات والأرض ،قال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ) رواه الحاكم
فكن أخي بما في يدِ الله أوثق منك بما في يدك، وتوكل على الله واعلم أن رزقكَ لن يأخذه غيرُك ،وأن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. ومن أسباب زيادة الرزق الصلاة، والاستغفار ،وصلة الرحم ،والإكثارُ من الحجِ والعمرة، وعليكم بالدعاء فإنه يجمعُ للعبدِ خيري الدنيا والآخرة ، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يسأل الله الرزق الطيب فعن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا .. فالطاعات كلها سببٌ لزيادة الأرزاق والبركة فيها ، فلا تكونوا مهمومين بالأرزاق، وكونوا مهتمين بطاعة من بيده الأرزاق، فاللهم وسع أرزاقنا ،وآمنا في أوطاننا ،وكل عام وأنتم بخير ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.