خطبة عن (الاسلام هو الدِّينُ الْقَيِّمُ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (التعاون على البر والتقوى) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى ( البركة ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه :(أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ«.. فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ» ، وفي صحيح البخاري :(أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ » .
إخوة الإسلام
كثيرا ما نسمع الآباء والأجداد يقولون: (كان زمان حياتنا فيها بركة، والآن فقدنا البركة)، فما هي البركة؟ وما هي أسبابها وموانعها؟، أقول: البركة: هي الكثرة في كل خير، فالبركة ليست قاصرة على المال وحده، وإنما هناك البركة في الوقت، والبركة في العلم، والبركة في الأولاد ، والبركة في العمر، إلى غير ذلك ،فالبركة في المال زيادته وكثرته، وفي الدار اتساعها ،وفي الطعام وفرته، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم، وفي الوقت اتساعه وقضاء الحوائج فيه، وفي الصحة تمامها وكمالها، وفي العلم كثرته وفائدته، فالبركة هي جوامع الخير، وكثرة النعم، وليست العبرة في ذلك بما تملك من كثرة ،وإنما القليل من كل ذلك مع البركة من الله ترى الأعاجيب، وإذا سلبت البركة من كل ذلك ، تبخر كل ذلك ،ومما ينبغي التسليم به بداية :هو أن البركة من الله تعالى ،شأنها شأن الرزق ،والهداية ، ونحو ذلك ،يمنحها الله ويسلبها وفق مشيئته وإرادته، ولا يمنع ذلك أن يكون لها أسبابها، يقول الله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الأعراف: 96 وقد جاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله قال) رأيْتُني مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقدْ حَضَرَتِ العَصْرُ، وليس معَنا ماءٌ غيرَ فَضلَةٍ، فجُعِلَ في إناءٍ فأُتيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهِ، فأدْخَلَ يدَهُ فيه وفَرَّجَ أصابِعَهُ، ثم قال : (حيَّ علَى أهلِ الوضوءِ، البَرَكَةُ مِن اللَّهِ) .فلقدْ رأيتُ الماءَ يَتَفَجَّرُ مِن بينِ أصابعِهِ، فتَوَضَّأ الناسُ وشَرِبوا، فجَعَلْتُ لا آلُو ما جَعَلتُ في بطْني منه، فعَلِمتُ أنَّه بَرَكَةٌ. قلتُ لجابرٍ: كَم كُنتُم يومَئِذٍ ؟ قال: ألْفًا وأربَعمِائةٍ” فالبركة نعمةٌ من نِعَم الوهاب، ونفحة من الواسع العليم، والكيِّس الفطِنُ هو الذي يلتمسها من المولى الكريم، ويدخل بالْتماسه على ربه من الأبواب التي رضِيها وشرَعها، فالبركة كلها لله تعالى ومنه، وهو المبارِك جل وعز ،بيده الخير كله ،والبركة كلها له، وهو سبحانه يختص بعض خلقه بما يشاء من الخير والفضل والبركة
أيها المسلمون
ولحصول البركة أسباب شرعية، فمن أسباب البركة: أولا: تقوى الله -عز وجل- والتوكل عليه: يقول الله -عز وجل-: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ الطلاق: 2، 3 ، ومن أسباب البركة: الاستغفار قال تعالى :﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح:10 -12]، ومن أسباب البركة: الدعاء بالبركة: فمما لا شك فيه أن الدعاءَ هو أقرب الأسباب لنيل ما عند المولى -عز وجل- من الخير، فمن دعا اللهَ -تعالى- بالبركة فاستجاب الله دعاءه، فإنه يحصِّل البركةَ من أقرب طُرقها؛ ومن أسباب البركة: طلب الرزق الحلال، والتعفف عن الحرام وعن الشبهات فإنه إن سار على منهج الله، فإن البركةَ ستحُلُّ في كسبه ورزقه وحياته كلها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( البركة وأسبابها )
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسباب حصول البركة: البر والصلة وحسن المعاملة مع الخَلْق: ففي الصحيحين (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: “إن حُسْنَ الخُلق، وحسن الجوار، وصلة الرحم – تعمُر الدارَ، وتَزيد في الأعمار”، ومن أسباب البركة: حسن تنظيم الوقت واغتنامه: فالوقت هو رأس مال المسلم، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمَّته بالبركة في بكورها؛ فعليكم بالتبكير إلى العمل ففي سنن الترمذي(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا».
ومن أسباب البركة: الجود والكرم :ففي الصحيحين: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِى الاِثْنَيْنِ وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِى الأَرْبَعَةَ». وفي مسند أحمد وغيره :(أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِنَّا نَأْكُلُ وَمَا نَشْبَعُ. قَالَ «فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُفْتَرِقِينَ اجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُروا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ». وأما عن موانع البركة، فمنها: حب الدنيا وكراهية الموت، وكثرة المعاصي يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم :(وإن العبدَ ليُحرَم الرزقَ بالذنبِ يُصيبه)؛ رواه الحاكم ،ومن موانع البركة : الغش والخداع، ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم (الحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلبركة).ومن موانع البركة: التعامل بالربا، قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ البقرة:276.
الدعاء