خطبة عن (محبوبات الرحمن) 2 مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (مفهوم النعمة والنقمة) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى ( محبوبات الرحمن )1مختصرة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ،ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ»، وفي صحيح الجامع للألباني : (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، و أَشرافَها ،ويَكرَهُ سَفْسافَها)
إخوة الإسلام
لقد أَرْشَدَنا الله تعالى ،ورسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ما يحبه الله ورسوله من الأقوالِ والأفعالِ، والأحوال ،والأخلاق، والصفات والمعاملات، والعبد إذا أحب ربه صادقاً في محبته ، سعى إلى تحقيق ما يحبه الله تبارك وتعالى ،فنظر في الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى فقام بفعلها، ونظر في الأخلاق التي يحبها الله فتخلق بها ،ونظر أي الأشخاص الذين يحبهم الله عز وجل فقام معهم، ونظر أي الأماكن التي يحبها الله فيأتيها، وأي الأزمان التي يحبها الله فيحرص على فعل الطاعات فيها، وهكذا يدور العبد المؤمن المحب مع محبوبات ربه ،وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الأخلاق التي يحبها ،ورغبنا في التخلق بها، فيقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (195) البقرة ، وقال الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222) البقرة، وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (159) آل عمران ،وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (42) المائدة، وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (4) التوبة، وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) (4) الصف، وفي السنة المطهرة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ »، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ)، وفي صحيح مسلم:« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِيَّ ». وفي سنن الترمذي: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ». ،وفيه أيضا : «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ)، وفيه :« إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ »، وفيه :{ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ } وفي سنن ابن ماجه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ » ،وفيه :« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ »، وفي مسند أحمد: « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ ». والمفتن هو الممتحن الذي يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، وفيه :« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ»، والله تعالى يحب العبد المتفاني في طاعته والمتقرب اليه في الخفاء، ففي مسند البزار قال صلى الله عليه وسلم: (يُحِبُّ اللَّهُ : رَجُلا كَانَ فِي قَوْمٍ ،فَأَتَاهُمْ سَائِلٌ يَسْأَلُهُمْ بِوَجْهِ اللهِ لاَ يَسْأَلُهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَيُخَلُّوا عَنْهُ، وَخَلَّفَ بِأَعْقَابِهِمْ حَيْثُ لاَ يَرَاهُ إِلاَّ اللَّهُ وَمَنْ أَعْطَاهُ ، وَيُحِبُّ رَجُلا كَانَ فِي كَتِيبَةٍ ، فَانْكَشَفَتْ وَكَرَّ يُقَاتِلُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ أَوْ يُقْتَلَ ، وَيُحِبُّ رَجُلًا كَانَ فِي قَوْمٍ ، فَأَدْلَجُوا فَطَالَتْ دَلْجَتُهُمْ ثُمَّ نَزَلُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَالنَّوْمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِمَّا يَعْدِلُ بِهِ ، فَنَامُوا وَقَامَ يَتْلُو آيَاتِي وَيَتَمَلَّقُنِي)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (محبوبات الرحمن)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
مازال حديثنا موصولا عن محبوبات الرحمن: ففي سنن أبي داود : قال صلى الله عليه وسلم {مَنْ اسْتَجَارَ بِاَللَّهِ فَأَجِيرُوهُ وَمَنْ أَتَى إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ وَفِي رِوَايَةٍ : ( فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ }، وفي مسند أحمد : ( قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ « الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ». ومن محبوبات الله تعالى : أن الله تعالى يحب الفرائض، وتليها النوافل، فقد روى البخاري في صحيحه : (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا)، ومن محبوبات الله تعالى من الأعمال: ما رُوي في الصحيحين :(عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ :« الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا » . قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » .قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »، وفي الصحيحين : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ « إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ » . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » . قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « حَجٌّ مَبْرُورٌ »، ومن محبوبات الله تعالى: الزهد في الدنيا : ففي سنن ابن ماجه وغيره : (أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِى النَّاسِ يُحِبُّوكَ». ومن محبوبات الله تعالى :الاكثار من ذكره تعالى : فقد روى الترمذي في سننه : (أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَىَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ».وفيه (قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ». قَالُوا بَلَى. قَالَ « ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ». وفي الصحيحين : (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ ،سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ » ونستكمل الموضوع إن شاء الله ،
الدعاء