خطبة عن (نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (وصية إبراهيم لأمة محمد) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه 🙁عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
إخوة الإسلام
في رحلة السراء والمعراج عبَّر نبي الله إبراهيم خليل الرحمن عن حبه لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، وبين أنه حريص على أن تكون هذه الأمة أفضل الامم في جنات النعيم، فبيَّن لهم حقيقة الجنة والنعيم الذي فيها، فأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، فليحرصوا على هذه الدار، دار النعيم المقيم؛ فإن النعيم كل النعيم فيها، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20]. فالجنة طيبة التربة ،وذلك لأن تربتها الزعفران والمسك، فليست هي كتربة الأرض، ولكنها تربة كريمة الطيب والنقاء، وهي عذبة الماء ، فليس ماءها آسنًا، ولا مالحًا، بل إنه الماء يتدفق منه النعيم في كل نظرة إليه ،وهو يتدفق بين أنحاء الجنة، ومن تحت قصور أهلها، وفي سنن الترمذي:(عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ وَبَحْرَ الْعَسَلِ وَبَحْرَ اللَّبَنِ وَبَحْرَ الْخَمْرِ ثُمَّ تُشَقَّقُ الأَنْهَارُ بَعْدُ ». وفي مسند أحمد 🙁عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ « هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ تُرَابُهُ الْمِسْكُ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ ». قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ. فَقَالَ « أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا ».
أيها المسلمون
(يَا مُحَمَّدُ: أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّى السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ». هكذا أَخْبِرْ نبي الله ابراهيم أن الجنة طيبة التربة، وعذبة الماء، وأنها قيعان؛ قال العلماء: “قيعان: جمع قاع، والقاع هو المكان الفسيح الذي لا شجر فيه ولا نبت ولا بناء”، ثم قالوا: إن هذه القيعان بحاجة للبناء، وبحاجة لأن تُزرَع ،وأن يُغرَسَ فيها ، وغراس الجنة ليس كما في الدنيا ، ولكنه بهذه الكلمات الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فما يقول المؤمن من كلمة منها، إلا غُرِس له بها في جنته شجرة، فليَستكثر كل امرئ أو يَستقل. وقيل :إن الملائكة تَبني دُور أهل الجنة بحسب ما يكون من الذكر والعمل الصالح لأهلها في الدنيا، فإذا ذكروا الله نَشِطوا في البناء، وإذا توقف أهلُ العمل توقَّفت الملائكة عن البناء، وهذا سرُّ تفاوُتِ أهل الجنة في منازلهم ودُورهم في جنات النعيم، ففي الصحيحين 🙁عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَيُونَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ « بَلَى وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ ،رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ »،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وصية إبراهيم لأمة محمد )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ. قَالَ «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ،فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ»، ولذلك فالناس يتفاوتون في جنات النعيم. وكان أهل الفردوس الأعلى – الذي سقفه عرش الرحمن جل وعلا – هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، هكذا بشَّر وأخبر نبي الرحمن وخليله إبراهيم، ونقل وبشَّر وحث خليل الرحمن ونبيه محمدا عليه الصلاة والسلام، فليستقل كل امرئ أو ليستكثر، فهذا هو ميدان العمل ،وهذا وقت الغراس، فقد أفلح وأنجح من عَرَشَ جنَّته وبناها، وقد خسِر مَن تَرَك هذا العمل؛ ليرجع بالكرَّة الخاسرة ،فالله تعالى امتنَّ على الجميع ابتداءً بأن أدخلهم الجنة وأعطاهم ملكًا عظيمًا، ثم هم يتفاوتون في منازلهم ،ومقدار ملكهم بحسب تفاوتهم في عملهم في الدنيا، فإن الله جل وعلا بحكمته وعدله، يجعل للعاملين من المنازل ما ليس للمقصرين، وإن دخلوا الجنة، فتكون هذه المواضع الخالية، لأجل أن يَبنِيَها أهلها بحسب أعمالهم، فهم يتفاوتون في ذلك، نعم (وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
الدعاء