خطبة عن (من معجزات الرسول: امرأة رأت عجبا وكانت سببا )
يناير 14, 2023خطبة عن (كيف تكون وليا لله؟)
يناير 16, 2023الخطبة الأولى ( احذر اللهو الباطل )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام أحمدُ والترمذي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل ما يلهو به الرجل المسلم باطلٌ، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهنَّ مِن الحق»، وفي سنن البيهقي وصححه الألباني: (عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَيِّنِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَرْتَمِيَانِ فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ أَجَلَسْتَ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ سَهْوٌ وَلَهْوٌ إِلاَّ أَرْبَعًا مَشْيَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسُهُ وَتَعَلُّمَهُ السِّبَاحَةَ وَمُلاَعَبَتَهُ أَهْلَهُ». وفيه أيضا: (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- :«ارْمُوا وَارْكَبُوا وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَىَّ مَنْ أَنْ تَرْكَبُوا وَكُلُّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ إِلاَّ رَمْيَ الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ أَوْ تَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ أَوْ مُلاَعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ)
إخوة الإسلام
إن عُمر الإنسانِ هو رَصيدُه في هذه الحَياةِ الدنيا؛ وسوفَ يُسألُ عن عمره بين يَدَيِ اللهِ تعالى؛ ففي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ..»، فكان لِزامًا على الإنسانِ أنْ يُحسِنَ تَنظيمَ وَقْتِه؛ حتى لا يَضيعَ عمره منه فيما لا حاجَةَ فيه، فيَخرُجُ من هذه الدُّنيا مُحمَّلًا بالذُّنوبِ والخَطايا. والمسلم مأمور بفعل الواجبات قدر استطاعته، وترك جميع المحرمات؛ فإن فعل ذلك فقد أفلح، وإن لم يستكثر من نوافل الطاعات. فعَنْ جَابِرٍ: ” أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: (نَعَمْ) قَالَ: وَاللهِ! لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا ” رواه مسلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله تعالى): ” ومحبة النفوس للباطل نقص، لكن ليس كل الخلق مأمورين بالكمال، ولا يمكن ذلك فيهم، فإذا فعلوا ما به يدخلون الجنة، لم يحرم عليهم ما لا يمنعهم من دخولها ” وقال أيضا :” فإن الله سبحانه لا يعاقب على ما أباح، وإنما يعاقب على ترك مأمور وفعل محذور ” “مجموع الفتاوى” ،
وبناء على هذا؛ فإن المسلم في وقت فراغه من دراسته أو عمله؛ إذا شغله بالمباحات، من غير تضييع لواجب، أو ارتكاب لمحرم؛ فإنه ينظر: إن كانت هذه المباحات مما لها نفع معتبر في الدنيا؛ فهذه محمودة، وإذا أحسن النية فيها أثيب عليها؛ كأن يمارس شيئا من الرياضة المباحة، أو ينام لأجل الراحة، أو يشاهد شيئا نافعا لا محرم فيه، أو يتمشى للنزهة، أو يزور صديقا أو قريبا حتى يجم نفسه ويرجع إلى دراسته أو عمله نشيطا، وإنما ذم العلماء من اشتغل بمباح لا نفع فيه، قال الشاطبي رحمه الله تعالى: ” وكذلك اللهو واللعب، والفراغ من كل شغل، إذا لم يكن في محظور، ولا يلزم عنه محظور: فهو مباح، ولكنه مذموم، ولم يرضه العلماء، بل كانوا يكرهون أن لا يُرى الرجل في إصلاح معاش، ولا في إصلاح معاد؛ لأنه قطع زمان، فيما لا يترتب عليه فائدة دنيوية ولا أخروية، وهذا الذم ليس على سبيل التحريم، وإنما هو إرشاد للمسلم لما ينبغي أن يكون عليه، من الانشغال بمعالي الأمور، والبعد عن سفاسفها. فلا يحرم شيء من الألعاب إلا ما قام عليه دليل، وهذا متأكد بقاعدة: أن الأصل في الأشياء الحل والاباحة، إذا لم يشتمل على محرم، ولم يؤد إليه. فنرى بعض الطلاب يسرفون في اللهو واللعب إلى حد التقصير في المذاكرة، وما يتبعه من ارتكاب الغش للتخلص من النتائج المتدنية ،أو إغضاب الوالدين وعقوقهما بترك المذاكرة. ونرى بعض الموظفين يسرفون في اللهو واللعب إلى وقت متأخر، ثم في الصباح يذهب إلى عمله في حالة خمول ، فيقصر في أداء واجباته المكلف بها، فهذا كله منهي عنه. والأولى بالمسلم أن يشغل نفسه بالمباح النافع، وأن يغتنم عمره فيما ينفعه في أمره دينه ودنياه، وليكن لهوه ومرحه ولعبه عونا له على الحق الذي يسعى في طلبه.
أيها المسلمون
وفي هذا الحَديثِ النبوي الكريم الذي تصدرت به هذه الخطبة: يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم : “كُلُّ شَيءٍ ليس من ذِكرِ اللهِ فهو لَهْوٌ”، أي: كُلُّ وَقتٍ يَضيعُ ليس فيه ذِكرُ اللهِ تَعالى: سواءٌ بصَلاةٍ مَفْروضَةٍ، أو تَطوُّعٍ أو أذْكارٍ مُوظَّفَةٍ أو غيرِ ذلك، فهو مَذْمومٌ، إلَّا حالاتٌ مُعيَّنةٌ لا يَدخُلُها الذَّمُّ، وهي: “أربَعُ خِصالٍ”، هذه الأربَعُ خِصالٍ، إذا فَعَلَها الإنسانُ لا يُذَمُّ على فِعلِها، ولا يَلحَقُه إثمٌ لتَضييعِ الوَقْتِ والعُمرِ فيها، “مَشْيُ الرَّجُلِ بين الغَرَضينِ – المرمي-“، والغَرَضُ هو الَهَدفُ، وهو ما يُرْمى فيه، والمَشْيُ بين الهَدَفينِ هو للرَّمْيِ، وهو لتَحْصيلِ القُوَّةِ على العَدُوِّ، “وتأديبُه فَرَسَه”، أي: تَهيِئَتُه وإعدادُه، وتَدْريبُه وتَعليمُه لمَهاراتِ القِتالِ والجَرْيِ والمُسابَقَةِ وغيرِ ذلك، وهذا الاستِعْدادُ يكونُ للعَدُوِّ في العادَةِ، “ومُلاعَبَتُه أهلَه”، وهو ما يكونُ بين الرَّجُلِ وأهلِه من العِشرَةِ الزَّوجيَّةِ بالمَعروفِ والمُلاطَفَةِ بالمُؤانَسَةِ والتَّودُّدِ، وربَّما عرَّض بها عن الجِماعِ ومُقدِّمَتِه، “وتَعلُّمُه السِّباحَةَ”، أي: لتَحْصيلِ الصِّحَّةِ والقُوَّةِ بتَعَلُّمِ العَومِ في الماءِ؛
فهذه الملاهي وما كان في مَعناها وصَفَها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنَّها حَقٌّ، وما عداها فباطِلٌ، ومعنى باطِلٍ: أنَّه لا خَيرَ فيه، ولا نَفْعَ منه، ولا يُؤجَر عليه، ولكن لا يلحقه إثمٌ، فليس كل لعبٍ محرمًا. قال الإمام ابن تيميَّة في ”الاستقامة”: ”والباطل مِن الأعمال هو ما ليس فيه منفعة، فهذا يرخص فيه للنفوس التي لا تصبر على ما ينفع، وهذا الحق في القدر الذي يحتاج إليه في الأوقات التي تقتضي ذلك الأعياد والأعراس وقدوم الغائب ونحو ذلك…”، فعلى الإنسانِ ألَّا يَلْهُوَ فيما لا يَنفَعُ. حتى لا يفني عمره فيما لا فائدة منه، فكل لهو يلهو به الإنسان في أي زمان ومكان؛ فهو لغوٌ باطل لا أجر له، هذا إن نجا من الإثم. والإثم قد يأتي من ذات النَّوع الذى يلعب به وقد يأتي مما يحيط بنوع اللعب الذى يلعب به؛
أيها المسلمون
إن اللهو واللعب من الباطل، ومعنى الباطل الذي لا فائِدةَ فيه ولا نَتيجةَ منه، ولا جِدِّيَّة فيه، فهو خالٍ من النَّفْع أو المعنى، وغيرُ مُثْمِرٍ، وغيرُ مُجْدٍ ،عديمُ القِيمة، لا يستحِقُّ التَّوقُّفَ عليه، نعم يجوز اللعب بما قد يكون فيه مصلحة بلا مضرة، ولكن كل ما أفضى كثيراً إلى محرم حرمه الشارع ,وإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة كان سبباً للشر والفساد، وما ألهى وشغل عن ما أمر الله به فهو منهي عنه ،وإن لم يحرم جنسه كالبيع والتجارة، ويرخص للصغار ما لا يرخص للكبار، والمباح إذا استكثر منه الإنسان أضره ولم ينفعه، فهذا الماء والطعام مباحان، فإن استكثر منهما الإنسان عن حد الحاجة وزاد، تضرر، وقد يهلك ويموت كالبهيمة التي تأكل حتى تموت. فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بالملاهي الضارة، سواء كانت محرمة أو غير محرمة، ليلفت نظرنا إلى أنه ينبغي على المسلم أن يترفع عن كل ما هو ضار عليه في بدنه، أو روحه، أو عقله، أو ماله، أو عرضه، أو ذريته. ولو لم يكن محرما. وذلك لأن الحياة تقوم على ساق الجد، فمن يعمل يغنم، ومن يهمل يغرم، وكل الدواب والطير تعرف أهمية الجد والسعي والعمل؛ لذلك تمضي وقتها كله: إما في الاستعداد للعمل، أو في الشروع فيه. ووقت لهوها هو وقت عملها، فهي لا تلهو من أجل اللهو، بل من أجل ترويض نفسها على أسباب الحياة، وعلى هذا القانون سارت، وبها عاشت ما قدر الله لها. وهي غير مكلفة، والإنسان مكلف بالعبادة والعمارة، فالحكمة تلزمه السعي والجد، لا أن يستبدل اللهو الباطل به، كالذي استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. فانظروا في ملاهي الصغار والكبار، النساء والرجال، فأين منها اللهو الحق؟. فالأمة التي لا تتخذ من الجد شعارا لها أمة، لا تجد مكانا لها ببين الأمم المتقدمة، فالأمم المتقدمة ما تقدمت إلا لأن أبناءها عملوا وجدوا لأجل العمل والإتقان، والأمم النامية تحتاج إلى رفع شعار: ” الجد والعمل من أجل التقدم”. فالشباب مستغرقون في الألعاب الرياضية والإلكترونية.. والفتيات مستغرقات في الموضة والأزياء.. والكبار في الشطرنج والنرد والورق ،والمجتمع يلهث وراء المهرجانات والملاهي العامة.. والتجار يسعون في توفير تلك الملاهي بشتى أنواعها دون اعتبار لما ينبغي. وتصرف الأموال الطائلة والدعايات الكثيرة، ويتعاظم الضغط الاجتماعي على الفقراء، وميسوري الحال والمستورين، الذين يعانون الأمرين من قلة ذات اليد، ومن تطلع وطمع الأولاد والأزواج في التمتع بالملاهي ،فمن المؤلم أن تكون القاعدة في أمة لا تملك أسباب القوة والتقدم: اتخاذ الملاهي، واختراع الطرق العابثة؛ لتفريغ الجهد والطاقات الناهضة والطموحة. فالشباب مرحلة هامة، ذات طاقة هائلة، تحتاج إلى توجيه وعناية، فمن الخطأ أن ينخرط المجتمع بأسره في الملاهي، وأن يصبح همه الأول في الإجازات وأوقات الفراغ هدر الوقت والمال فيما لا يعود بالنفع الحقيقي عليه. ولو أن تلك الأموال الطائلة التي تصرف في الملاهي، سواء كان من منشئيها من التجار، أو من مرتاديها من الناس صرفت في: توظيف العاطلين في عمل جاد.. وفي رفع الكفاءة العلمية لدى الأفراد. وفي إجراء البحوث التي تمس حاجة المجتمع الحقيقية.. وفي إطعام الفقراء وسد خلتهم، وسد كافة أوجه الخلل الذي يعاني منه المجتمع، لكان أحرى وأجدى وأنفع.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( احذر اللهو الباطل )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن من أهداف أعداء الأمة الإسلامية: إغراق مجتمعاتها في اللهو، يقول البروتوكول الصهيوني الثالث عشر: “ولكي نبعد الجماهير من الأمم غير اليهودية عن أن تكشف بأنفسها عن أي خطة عمل جديد لنا، سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي والألعاب”.
وقد أغرقت هذه الأمم في تلك الملاهي، فهذه أحداث كأس العالم أشغلت العالم أجمع، بما لا يزيد دخل فرد ولا فلسا واحدا، ولا يقوي اقتصاد بلد فقير، ولا يرد حقا إلى مظلوم، ولا يعطي علما، مجرد تسلية، مدرة للأموال الهائلة في جيوب المنتفعين من الرأسماليين، من جيوب الفقراء؛ الذين ربما أنفقوا مدخراتهم كلها من أجل كأس العالم ، لقد هزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، ووقعت في أسر الغرب، لكنها لم تستسلم، بل علمت شعبها الجد والعمل، فما زالت تعمل حتى هزمت الغرب في ميادين العلم والاقتصاد، فصارت شبحا ضخما يخيف الأعداء، لكن كثيرا من الدول الإسلامية لم تستفد من التجربة؛ لم تأخذ بمبدأ العمل لأجل التقدم، بل العمل لأجل الترويح والتلهي. فهذه الدنيا ميدان فسيح للمغالبة لا تنتهي إلا بانتهائها، والغالب فيها صاحب القوة، وصاحب القوة والكلمة اليوم هو: صاحب الاقتصاد الأقوى، والجيش الأقوى.
إن نظرتنا – نحن المسلمين- لملء أوقات الفراغ لابد أن تختلف عن نظرة غيرنا؛ فالمسلم مأمور بأن يخرج الناس من الظلمات إلى نور الإيمان، وذلك يقضي بمهام شاقة وكبيرة، لا يجد معها وقتا للهو والمتع. إنه يشعر بعظم المهمة؛ حيث جعله الله من أمة وسط شاهدة على الناس، لهداية الضالين الذين يملؤون الأرض، وكلهم يحتاج إلى من يعلمهم ويهديهم، فكيف له ذلك إذا كان غاية همه هو اللهو واللعب، إنه يظلم نفسه، ويظلمهم حين ينصرف عن تبليغ الإسلام إليهم، حين ينتكس فيصبح هو وهم سواء في الأهداف والغايات، فلا بد على المسلم أن يعي حقيقة دوره في هذه الحياة، يقول الله تعالى في محكم آياته: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} إبراهيم (1). وكان أهل الجد يقولون: ” الواجبات أكثر من الأوقات” وصدقوا.. فهذا للذين عرفوا دورهم في الحياة، وأدركوا ما لهم وما عليهم، فقاسوا ما بينهما، فوجدوا ما عليهم أكثر مما لهم، فظنوا أن الدنيا ميدان للقيام بأكبر قدر من المهام، بحسب الجد والتوفيق، فاستغرقوا في العمل النافع، وضنوا بوقتهم أن يذهب هباء في الملاهي.
الدعاء