خطبة عن (عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ) مختصرة
فبراير 28, 2023خطبة عن (طبقات الانسان )
فبراير 28, 2023الخطبة الأولى ( كن وليا لله) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) (62) : (64) يونس
إخوة الإسلام
من خلال تدبرنا للآيات: فولي الله تعالى: هو المؤمن التقي الغني، الذي والى الله تعالى بالطاعة والعبادة، والحب والخشية، والذل والانكسار، فوالاه الله تعالى بالهداية والتوفيق، والنصر والتأييد، والحفظ والرعاية، والعون والتثبيت، ولي الله: هو المؤمن العالم بالله، المخلص لله، المستقيم على طاعة الله، القائم على أمره ونهيه، فمن رزقه الله تبارك وتعالى الإيمان والتقوى؛ أصبح من أولياء الله تبارك وتعالى حقًّا، بشهادة الله تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، إيمانٌ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتقوى الله ومراقبته تبارك وتعالى في السِّر والعلانية، وفي الصغيرة والكبيرة، فيعبد الله كأنه يراه، كما في الصحيحين: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، وأولياء الله هم الذين عرفوا الله، فاستقاموا على طاعته، وتقربوا إلى الله بالفرائض والنوافل، فهم من المحسنين، ففي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ»، وولي الله تعالى هو الذي ينصر الله تعالى: ينصر دينَه وشريعته، وهو القريب من الله، فقلبه يحيا بالله، وينشغل بطاعة الله، وإن سمع شيئاً سمع آيات الله، وإن نطق نطقَ بالثناء على الله، وإن تحرَّكَ تحرّكَ في الدعوة إلى الله، وفي خدمة المسلمين.
أيها المسلمون
وولاية الله تعالى متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات: الأولى: درجة الظالم لنفسه: وهو المؤمن العاصي، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة. والثانية: درجة المقتصد: وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله، ويجتنب معاصيه، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل: وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه. والثالثة: درجة السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية، فهذا في درجات الولاية العالية. والنبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله تعالى. وقد جاء ذكر هذه الدرجات للولاية في قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) (32) :(33) فاطر،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( كن وليا لله)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والولاية ليست حكرا على أحد، ولا تنال بالوراثة، بل هي رتبة ربانية، تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل، وتترجم إلى واقع عملي، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته، روى الإمام أحمد: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ». فَقِيلَ مَنْ أَهْلُ اللَّهِ مِنْهُمْ قَالَ «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ». وفي سنن أبي داود ومسند أحمد: (قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ. قَالَ «هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). وأولياء الله تعالى هم عباد الرحمن، الذين تخلقوا بصفات وأخلاق المؤمنين قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) الفرقان ، وأولياء الله تعالى إذا رآهم الناس، ذكروا الله تعالى، ففي مسند أحمد: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ». قَالُوا بَلَى. قَالَ «فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى)، وليس من شرط الولاية لله تعالى أن يكون للولي كرامة بخرق العادات فإن أعظم الكرامة هي الاستقامة،
فإذا أردت- أخي- وأختي أن تكون من أولياء الله، فادخل على الله تعالى بالافتقار إليه وحده، ومتذللا إليه، ومتبرئا من حولك وقوتك، ومعرضا عن كل ما سوى الله، وعالما أن كل عبادة إن لم تكن في كتاب الله وسنة رسوله فلن تصلك بالله. قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (5)الفاتحة
الدعاء