خطبة عن (الانتصار على أعداء الانسان في شهر رمضان)
مارس 19, 2023خطبة عن (مع القرآن في رمضان) 2
مارس 25, 2023الخطبة الأولى ( رَغِمَ أَنْفُهُ ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام الترمذي في سننه بسند حسنه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ»
إخوة الإسلام
(رَغِمَ أَنْفُه): أي ألتصق بالتراب أنفه، وخسر خسارة فادحه، ذلك الذي بلغه الله تعالى شهر رمضان، فلم يصمه، ولم يغتنمه، ولم تُغفر له ذنوبه، فقد جعل الله تعالى من فضائل الأعمال في شهر رمضان ما تكفر بها الذنوب، وتغفر المعاصي، ففي الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ويقول صلى الله عليه وسلم:« مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وفي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»، وفي صحيح ابن حبان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين)، وفي مسند أحمد بسند صحيح: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ». وفيه أيضا : يقول صلى الله عليه وسلم: (رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ – كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ». فصيامه يكفر سنة، وأجر وثواب العمرة في رمضان كأجر وثواب حجة، ففي مسند أحمد بسند صحيح: (عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِى مَعْقِلٍ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ مَعْقِلٍ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ – قَالَ – فَخَرَجَتْ حِينَ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ. قَالَ «فَلْتَعْتَمِرْ فِي رَمَضَانَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ»، وفي هذا الشهر ليلة القدر خير من ألف شهر، ومن أدركها فقد أدرك الخير كله، وفيه صلاة التراويح، وفيه الاعتكاف، فهذه المنح، وتلك العطايا، وهذا الثواب العظيم لا توجد إلا في شهر رمضان، فكيف يمضي شهر رمضان ولم يغفر له؟، فإن فاتك هذا الخير كله فقد حُرمت من الخير كله، ورغم وألتصق بالتراب أنفك، فهذه خسارة ما بعدها خسارة ،وندم ما بعده ندم، وحرمان ما بعده حرمان، وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري: (عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال: “آمين”. ثم رقى الثانية، فقال: “آمين”.. ثم رقى الثالثة: فقال: “آمين”. فقالوا: يا رسول الله! سمعناك تقول: “آمين” ثلاث مرات؟ قال: “لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له. فقلت: آمين. ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين. ثم قال: شقي عبد ذكرتَ عنه ولم يصل عليك. فقلت: آمين”.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( رَغِمَ أَنْفُهُ )
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
من أدرك شهر رمضان، ولم تعتق رقبته من النار، ولم يكتب من أهل الجنان، فقد خاب وخسر، ففي سنن الترمذي بسند صحيح : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ». فالذين دخلوا شهر رمضان وخرجوا منه مثلما كانوا قبله، دخلوا بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي، ولم يورث هذا الشهر عندهم حرصا على الطاعات والعبادات، ولا إقلاعاً عن الذنوب والسيئات، فهؤلاء من الخاسرين المحرومين، لأنهم لم يستفيدوا من رمضان. فالخاسر حقاً هو مَنْ أدرك شهر رمضان ولم يتب فيه إلى الرحمن، ولم يجتهد فيه في عبادة الله، ولم يحافظ ويسارع فيه إلى العبادات والخيرات،
ألا فاجتهدوا في شهر رمضان فإنه شَهْرُ بَرَكَةٍ، فِيهِ خَيْرٌ كثير، يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فيه، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ الدَّعاء ، ويَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ فيه، وَيُبَاهِيكُمْ بكم ِالمَلَائِكَةٍ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ تعالى والرضوان.
الدعاء