خطبة عن ( إخراج زكاة الفطر )
أبريل 8, 2023خطبة عن (إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ)
أبريل 12, 2023الخطبة الأولى (عيد الفطر: لا تحمل هم الرزق)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (22) :(23) الذاريات
إخوة الإسلام
إن أعظم همًّ يحمله المرء، هو هم الرزق، ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أن كفاهم ذلك الهم ، فقال الله تعالى: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذاريات:22)، ثم اقسم سبحانه على ذلك لتطمئن النفوس القلقة بقوله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } (الذاريات:23). وأخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بما يزيح قلق القلقين على أرزاقهم، ففي صحيح الجامع للألباني: (عن أبي أمامة الباهلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ،فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ)، فالأرزاق مقسومةٌ ومُقدَّرةٌ كالآجالِ، ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه. وأمام كل هذه الوعود العظيمة فإن النفس تطمئن على رزقها ، فمهما حدثت متغيرات من حولك، فإن رزقك الذي كتب لك وأنت في بطن أمك سيصلك كاملاً، ففي الصحيحين: (قال عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ)،
فثق تماماً أن رزقك يطلبك كما يطلبك أجلك، ففي صحيح ابن حبان: (عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)، وقد سُئِل الحسن البصري رحمه اللَّه عن سر زهدِهِ في الدنيا. فقال أربعة أشياء: (عَلِمتُ أنْ رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي. وَعَلِمتُ أنْ عملي لا يقوم به غيري فشُغِلْتُ به وحدي. وَعَلِمتُ أنْ اللَّه مطَّلِعٌ علَيَّ فاستحيت أن يراني علَى معصية ، وَعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربِّي)
أيها المسلمون
ومع ذلك فقد أرشدنا الله إلى أبواب وطرق لزيادة دخولنا وارزاقنا، ومن تلك الأبواب: (تقوى الله): فالله الرزاق العظيم يخبرنا بقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (الطلاق:2-3). ومن كلمات الإمام ابن القيّم رحمه الله: (لا تحمل هم الدنيا فإنها لله، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله. فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله، لأنك لو أرضيت الله رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك) .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (عيد الفطر: لا تحمل هم الرزق)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) [هود:6]. وأمر الله تعالى عباده أن يمشوا في الأرض، وأن يبتغوا من رزقه، وأن يطلبوا الرزق منه سبحانه لا من غيره، فقال الله تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (15) الملك
ومن أبواب الرزق: التوكل على الله مع العمل والأخذ بالأسباب، ففي سنن الترمذي: (عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ». فالطير تذهب في أول النهار جياعًا وتروح (بطانًا) أي تعود في آخر النهار مملوءة البطون،
ومن أبواب الرزق: الدعاء: ففي سنن الترمذي: من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ» ، ومن الدعاء: (اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا طيبًا من رزقك، يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب”.
فاللهم ارزقنا رزقا حلالا طيبا مباركا فيه ، اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا،
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكل عام وأنتم بخير ، والسلام عليكم ورحمة الله .