خطبة حول حديث ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ وَتَسُوؤُهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ )
أغسطس 12, 2023خطبة حول قوله تعالى ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى )
أغسطس 15, 2023الخطبة الأولى (كيف تنصر دينك؟)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (40) الحج، وقال الله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (25) الحديد، وفي مسند أحمد وغيره بسند صحيح: (عَنْ جَابِرٍ قَالَ َكَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَكَّةَ عَشَرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بِعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَفِى الْمَوَاسِمِ بِمِنًى يَقُولُ: «مَنْ يُئْوِينِي مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ»
إخوة الإسلام
إن نصرة الله تعالى لدينه واقعة، وكلمته قائمة وباقية، وأمره وحكمه ماض ونافذ، قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (7): (9) الصف، وقال الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (32)، (33) التوبة، وقال الله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (21) المجادلة، وقال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (55) النور، وقال الله تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (47) الروم، وفي مسند أحمد وغيره وصححه الألباني: (عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ»، فمهما رصد أهل الباطل من قوى ودعاية وافتراءات، بقصد خنق هذا الدين وإيقافه، أو زهقه من عالم الوجود، فنهاية كل ذلك هو الفشل، لأن وعد الله تعالى حق، وأن الله لا يخلف الميعاد، ولكنها السنن، تجري جريان الكواكب والنجوم،
والواجب علينا – نحن المسلمين- أن ننصر هذا الدين، فنُّصرةُ الدين فريضةٌ على كل مسلم ومسلمة، وهي مرتبةٌ عُليا، وهدفٌ أسمَى، وعزٌّ وتمكين، ونصرة الدين ميدانٌ فَسيح، ويتسع للجميع، ولكن أساسُ نُصرة الدين إقامة أركانه، والتخلق بأخلاقه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، وهجرُ الذنوبِ والمعاصي، والصِّدقُ مع الله تعالى في الأقوال والأفعال والأحوال، ونصرة الدين تعني: نُصرةُ الله، ونُصرةُ كتابه، ونُصرةُ رسولِه، ونصرة الدين: تكونُ بنشره ورِفعتِه، وأن نكون حُماةً له، مع التمسُّك بأحكامه، وتطبيقِ أوامِره ونواهِيه، وبيان محاسِنِه، وبيان أن الدين هو سبيلُ السعادة في الدنيا والآخرة.
ومن المعلوم أن الوسائل التي ننصُرُ بها الدين لا حصرَ لها، وهي تَسَعُ الجميعَ؛ فمن شاركَ في نُصرة الدين ولو باليسير، نالَ الأجرَ الجزيلَ، كما جاء في سنن ابن ماجه: (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الثَّلاَثَةَ الْجَنَّةَ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَالْمُمِدَّ بِهِ». وهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، سخروا إمكاناتهم وقُدراتِهم لخدمة هذا الدين ونصرته، كل في مجاله، وكل حسب قدراته وإمكاناته واستطاعته؛ فهذا بلالُ بن رباحٍ خدمَ الدينَ بصوتِه الشجِيِّ مُؤذِّنًا. وهذا زيدُ بن ثابتٍ نصر الدين بحفِظَ الوحيَ وكتابتِه. وهذا خالدُ بن الوليد يقودُ جيوشَ المسلمين الفاتحة، والمؤدبة للأعداء، فكان سيفا مسلولا من سُيوف الله. وهذا حسَّانُ بن ثابتٍ يُنافِحُ عن الدين وينصره بكلمته وأشعاره، وهذا عثمانُ بن عفَّان يُسخِّرُ مالَه، فيحفِرُ بئرًا، ويُجهِّزُ جيشَا، ويُواسِي الفُقراء. وهذا مُصعبُ بن عُميرٍ ينصر الدين فكان إماما للدعوة إلى الله في المدينة. أما أبو بكرٍ وعمر فهما أعمدةُ النُّصرة وأركانُ الدولة -رضي الله عنهم أجمعين-.
فليس شرطًا -أخي المسلم وأختي المسلمة- أن تكون عالمًا لتنصر دينك، فقد تنصر دينك بكلمةٍ مخلصةٍ، أو بنصيحةٍ في السرِّ لمقدم على هلاك أو ضرر، وبحبٍّ لإخوانك، ورفقٍ بهم، وبمقالٍ أو بحثٍ، أو كتابٍ ينتفع به خَلْقٌ كثيرٌ، وببسَمْتِك وخُلُقِك، وبمرحك وتيسيرك ورحمتك؛ فيرى الناس فيك يُسْرَ الإسلامِ وسماحته، وبتأييدك لفعل حسن، وبتعليم الناس الحكمة، وبخوفك ورجائك في ربِّك.
ومن أعظم وسائلِ النُّصرة لهذا الدين نصرة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: فننشرُ سُنَّته، وندعو الى طاعته، والحِرص على الاقتِداءِ به، قال الله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].
ومن وسائل نصرة هذا الدين: نُّصرةُ المظلومين في أصقاع الأرض، فالمظلومُ له حقُّ النُّصرة حتى يأخُذَ حقَّه، والأخذُ على يدِ الظالِمِ حتى يكُفَّ عن تعدِّيه؛ قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]؛ أي: أن الكفارَ ينصُرُ بعضُهم بعضًا، وأنتم -أيها المسلمون- إن لم تتناصَروا تكُن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير. وفي الصحيحين: (عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ « تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ». وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التنصُّل عن نُصرة المُسلمين، ففي الصحيحين: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ»،
ومن وسائل النُّصرة: النُّصرةُ بالدعاء، وهي من أهم وسائلِ النُّصرة وأنفعِها وأقواها، ولا يُعذرُ مُسلمٌ بتركِها، وهي وسيلةٌ مُؤثِّرةٌ ولا غِنَى عنها، أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى أثرِها، فقال الله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) [القمر: 9- 12]. وكان رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يدعُو في القُنوت على من اضطَهَد المُسلمين وآذاهم بأسمائِهم وأشخاصِهم. فمهما اشتدَّت الخُطوبُ وادلهَمَّت الأحداث، فلا ملجَأَ لنا إلا الله، لا يكشِفُ الكربَ والضُّرَّ إلا الله، ومهما كادَ الكائِدون، ومكَرَ أهلُ الشرِّ والبَغي، وخطَّطَ المُتربِّصُون؛ فإن المُستقبَلَ لهذا الدين، قال الله تعالى: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة: 32]. وفي مسند أحمد: (عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالدِّينِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الأَرْضِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (كيف تنصر دينك؟)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وإذا أردت نصرة دين الله، فلابد أن تكون ممثلًا لدين الله في الأرض، فإذا رآك الناس، رأوا إنسانا صالحا مؤمنا تقيا، أخلاقه حسنه، وتصرفاته محكمه، فهو على الحق ثابتً، وفي سبيل الله مضحي، فهو مسلم رحيم ودود. قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 63-66]. ولابد أن يشعر بإسلامك أهل بيتك، والمحيطين بك: زوجتك وأولادك، وجيرانك وأصدقاؤك، وعمالك وخدمك ومجتمعك،
وإذا أردت نصرة هذا الدين فعليك بالثبات، الثبات على الإسلام في زمن المتغيرات، والتشكيك في الثوابت والأصول والمسلمات، فإزاء هذا كله فلابد من الثبات على الإسلام، الثبات على الطاعة، الثبات على المبادئ، الثبات على المثل، الثبات على الأخلاق، والثبات أمام الشبهات والشهوات،
وإذا أردت نصرة الإسلام لابد أن يكون عندك صلابة في الحق، فلا تتهاون، ولا تتساهل فيما يمس دين الله، ولا يعني ذلك أن تشتبك مع الناس أو تقاتلهم، إنما لابد من الأمر بالمعروف بالمعروف، والنهي عن المنكر بدون منكر، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [التوبة: 71]. وقال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) [هود: 113]. وفي سنن أبي داود: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهِ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ». ثُمَّ قَالَ (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) إِلَى قَوْلِهِ (فَاسِقُونَ) ثُمَّ قَالَ « كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا ».
الدعاء