خطبة عن (باب التوبة مفتوح)
أغسطس 29, 2023خطبة عن الوضوء ،وحديث ( مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ،ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ ،غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
سبتمبر 1, 2023الخطبة الأولى (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّك)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور (48)، وقال تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (48) القلم، وقال تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (24) الانسان
إخوة الإسلام
الصبر: هو حبس النفس عن الجزع والتسخط، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن التشويش ،فالصبر خلق عظيم من أخلاق النفوس، يمتنع به الانسان عن فعل مالا يحسن، لذا فهو خلق له مكانته العالية من الدين، فمنزلة الصبر من الإيمان، بمنزلة الرأس من الجسد، يقول الامام على رضي الله عنه: “ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له”، والصبر هو أول طريق الرضا عن الله تبارك وتعالى، وفيه حياة القلوب والأرواح والأبدان، وفيه صدق الإيمان به تبارك وتعالى،
والصبر أنواع عدة منها: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على امتحان الله وأقداره، وللصبر درجات ومراتب: فمن مراتب الصابرين: الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه، والصفح الجميل الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل الذي لا أذى معه.
والصبر واجب بإجماع العلماء، قال تعالى: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) المدثر (7)، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء، ففي صحيح مسلم: قال صلى الله عليه وسلم: (وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ)، قال ابن رجب: (ولما كان الصبر شاقا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه كان ضياء)
أيها المسلمون
والمتدبر لهذه الآيات المباركات من كتاب ربنا، والتي تصدرت بها هذه الخطبة، يجد فيها دعوة للصبر والتحمل، فالحق تبارك وتعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: فاصبر -أيها الرسول- لحكم ربك وأمره، فيما حَمَّلك من الرسالة، وعلى ما يلحقك من أذى قومك، فأمر الله تعالى رسوله أن يصبر الصبرَ الاختياري، كما صبر أولو العزم، فيصبر لحكمِ ربه: الحكمِ الأمري، بامتثال أمر ربه في تبليغ الرسالة ودعوة الخلق وبيانِ ما بُعِث به، والحكمِ المقدَّرِ، بأن يصبر على تكذيب المكذّبين وافترائهم عليه وعداوتهم له. وينبغي للمؤمن أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبر، فإن فعل: فله من الأجر والمعونة بقدر صبره، فهذه الآيات وإن كانت خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم – إلا أنها تفيد العموم؛ وبالتالي فإن المسلم عموماً، والداعي إلى الله على وجه الخصوص مأمور بالصبر على تبليغ دعوة الإسلام للآخرين، ومأمور أيضاً بالصبر على تحمل المشاق التي تعترضه في سبيل ذلك، ومأمور فوق ذلك بالصبر على كل ما ينزل به من البلاء والمحن؛ لأن هذه الأحوال هي التي تكشف المسلم الصادق من غير الصادق، وهي التي تمحص المؤمن الحق من الذي يدعي الإيمان، كما قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ} (محمد:31)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت (3)،
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) القلم (48) فالمعنى: اصْبِرْ أيها الرسول عَلَى قَضَاءِ رَبِّكَ، وَلَا يُوجَدْ مِنْكَ ضَجَرٌ وَلَا مُغَاضَبَةٌ فَتُبْتَلَى كَمَا ابْتُلِيَ يُونُسُ حِينَ ذَهَبَ مُغَاضِبًا عَلَى قَوْمِهِ، فَكَانَ مِنْهُ مَا كَانَ مِنْ رُكُوبِهِ البَحْرِ، وَالْتِقَامِ الحُوتِ لَهُ، وَشُرُودِهِ في البِحَارِ، وَنَدَمِهِ عَلَى مَا فَعَلَ، فَنَادَى رَبَّهُ في الظُّلُمَاتِ ـ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظُلْمَةِ البَحْرِ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الحُوتِ، وَهُوَ مَمْلُوءٌ غَيْظًا وَغَمًّا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ لَمْ يُؤْمِنُوا لمَّا دَعَاهُمْ إلى الإِيمَانِ ـ فَقَالَ: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
فَهَذِهِ الآيَةُ تَأْمُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّبْرِ عَلَى قَوْمِهِ، وَعَدَمِ الخُرُوجِ مِنْ بَلْدَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِ رَبِّهِ تعالى، لِذَلِكَ لم يهَاجَر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ إِلَّا بَعْدَ إِذْنٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَدْ روى الإمام البخاري: (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ» وَهُمَا الحَرَّتَانِ. فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَعَ إلى المَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إلى أَرْضِ الحَبَشَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي». وروى الإمام البخاري : (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَ: «إِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي بِالخُرُوجِ».
ويقول سيد قطب (صاحب الظلال): (وصاحب الحوت هو يونس – عليه السلام – وتجربته التي يذكر الله بها محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] لتكون له زادا ورصيدا، وهو خاتم النبيين، الذي سبقته تجارب النبيين أجمعين في حقل الرسالة، ليكون هو صاحب الحصاد الأخير، وصاحب الرصيد الأخير، وصاحب الزاد الأخير. فيعينه هذا على عبئه الثقيل الكبير.. فمشقة الدعوة الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم الله، حتى يأتي موعده، في الوقت الذي يريده بحكمته. وفي الطريق مشقات كثيرة. مشقات التكذيب والتعذيب. ومشقات الالتواء والعناد. ومشقات انتفاش الباطل وانتفاخه ومشقات افتتان الناس بالباطل المزهو المنتصر فيما تراه العيون. ثم مشقات امساك النفس على هذا كله راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد الله الحق، لا ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق، مهما تكن مشقات الطريق، وهو جهد ضخم مرهق يحتاج إلى عزم وصبر ومدد من الله وتوفيق
أيها المسلمون
وإذا كان الصبر شاق و(مر) كما يقولون، فإن ثواب الصبر، وجزاء الصابرين عظيم: فمن ثواب الصبر وجزاء الصابرين: حصول الصلوات، والرحمة، والهداية من الله ـ تعالى ـ للعبد الصابر؛ قال الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة (155)، (157)
ومن ثواب الصبر وجزاء الصابرين: أن في الصبر رفعة للدرجات، ففي سنن أبي داود وصححه الألباني: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِىٍّ السُّلَمِيُّ – عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاَهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ « ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ». ثُمَّ اتَّفَقَا « حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ». وفي سنن الترمذي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا للنَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلمِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»، وفي سنن ابن ماجه وحسنه الألباني: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى أَنْ يَنْتَصِرْ دَعَاهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ حَتّى يُخْيّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَتُهنَّ شَاءَ).
ومن ثواب الصبر: محبة الله تعالى للصابرين، قال تعالى: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ» آل عمران (146). ومن ثواب الصبر: دخول الجنة: ففي الصحيحين: (عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى. قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ « إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ. قَالَتْ أَصْبِرُ. قَالَتْ فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّك)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن ثواب الصبر، وجزاء الصابرين: تحقيق معية الله للصابرين، قال تعالى: «وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» الانفال (46). ومن ثواب الصبر: أنه خير عطاء من الله للمؤمن كما ورد في الصحيحين: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ».
ومن ثواب الصبر: أن فيه لذة الإيمان وحلاوته لمن صبر على ترك المعاصي، وأن الله تعالى يبني له بيتًا في الجنة: ففي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ دَفَنْتُ ابْنِى سِنَانًا وَأَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلاَنِيُّ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ أَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ أَلاَ أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا سِنَانٍ. قُلْتُ بَلَى. فَقَالَ حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي. فَيَقُولُونَ نَعَمْ. فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ. فَيَقُولُونَ نَعَمْ. فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ »
ومن ثواب الصبر: أنه تكفر به الذنوب والمعاصي والخطايا: ففي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ».
ألا فكونوا من الصابرين حتى تفوزوا بالأجر العظيم، والدرجات العالية في جنات النعيم.
الدعاء