خطبة حول التوسط والاعتدال، وحديث (وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا)
أكتوبر 21, 2023خطبة عن (عِبَادٌ أُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ)
أكتوبر 22, 2023الخطبة الأولى (للمجاهدين والمرابطين: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (104) النساء، وقال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (200) آل عمران.
إخوة الإسلام
هذه الآيات الكريمة من كتاب الله العزيز فيها تحفيز للمقاتلين والمجاهدين في سبيل الله، فالحق تبارك وتعالى ينهاهم عن الوهن والضعف، ويأمرهم بالقوة والشجاعة، والصبر والتحمل، فلا تضعفوا في طلب عدوكم وقتاله، فإن تكونوا تتألمون من القتال وآثاره، فإن أعداءكم كذلك يتألمون منه أشد الألم، ومع ذلك لا يكفون عن قتالكم، فأنتم أولى بذلك منهم، لما ترجونه من الثواب والنصر والتأييد، وهم لا يرجون ذلك. فكونوا أقوياء أشداء نشيطين في قتال عدوكم. فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم، وأنتم وإياهم قد تساويتم فيما يوجب ذلك، لأن العادة الجارية لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام، وانتصر عليه الأعداء على الدوام، لا من يدال مرة، ويدال عليه أخرى. وأنتم أيها المسلمون ترجون من الله ما لا يرجون، فأنتم ترجون الفوز بثوابه، والنجاة من عقابه، بل خواص المؤمنين لهم مقاصد عالية، وآمال رفيعة، من نصر دين الله، وإقامة شرعه، واتساع دائرة الإسلام، وهداية الضالين، وقمع أعداء الدين، فهذه الأمور توجب للمؤمنين المصدقين زيادة القوة، وتضاعف النشاط ، والشجاعة التامة؛ لأن من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي، ليس كمن يقاتل لنيل السعادة الدنيوية والأخروية، والفوز برضوان الله وجنته ،فسبحان من فاوت بين العباد، وفرق بينهم بعلمه وحكمته، ولهذا قال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104) النساء ، فهو كامل العلم، كامل الحكمة،
وقوله تعالى : (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (104) النساء، فحين يُصاب المسلمون في صراعهم مع أعدائهم بآلامٍ وجراحات، فما هي إلا تضحيات يؤجَرون عليها، ويرجون من الله – تعالى – أن تكون عاقبتها خيرًا، عاجلاً في الدنيا، وآجلاً في الآخرة. والمؤمن ممتحن في هذه النوازل في شيمه وسجاياه، وفي احتسابه وصبره، ولكنه في رحلة معاناته لا ينقطع رجاؤه في كفكفة الزمن، وتطبيب الأيام، وعناية الله التي تحيطه وترعاه. بينما الغادر الخائن لا يتذرع بصبر، لأنه لا شيء يصبر عليه، ولا يأمل فيه ،فقد فعل ما أراد، وأتي ما أساغه لنفسه، متسلحاً بحيلٍ تبريريّة، حيل دفاعية، قوامها الكذب علي النفس، وافتعال الأسباب بهذا الكذب، لتبرير ما تأباه النفوس السوية،
وهذه الآية: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (104) النساء، تدلنا على أن خسائر عدونا (الإسرائيلي في فِلَسْطِين فادحة)، وإن حاول أن يخفي بعضها، تساعدُه في ذلك أكثرُ وسائل الإعلام، لكن الأرقام تكذِّب هؤلاء جميعًا، ويأبى الله – تعالى – إلا أن يظهر الحق؛ ليشفي صدور قوم مؤمنين، ومن أجل أن يدرك المرجِفون من بني جلدتنا أن عدونا محدود الإمكانات ، وإن بدا لهم غير ذلك، وأن عدونا كذلك جبان، وما الجدار الآمن الذي أحاطت به إسرائيلُ نفسَها إلا دليلٌ صارخ على جبن اليهود، وحرصهم على الحياة، وإلا فأية دولة في العالم كله، تحيط نفسها بجدار يحميها من أشخاص، لا يكادون يملكون شيئًا من الأسلحة؟!
وهذه الآية ليست موسمية، فهي ليست لليوم الذي نصيب فيه عدونا فحسب، وإنما هي أيضاً لليوم الذي يَثقل علينا فيه المُصاب. فعندما نقرأ هذه الآية نفهم منها حقيقةً موجزة واضحة، هي أنّ طرفَي أيّ صراع يتشاركون في الألم. هذا هو الجزء المعروف بَداهةً من المسألة، وهو عام في أهل الحق وأهل الباطل، فماذا يفيدنا أن نشترك مع عدوّنا في هذه الصفة؟ ، إنما يهمّنا الاستثناء الخاص الذي يأتي لاحقاً، الجزء الأهم الذي يكمّل المعنى ويخصّ المؤمنين بمزيّة ليست في عدوهم: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}.
وقوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (104) النساء، فصاغة هذه الآية بأسلوب التقرير، يفهمنا أن العاقبة هي الفَيْصل، وهي الفارق بين الطرفين. فإنكم – يا أهل الحق- (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ)، فتستوون مع عدوكم في الألم، ولكنكم تتمايزون في العاقبة، فإذا فقهتم هذا المعنى، ووثقتم بوعد الله، فلن تَهِنوا في ابتغاء القوم، وطلبهم وقتالهم ودفع شرّهم، ولسوف تستخفّون بالتضحيات، وتتلبّسون بلباس الصبر، وتمضون في الطريق إلى غايته، غيرَ عابئين بالجراح والآلام، لأنّ ما عند الله أعظم من ذلك كله، وهو خيرٌ وأبقى.
أيها المسلمون
وأما قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران:200، فاللهَ تعالى قَرَنَ الصبرَ والمصابرةَ في الآية الكريمة بالرباط في سبيل الله، فالجهادُ والرباط في سبيل الله يحتاجُ إلى صبرٍ كبيرٍ، ومعالجةٍ للنفسِ على تحمِّلِ الأذى والمشاقِّ، سواء كان الأذى والمشقة من قِبَلِ العدوِّ قتلاً وأسراً وجرحاً وإتلافاً، أو من قِبَلِ الناس ذماً وشتماً وإيذاءً، أو الأذى العام الذي قد يصيبُ المجاهدَ من بردٍ وجوعٍ وقلةِ ذاتِ اليدِ والبعدِ عن الأهلِ، والنصرُ لا يكون بغير صبرٍ، لذلك قرنه النبي صلى الله عليه وسلم النصر بالصبر، ففي مسند أحمد: يقول صلى الله عليه وسلم: (وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» وبيَّن الله ذلك في كتابه العزيز بقوله تعالى: ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة: 249، وقال تعالى: ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ..) البقرة: 250- 251، وقال سبحانه: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) الأعراف: 137، فالغلبةُ والنصرُ حليفٌ للمؤمنين ما داموا صابرين. والحياة صراعٌ بين الحق والباطل، ويفوزُ في هذا الصراعِ الأطولُ نفساً، والأكثرُ تحمُّلاً، قال تعالى: ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ) الفرقان: 20،
وإذا كان الأعداء يوصي بعضهم بعضاً بالصبر، قال تعالى: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) ص: 6، وقال تعالى: (إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا) الفرقان: 42، إذا كان الأمر كذلك، أفلا يكونُ صبرُنا أشدُّ من صبرهم؟!، وكيف لا يكون ذلك وهم على الباطلِ ونحن على الحقِّ. فمغالبةُ الأعداء بالصبرِ هي المصابرةُ التي أمر الله بها في كتابه بقوله تعالى: (وَصَابِرُوا) آل عمران: 200، يقول صاحب الظِلال: (فكأنما هو رهانٌ وسباقٌ بينهم وبين أعدائهم، يدعون فيه إلى مقابلة الصبرِ بالصبرِ، والدفعِ بالدفعِ، والجهدِ بالجهدِ، والإصرارِ بالإصرارِ.. ثم تكون لهم عاقبة الشَّوْطِ ، بأنْ يكونوا أثبتَ وأصبرَ من الأعداءِ. وإذا كان الباطلُ يصرُّ ويصبرُ ويمضي في الطريق، فما أجدرَ الحقَّ أن يكونَ أشدَّ إصراراً وأعظمَ صبراً على المضيِّ في الطريقِ!)، ولو لم يكن من نعمةِ الصبرِ إلا أنه يُمَيِّزُ الصفوفَ، ويكشفُ معادنَ الرجالِ في مواطنِ النِزَالِ لكفى به من نعمة، قال تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد: 31
ومن الأمور التي ينبغي أن يصبر عليها المجاهد: الصبر على القتل والجراح: فالمجاهدَ الذي يعيشُ جلَّ وقته بين إخوانه وأصحابه من المجاهدين ويقاسمُهم أفراحَهم وأحزانَهم وطعامَهم وشرابَهم، ثم يراهم مجندلينَ مضرَّجينَ بدمائِهم، أو قد أثخنتهم الجراحُ، أو وقعوا في الأسر، لَيَعْظُمُ وَقْعُ هذا عليه، فقد يثخنُ العدوُّ في المسلمينَ الجراحَ، ويقتلُ خيرةَ المجاهدينَ، ويأسرُ منهم، وما على المجاهد في مثل هذه الحال إلا الصبرَ والاحتسابَ، وإكمالِ مسيرة الجهادِ، ورفع رايةِ الدينِ.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (للمجاهدين والمرابطين: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ونقول للمرابطين في سبيل الله: (تذكروا أنكم تقدمون في هذا الموقف المبارك ذروة سنام الإسلام، وعبادة عظيمة، وهي الجهاد في سبيل الله، واعلموا أنَّ استيقاظكم ونومكم، وأكلكم وشربكم، وطاعتكم وعبادتكم، كل ذلك -إن شاء الله تعالى- في ميزان حسناتكم. ففي صحيح البخاري: (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ – كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ»، وفي صحيح مسلم: (قِيلَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ». قَالَ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ». وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى»، فأنت في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله، ولحفظ عقيدة أهل السنة والجماعة ،ولحفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليكون الدين كله لله، فاحتسب الأجر عند الله، واعلم أنك على خير. فهذه الأيام وتلك الشهور والساعات التي ترابطون فيها في هذه الحدود، أنتم فيها على خير، وأنتم على أجر، ورباطكم في سبيل الله؛ فهنيئاً لكم قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: “عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ” رواه الترمذي. وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»، وفي سنن النسائي: (عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنْ رَابَطَ يَوْمًا وَلَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا أُجْرِىَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الأَجْرِ وَأُجْرِىَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ». ألا فاستحضروا عظم الأمر الذي تجاهدون وتكافحون من أجله، واستحضروا أيضاً ما تحقق على أيديكم، فالبشائر سارة، وإذا رأينا صبركم، وكفاحكم، وتوحد صفكم، وقوة إيمانكم، واعتمادكم على ربكم -سبحانه وتعالى-؛ سرنا ذلك كثيرا، وأيقنّا بموعود الله -سبحانه تعالى-، وصدق الله العظيم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [التحريم:9].
الدعاء