خطبة عن (أيها الناس عليكم بالرباط والغزو والجهاد)
ديسمبر 27, 2023خطبة حول معنى حديث ( أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ )
ديسمبر 30, 2023الخطبة الأولى (الرِّبَاطَ الرِّبَاطَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (200) آل عمران، وروى الامام مسلم في صحيحه: (عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِىَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ».
إخوة الإسلام
الرباط والمرابطة في سبيل الله من أفضل الأعمال، ومن أجل الطاعات، والمقصود بالمرابطة في سبيل الله: ملازمة الثغور، بهدف التأمين والحراسة، فالمرابطة في سبيل الله تعني الحراسة في الثغور التي هي في أطراف البلاد، لحمايتها من العدو، وصده عنها، وعلى هذا فالرباط في سبيل الله هو نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، وللزوم الثغور التي يحمى بها ظهر المسلمين، وتحمى بها بلادهم فضل عظيم، لأن العدو قد ينتهز الفرصة فيلج على المسلمين من بعض الأطراف الخالية، وربما أخذ بعض ما في أيديهم، وربما قتل منهم من قتل، فالرباط في الثغور حماية لها من العدو، وإنذار للمسلمين لو هجم العدو عليهم، فقابلوه وقاتلوه،
ولابد للمرابط في سبيل الله أن يخلص نيته للّه تعالى، وينوي بمرابطته الدفاع عن دين الله، وإعلاء كلمته، ودحر الكفرة والمشركين، والدفاع عن مقدسات المسلمين وأعراضهم، ففي الصحيحين: (قَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ – رضي الله عنه – قَالَ أَعْرَابيٌّ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»
والمرابطون في سبيل الله على خير عظيم، وفضل كبير، لذا قال صلى الله عليه وسلم: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِىَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ» رواه مسلم. وفي سنن الترمذي: (عن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِى مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ»، وفي سنن النسائي: (عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ)،
فالرباط في سَبيلِ اللهِ مِن أعظَمِ الأعمالِ قُرْبةً إلى اللهِ، وهو مِن كَمالِ الإيمانِ وتَمامِه، وبالجهادِ في سبيل الله تَرتفِعُ كَلمةُ اللهِ ويُنشَرُ دِينُه، ويُحفَظُ على المسْلِمين وَحْدتُهم وقُوَّتُهم. وفي الحديث المتفق عليه: (عن سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ الله وَالْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»
وأفضل النفقة ما كان في سبيل الله: فعَن أبي سعيد الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَاقَة مخطومة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله هَذِه فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: “لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة سَبْعمِائة نَاقَة مخطومة” أخرجه مُسلم. وعَن خريم بن فاتك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: “من أنْفق نَفَقَة فِي سَبِيل الله كتبت بسبعمائة ضعف” رَوَاهُ النَّسَائِيّ. وعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُ، عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: “من أرسل بِنَفَقَة فِي سَبِيل الله وَأقَام فِي بَيته فَلهُ بِكُل دِرْهَم سَبْعمِائة دِرْهَم، وَمن غزا بِنَفسِهِ فِي سَبِيل الله وَأنْفق فِي وَجهه ذَلِك فَلهُ بِكُل دِرْهَم سَبْعمِائة ألف دِرْهَم”، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ} ، رَوَاهُ ابْن مَاجَه ، وعَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: “أفضل الصَّدقَات، ظلّ فسطاط فِي سَبِيل الله، ومنيحة خَادِم فِي سَبِيل الله، أَو طروقة فَحل فِي سَبِيل الله” رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ،
ومن المرابطة أيضا: الاستقامة على طاعة الله، والمحافظة على الصلاة في جماعة، والعناية بها، فلا تفوت المسلم الصلاة في جماعة، ولهذا جاء في صحيح مسلم وغيره: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ».، وفي رواية للترمذي: (قَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ « فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ». ثَلاَثًا. فهذا يعني أن الاستقامة في العبادة، والصبر عليها، والثبات عليها، فهذا كله نوع من الرباط، لأنه رباط في سبيل الله، وفي طاعة الله واتباع مرضاته، فإذا كان المعنى الأول للرباط يفيد لزوم ثغر دار الإسلام مخافة أن يبطش بها العدو، فإن المعنى الثاني يفيد لزوم ثغر القلب حتى لا يهجم عليه الشيطان فيملكه، وهو مناسبة لتجديد الإيمان،
وقد يتسع مفهوم الإسلام لمعنى الرباط في سبيل الله، فمن الأمثلة الواردة في الشريعة والتي تعدّ من الرباط: المرابطة على شعب من الشعاب يرابط فيها المسلم ويدع الناس من شرّه، فقد روى البخاري: (أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ – رضي الله عنه – حَدَّثَهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ» . قَالُوا ثُمَّ مَنْ قَالَ «مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِى اللَّهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ»، وكذا من الرباط التعاون مع رجال الأمن داخل البلد في مكافحة الفاسدين، فذلك إن قام به المواطن مخلصاً نيته لله -تعالى- فإنّه من المرابطين في سبيل الله، وينال به أجر المرابط. وكذا القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك من الجهاد في سبيل الله لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت (69).
وقد يتسع معنى الرباط فيشمل كل مسلم، فعلى كل مسلم إن لم يكن مرابطا على حد من حدود البلاد الاسلامية، أن يكون مرابطا في عمله وحرفته ووظيفته التي ينفع بها المسلمين، ويدافع بها عنهم، فيكون بذلك على ثغر من ثغور الاسلام، حتى لا يُأتى الاسلام من قبله: (فيا أيها الحاكم والأمير، ويا أيها العالم والمعلم والكاتب والصحفي والاعلامي والطبيب والمهندس والحرفي والتاجر والزارع والصانع والعامل)، أنتم جميعا على ثغر من ثغور الاسلام، فعليكم بإتقان عملكم، وأداء واجبكم، حتى لا يتأتى الاسلام من قبلكم، فتكونوا سببا في ضعف الدولة الاسلامية، وتكالب أعدائها عليها،
أيها المسلمون
ونذكر المرابطين في سبيل الله بأمور منها: الإخلاص للّه: فيخلص المرابط نيته للّه وينوي بمرابطته الدفاع عن دين الله وإعلاء كلمته، ودحر الكفرة والمشركين، والدفاع عن مقدسات المسلمين وأعراضهم، ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: “مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللّه هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللّه”، ومنها: الثبات عند لقاء العدو، والإكثار من ذكر الله، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]. وفي الصحيحين من حديث عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَيُّهَا النَّاسُ: لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: “اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ”، ومنها: لزوم طاعة الله ورسوله، ومن ذلك المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والفرائض التي أمر الله بها، والحذر من المعاصي والتنازع، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]. ومنها الحذر من العجب والاغترار بالكثرة والقوة، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: 25].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الرِّبَاطَ الرِّبَاطَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وللرباط في سبيل الله فضائل عظيمة لا توجد في غيره من القربات إذ أنه أحد شُعب الإيمان ومن موجبات الغفران، ومن هذه الفضائل: أن الرباط خير من الدنيا وما عليها فقد روى البخاري: (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا »، ومن هذه الفضائل: أن الرباط من أفضل الأعمال: فقد روى مسلم: (عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِىَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ». وروى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل}. ومن هذه الفضائل: أن أجر المرابط لا ينقطع بموته: ففي سنن الترمذي: (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِى مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ »، ومن هذه الفضائل: أن المرابط يؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة ففي سنن ابن ماجه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى عَلَيْهِ أَجْرَ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُ وَأَجْرَى عَلَيْهِ رِزْقَهُ وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ ».خامسا: المرابط يبعث يوم القيامة شهيدا ، ومن هذه الفضائل: أن للمرابط في سبيل الله أجر من خلفه من ورائه، وقال عثمان بن أبي سودة كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه مرابطين في (يافا) – وهي مدينة معروفة في فلسطين المباركة – على ساحل البحر فقال أبو هريرة رباط هذه الليلة أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس. ورباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل روى الترمذي: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « رِبَاطُ يَوْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ »، والمرابط لا تمسه النار يوم القيامة، ففي سنن الترمذي: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها} رواه الحاكم
الدعاء