خطبة عن (اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) مختصرة
يناير 4, 2024خطبة عن (تاجر مع الله) مختصرة
يناير 4, 2024الخطبة الأولى (أنواع الصَّدَقَةُ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه: (عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ «أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ».
إخوة الإسلام
الصدقات من أحبّ وأفضل الأعمال إلى الله عزّ وجلّ، وهي تطلق على جميع أنواع فعل المعروف والإحسان، فإنفاق المال ابتغاء وجه الله تعالى صدقة، والاحسان إلى الناس صدقة، وقول المعروف صدقة، وعبادة لله تعالى وذكره صدقة، والبدء بالسلام ورده صدقة، وطيب الكلام مع الناس صدقة، وعزل الحجر عن الطريق أو الشوكة أو العظم أو ما أشبه ذلك صدقة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس، واتباع الجنائز، وقضاء حاجة المسلمين كل ذلك صدقة، ففي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «كُلُّ سُلاَمَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»، وفي رواية: «وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»، وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»، وفيه أيضا: (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ». فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ». قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ». قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ. قَالَ «فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ»، وفيه أيضا: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ»، وفي البخاري: (وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ)،
أيها المسلمون
ومن أفضل أنواع الصدقات: الصدقات المالية: فالتصدق بالمال من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق الإيمان ، فالصدقة بالمال برهان على صدق الإيمان وقوته، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ)، فمن ينفق ماله في سبيل الله كان ذلك برهانا على صدق إيمانه، وصحة يقينه بأنّه سبحانه هو الرزاق، فالعبد المؤمن يعرف أنّه مستخلَفٌ في هذا المال، وعليه أن يعطي الفقراء والمساكين منه، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حثّ على الصدقة، ورَغَّب فيها جميع المسلمين حتى النساء. ففي صحيح البخاري: أنه صلى الله عليه وسلم: (وَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ «أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا». فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ)، وفي صحيح مسلم: (تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ – حَتَّى قَالَ – وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».
والصدقة المالية نوعان: أولا: صدقة النافلة أو صدقة التطوُّع: وهي الصَّدقةُ التي ليسَتْ بواجبةٍ، وإنَّما يتطوَّعُ بها الإنسانُ، بأنْ يَبذُلَها لوجهِ اللهِ، ولا يدخل في ذلك الأموال المخصصة للزكاة. ثانياً: الصدقة المفروضة: وهي الزكاة الواجبة المفروضة في المال، وهذا النوع من الصدقات لها شروط خاصة، ومصارف حددها الشرع، وفي الصحيحين: (أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ مُعَاذًا – رضي الله عنه – إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ «ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أنواع الصَّدَقَةُ)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
فعلى المسلم أن يتصدق من ماله بالقليل أو الكثير، ففي صحيح البخاري: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، وللصدقة فوائد متعددة: فمن فضائل وفوائد الصدقة: أنّها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى، وتمحو الخطيئة، وأنّها وقاية من النار، وفي الصدقة دواء للأمراض البدنية والقلبية، ويدفع الله بالصدقة أنواعًا من البلاء، ومن فضائل وفوائد الصدقة: أن الله تعالى يضاعف للمتصدق أجره يوم القيامة كما في قوله عز وجل: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [البقرة: 245]. ومن فضائل وفوائد الصدقة: أنّ صاحبها يدعى إلى دخول الجنة من باب الصدقات، كما في الصحيحين: (وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ»، وفي الصدقة انشراح الصدر، وراحة القلب ومن فضائل وفوائد الصدقة: أنَّها مطهرة للمال، فتخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة،
وأفضل الصدقات: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة، وأفضل الصدقات: الصدقةُ في حال الصحة والقوة قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا» [الصحيحين]. وأفضل الصدقات: الإنفاق على الأولاد والصدقة على القريب، قال صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة» [رواه أحمد وغيره]
الدعاء