خطبة عن (هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ)
فبراير 6, 2024خطبة عن القرآن: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)
فبراير 10, 2024الخطبة الأولى (التضرع إلى الله فيه نجاتنا)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (42)، (43) الانعام، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (76) المؤمنون، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (94) الاعراف
إخوة الاسلام
في سنن الترمذي: (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، فمن طبيعة الإنسان الوقوع في الخطإ، واقتراف الذنوب، وكبائر المعاصي، ولكن لا حجة له في ذلك, ولا مبرر له في الاستمرار في الذنوب, بل هو مأمور بالتوبة والرجوع وتصحيح خطئه، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (135) آل عمرن،
ولكن، قد يتمادى العبد في أخطائه، ويصر على ذنوبه ومعاصيه، مما يستوجب عليها العقوبة، ولكن، من لُطْف الله تعالى بعباده ورحمته بهم، ألا يعذبهم قبل أن يبتليهم، ويعرِّضهم للبأساء والضراء، حتى يعودوا للجادّة والصواب، ويتضرعوا إلى الله، تائبين نادمين، فالتضرع إلى الله: هو دعاء الله وسؤاله، بذل وخشوع، وإظهار الفقر والمسكنة إليه، أن يرفع عنهم البلاء، والبأساء، والضراء، فالتضرع إلى الله :حالة يحبها الله، ويرضاها من عباده، بل أمر الله عباده بها، فقال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55)، فأخبر سبحانه- أنّ التضرّع والدعاء الصادق يرفعُ العذاب والعقاب ،ويردّ البلاء، فقال الله تعالى عن الأمم السابقة: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 42، 43]؛ فالغاية من أخذ العباد بالبأساء والضراء، أن يتضرعوا إلى الله، وأن يتوبوا ويرجعوا إليه، قال ابن القيم -رحمه الله-: «فالله يبتلي عبده ليسمع تضرّعه ودعاءه والشكوى إليه، ولا يحبّ التجلّد عليه، وأحبّ ما إليه انكسارُ قلبِ عبدِه بين يديه، وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره، فاحذر كلّ الحذر من إظهار التجلّد عليه، وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذلّ والضعف، فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد للفم»،
فالله تعالى جعل التضرع إليه سببًا في اتقاء سخطه وعذابه، ومعيناً على الاستغفار، والتوبة، والإنابة، وما كان أخذه سبحانه للناس بالبأساء كالحروب، والفتن، والقحط، والجدب، وكل ما في ظاهره الضرر لهم، إلا غاية لكي يتضرعوا إليه، ويقبلوا عليه، فغالب الناس لا يعرفون الله سبحانه في الرخاء، ولا يقبلون عليه في السراء، فيبتليهم الله برحمته ولطفه، ليقبلوا عليه في شدتهم، وليس هناك أقسى، ولا أعظم غفلة، ممن لا يتضرعون إلى الله، لا في رخائهم، ولا شدتهم، فهؤلاء هم المعتدون.
والتضرع إلى الله تعالى، والتذلل له سبحانه، ينبغي أن يكون بقلب حاضر، يملؤه الشعور بالضعف، والتذلل إلى الخالق، وإدراك أنه بيده وحده سبحانه رفع البلاء، وتفريج الكروب، وكشف الغمة، فباستشعار هذه المعاني، يدرك المسلم معنى الربوبية، وتتحقق فيه مقتضيات العبودية، بالتسليم والخضوع التام لله تعالى، فالفقر، والضيق في العيش، والأمراض، والأسقام والآلام، هذه كلها لا ترفع إلا بالتضرع إلى الله، والخشوع إليه، والتقرب منه، بالعبادات والطاعات، والابتعاد عن المحرمات، فالغاية من أخذ العباد بالبأساء والضراء: أن يتضرعوا إلى الله، ويتوبوا ويرجعوا إليه.
وقد أخبرنا الله تعالى عن أقوام ابتلاهم، وتوعدهم بالعذاب، فاستكان بعضهم، وتضرعوا إلى الله، فكشف الله عنهم عذاب الدنيا، ومنهم قوم يونس عليه السلام، الذين قال الله عنهم: (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (يونس:98)، فقد ذكر بعض المفسرين: أن قوم يونس خرجوا إلى الطرقات، واصطحبوا نساءهم وأطفالهم ودوابهم، ودعوا وتضرعوا، وجأروا إلى الله، وقيل: أنهم ظلوا على هذه الحالة أياما يدعون ويستغيثون ويتضرعون ويبكون، فكشف الله عنهم عذاب الدنيا منةً منه وفضلا. وأخبرنا عن آخرين، لم يظهروا الفقر والضراعة، فقد قال الله عنهم: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ* حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (المؤمنون: 76،77)
أيها المسلمون
والرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد المتضرعين، فقد كانت حياته كلها تضرعا لله، ففي كل أحواله كان متضرعا خاشعا متذللا لربه تبارك وتعالى، فحين أراد الاستسقاء: خرج متبذلا متواضعا متضرعا، حتى أتى المصلى، فلم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، وصلى لله ركعتين، وفي الجهاد: رأيناه صلى الله عليه وسلم يتضرع ويدعو في غزوة بدر، ويستنصر ربه، حتى أنزل الله المدد: ففي صحيح مسلم: (قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ». فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9). فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ). وعند الكرب كان يتضرع إلى ربه، ففي صحيح البخاري: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»،
والتضرع إلى الله نهج الأنبياء والمرسلين، فكان التجاؤهم لله سبحانه سمة بارزة في سيرتهم، حين كان ينزل البلاء بهم، ويشتد الكرب عليهم، فكان نوح عليه السلام يناجي ربه بأن ينجيه من الكرب العظيم هو وأهله، وكان إبراهيم عليه السلام يلتجأ لله وحده في أن يجعل أفئدة الناس تهوي إلى مكة، حيث ترك زوجته وولده، وكان أيوب عليه السلام يتضرع إلى الله بأن يكشف عنه ما نزل به من الضر، وكان يونس عليه السلام يدعو في ظلمة بطن الحوت، في قاع البحر، بأن ينجيه الله من الغم، وكان يعقوب عليه السلام يشتكي لله وحده مما ألمّ به من الهمّ،
فللدعاء والتضرع إلى الله فضائل متعددة، ومنها: النجاة من الكروب، ورفع البلاء النازل، قال تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ* قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} [الانعام:63،64 ]، ومنها: النجاة من عذاب الله، قال تعالى: {وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ} [الانعام: 42]، ومنها: إعلان الافتقار لله سبحانه وتعالى، والاستجابة له، فالتضرع إقرار بالعجز والحاجة، وطلب منه لسدّ هذا الفقر والعجز، ومنها: نيل رضا الله وبلوغ جنته، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [هود: 23]، ومنها: البراءة من قسوة القلب، قال تعالى: {فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلـكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلون} [الانعام: 43]، ومنها: تحصيل محبة الله تعالى، والقرب منه، فإن قلب الخاشع المتضرع هو أحب القلوب إلى الله سبحانه، ومنها: أن التضرع هو أقصر الطرق لاستجابة الدعاء، لأن المتضرع يجمع أسباب الاستجابة للدعاء، ألا فاذكروا الله تعلى، وتضرَّعوا إليه في كل وقت وحين، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]. فلنكثر من المسألة، وذكر الله، وعمل الخيرات، ولنلحَّ في الدعاء، فهذه تمهِّدُ للاستجابة عند الله سبحانه وتعالى، فعَنْ عَائِشَة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: (إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ، فَإِنَّهُ يَسْأَلُ رَبَّهُ) رواه ابن حبان
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (التضرع إلى الله فيه نجاتنا)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
أما عن عواقب الغفلة وعدم التضرّع إلى الله تعالى، فمنها: أن الغفلة طريق إلى الهلاك والدمار؛ فبغفلة الإنسان عن مصيره يكون ظلمُه وطغيانه، وعقاب الله للظالمين شديد. قال الله تعالى عن فرعون وقومه: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 135، 136]. والغفلة سبب في الحرمان والخسران؛ فمن استولت الغفلة على قلبه ضل وتاه وضاع وفقد كل خير، فتراه يعيش في الدنيا كما تعيش الأنعام؛ لا همّ له إلا في طعامه وشرابه وشهوته، وذلك هو الخسران المبين. والغفلة سبب في الحسرة والندامة؛ سيتجرّع مرارة الحسرة كلّ مَن غفل عن طاعة الله وعبادته وآياته، يوم لا ينفع ندم ولا تغني حسرة. قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [مريم: 39، 40]، والغفلة سبب في تسلط الشيطان على الإنسان وإغوائه؛ فبذِكر الله يبتعد، وبالغفلة عن ذِكره يقترب، فالغفلة مرض خطير يصيب الكثير من الناس، ومشكلة الغفلة أن الناس لا يشعرون بها، ولا يدركون مخاطرها على حياتهم وبعد مماتهم، فالغافل اللاهي يضيع نفسه ويظلم غيره، ولا يفيق من غفلته إلا على مصيبة كبيرة، أو عندما يأتيه الموت.
الدعاء