خطبة عن (تحذير للمتعاملين بالربا)
مايو 5, 2024خطبة عن (اللهَ اللهَ في أصحابي)
مايو 8, 2024الخطبة الأولى (تأخر الزواج عند الشباب)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) (3) النساء، وفي الصحيحين: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
إخوة الإسلام
لقد أمر الله تعالى عبادة بالزواج، ورغب فيه، وذلك لما فيه من المصالح العظيمة، والحكم المتعددة، فقال سبحانه: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النور(32)، (33)، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك، ورغبهم في الزواج، وحثهم عليه، ففي مسند أحمد: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْياً شَدِيدًا وَيَقُولُ «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فالواجب على كل من استطاع الزواج أن يبادر إليه، استجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، وفيه التعفف عن الحرام، وبقاء جنس الإنسان، والحفاظ على الأنساب، وكثرة النسل، وتكثير سواد أمة الإسلام، وحصول السكن، والاستقرار النفسي والعاطفي، وإشاعة الفضيلة، والحد من الرذيلة.
والأمر بالزواج للجميع، سواءً كان شيخًا، أو شابًا، فيجب عليه البدار بالزواج، وليس له التأخير، ومن كان عنده واحدة لا تعفه، وهو يستطيع نكاح الثانية؛ أو الثالثة، أو الرابعة، وجب عليه ذلك، حتى يعف نفسه، وحتى يحصل به كثرة النسل للأمة، ولو لم يُرض ذلك النساء، فالنساء من طبيعتهن أنهن لا يرضين بالضارات، ولكن لا بأس عليهن أن يرضىين بذلك، وأن يصبرن إذا عدل، ولم يحف، بل عدل واتقى الله.
أيها المسلمون
ومن الملاحظات السلبية في المجتمع الاسلامي، أننا نشاهد اليوم التأخر الملحوظ في الزواج، وخاصة عند الشباب، وهذا ينذر بأمر جلل، ومشكلة كبيرة، وعلينا أن نتدارس هذه المشكلة، وأن نتعرف على أسبابها، وأن نعمل على إيجاد الحلول لها، ومن خلال الدراسات التي قام بها بعض المتخصصين والباحثين، تبين لهم أن من أسباب تأخر الزواج: أولا : غلاء المهور: وهذا مما جعل الزواج يتعسر، أو يتعذر على كثير من الشباب، فيتأخر الزواج عند الشباب، وهذا خلاف ما شرعه الله تعالى، وحث عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، من تخفيف المهور، والتيسير في الزواج، ففي مسند أحمد: (عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً». وفي الصحيحين: (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ لأَهَبَ لَكَ نَفْسِي فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. فَقَالَ «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ». فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا». فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. قَالَ «انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ». فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي – قَالَ سَهْلٌ مَا لَهُ رِدَاءٌ – فَلَهَا نِصْفُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ». فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ «مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ». قَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا عَدَّهَا قَالَ «أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ «اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ»، وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئًا». قَالَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا. قَالَ «عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا». قَالَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ..). وفي مسند أحمد وسنن النسائي: (عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: أَلاَ لاَ تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ أَلاَ لاَ تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاَكُمْ بِهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أُصْدِقَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً).
والكثير من الناس يغالى في المهور لمقاصد مذمومة، إما مفاخرة وطلبا للرياء, أو مجاراة للأعراف وإتباعا لرأى النساء, أو لغير ذلك، فينبغي على أولياء الأمر التيسير في ذلك، وعدم إثقال كاهل الزوج وإشغال ذمته بالديون، واللائق بالوجهاء وأعيان الناس أن يكونوا قدوة في المجتمع، وألا يشقوا على إخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في المغالاة في المهور، ومن المؤسف أن بعض الأسر تكثر من المهور، وأثاث منزل الزوجية، مع علمها بضعف حال الزوج، والولي الحكيم هو الذي يحرص على نجاح الزواج، ولا يلتفت إلى المال ،بل ربما أعان الزوج على ظروف الحياة، أما إذا بذل الزوج المال الكثير، وكان موسرا ولم يشق عليه ذلك، فلا بأس بذلك, فالصحيح أنه لا حد لأقل الصداق أو أكثره في الشرع.
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: عضل الأولياء للمرأة، وعدم تزويجها، مع تقدم الكفء لها ورضاها به, وهذا محرم، ونهي الشرع عنه، فقال تعالى: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة (232)، وقد يحمل الولي على هذا التصرف طمعه في مال البنت، أو عداوته للخاطب، أو قصد الإضرار بأم البنت، أو انتظار تزويج الكبرى، فلا يسوغ الامتناع من تزويج الصغرى، وتفويت الفرصة عليها.
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: عزوف الشباب عن الزواج، وتسويفهم له، لارتباطهم بعلاقات، أو رغبتهم في الحرية، وعدم الالتزام بالمسؤولية، أو غير ذلك من القناعات الفكرية، التي لا تسوغ شرعا ولا يجوز الاعتماد عليها.
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: تأجيل أهل المرأة تزويج البنت لأسباب واهية، ومبررات غير مقنعه، كسن الفتاة وتعليمها، أو حصولها على وظيفة, مما يكون سببا لحرمان الفتاة وعنوستها. ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: امتناع بعض الفتيات عن الزواج، طمعا في الأمل المنشود، وفارس الأحلام, وكل ذلك خيال قل أن يتحقق في الواقع، وكم من فتاة ندمت اشد الندم على فوات شبابها، والواجب على الفتاة عند خطبتها التعقل، والموازنة بين المصالح والمفاسد والتركيز على توفر صفة الدين والخلق في الشاب .
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: إكراه الولي الشاب أو الفتاة على الزواج بأحد أقاربه، دون النظر إلى الرغبة والتوافق النفسي، وهذا العمل محرم في الشرع، وهو من عادات أهل الجاهلية، وله تأثير كبير في تأخر الزواج، أو فشلة، ويوقع الأولاد في حرج عظيم. ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: كثرة الشروط من قبل الفتاة وأهلها, وتضخيم الجانب المادي، وعدم الاهتمام في الصفات المهمة الأخرى كالدين والخلق والكفاءة، والشارع اعتبر في الزوج خصلتين عظيمتين، وهما الدين والخلق، ففي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)، فالعجب كل العجب ممن يزوج ابنته ممن لا يصلي، ولا يخاف ربه، من أجل غناه، في الوقت الذي يرفض الرجل الصالح صاحب الخلق.
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: انتشار البطالة بين الشباب، وقلة الفرص الوظيفية، أو ضعف الدخل، مما يجعل الشاب غير قادر على فتح بيت، وتكوين أسرة، والمسؤول عن هذه المشكلة هو الدولة، وجهات العمل، والشؤون الاجتماعية. كما ينبغي للقطاع الخاص، وذوي الغنى واليسار، أن يكون لهم حضور في هذا المجال.
ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: الإعلام الفاسد المتأثر بنظريات الغرب، فيبث لأبناء المسلمين أنماطا اجتماعية بعيده عن روح الإسلام وآدابه، مما يجعل الفتى والفتاة يتروون في قرار الزواج المبكر، في الوقت الذي ينساقون وراء العلاقات الغير شرعية.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (تأخر الزواج عند الشباب)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسباب تأخر الزواج: ارتباط بعض الشباب بعلاقات غير شرعية، والجري وراء الشهوات المحرمة، والاغترار بسراب الحب الكاذب، وهذا من أعظم الفتنة، فليتق الله الشاب وليعلم أن العمر يمضى، والمال يفنى، والدين يذهب، والشهوة تنقضي، وتعقبها حسرة وندامة، ولن يهنأ أبدا إلا إذا تزوج المرأة الصالحة، وسكن إليها، وملأت عليه حياته, قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]. ومن أسباب مشكلة تأخر الزواج: التعليم الجامعي، حيث يسعى الشباب إلى إكمال دراستهم العليا، وتحقيق الاستقلال المالي قبل الارتباط بالزواج، وهذا يدفع إلى أواخر العشرينات أو حتى مطلع الثلاثينات، فيتأخر بذلك زواجه.
أيها المسلمون
أما عن الآثار المترتبة على تأخر سن الزواج: فهناك العديد من الآثار الفردية والمجتمعية التي يمكن ملاحظتها كإحدى نتائج تأخر سن الزواج لدى الشباب، فبالإضافة على العامل النفسي للشاب نفسه، في ضبط احتياجاتهم البيولوجية التي فطرهم الله عليها، وهي في أقصى ذروتها في مرحلة الشباب، فإن تأخر سن الزواج يسهم أيضا في تغيير هيكل الأسرة، والتباطؤ في معدلات النمو السكاني، وزيادة التحديات المتعلقة بالتوازن الديموغرافي، كما يؤدي تأخر سن الزواج إلى تغييرات في نمط الإنفاق والاستهلاك، حيث يمكن أن يكون للأفراد المتأخرين في الزواج نمط مالي مختلف، وبناء على ما سبق ذكره من أسباب تأخر الزواج، ونتائجه: فنحن نوصي: بعدم المغالاة والإسراف في المهور، وتكاليف الزواج، والاكتفاء بالضروريات، والاستغناء عما هو غير ضروري، والبعد عن التقليد والمحاكاة عند شراء جهاز الزوجية، والتيسير من جانب الآباء وعدم التعقيد، والاهتمام بالتدين أكثر من الاهتمام بالشكليات، والنواحي المادية، ففي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ»، وأيضا: تربية الأبناء تربية سليمة، ليتحملوا المسئولية عند الزواج، والرجوع والالتزام بتعاليم الدين الحنيف، في كافة أمور حياتنا، وعدم الطموح الزائد في شريكة الحياة، والاهتمام بالخلق والدين في اختيار الزوجة، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»
الدعاء